
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قفـــا نبــك أطلالا تقلــص ظلهــا
وننـدب آثـار الـذين بقـوا ذكـرا
بنـي رسـتم مـن قام بالعدل ملكهم
فأمسـت بهم تيهرت كالروضة الزهرا
تحـف بهـا الانهـار والزهـر باسـم
بـروض بسـاتين هـي الجنـة الخضرا
أقـاموا منـار الدين دهراً وشيدوا
معـالمه واستسـهلوا البر والبحرا
فكـم نظمـوا جيشا وكم نشر واعدلا
وكـم هنـد واسـيفاوكم ضربوا تبرا
وكــم مـن حصـون أحكمـوا ومعاقـل
وكـم مسـجد أحيوا وكم عمروا قطرا
وظــل لـواء النصـر يخفـق فـوقهم
وتيهرت دار العلم والدولة الكبرى
فكـم مـن أميـر تحـت ظل ابن رستم
تقلـد فيهـا السـيف واكتب الشكرا
وكـم مـن امـام كان في الدين حجة
وكـم فـي سياسات الملوك ترى بدرا
فأمســت خلاء تـذرف الـدمع حولهـا
عيـون بهـا قـرت وسـادت بها دهرا
كــذا الـدهر خـوان فيضـحك تـارة
ويبكـي مـراراً صاغ من حلوه المرا
أيـا داركـم عمـرت والسـعد مقبـل
عليـك وكم بالعلم سادت بك الغبرا
عمـــرت وعمـــرت البلاد ســـويعة
مـن الـدهر كانت من نوادره الغرا
يشـد اليـك الرحـل مـن كـل وجهـة
بـك العيـش رغـد طيـب وبـك الأخرى
فهـل فيـك مـن يـدري وقـوف مـتيم
يكفـف دمعـاً نادبـاً مربـع الذكرى
يئن أنينـاً يجـرح القلـب والكلـى
يفتــت أكبـاداً ولمـا يطـق صـبرا
ســلام ســلام مــن قلــوب كئيبــة
تســايل اطلالا ولــم تكتسـب خـبرا
علـى معهـد الاسـلام والدين والهدى
وربــع ملــوك كـان ملكهـم صـدرا
ألا أيهـا الخـل المرافـق قـف وقل
حيــال ديـار طالمـا جـبرت كسـرا
سـقى اللـه تيهرتـاً بوابـل رحمـة
يجـدد ذكراهـا ويحيـي لهـا فخـرا
وآه وهــل يحيــي التــأوه ميتـاً
ومـن ذا يـرى عمـر انها مرة أخرى
بعيــد بعيــد لكــن اللـه ربنـا
قــدير علــى أن المغيـب لا يـدرى
سليمان باشا بن عبد الله بن يحيى الباروني الطرابلسي.زعيم سياسي مجاهد، ولد في (كاباو) من بلاد طرابلس الغرب، وتعلم في تونس والجزائر ومصر، وعاد إلى وطنه، فانتقد سياسة الدولة العثمانية، وكانت طرابلس تابعة لها فأبعد منها، فقصد مصر، وأقام إلى أن أعلن الدستور العثماني (سنة 1908م) فاختير نائباً عن طرابلس في (مجلس المبعوثين) بالأستانة فاستمر إلى أن اعتدى الطليان على طرابلس سنة 1911 م، فعاد إليها مجاهداً، وظل إلى أن أبرم الصلح بين تركيا وإيطاليا، فأبى الاعتراف به، وواصل مقاومة المحتلين مدة، ثم انصرف إلى تونس، ومنها ركب باخرة إلى الأستانة، فجعل فيها من أعضاء مجلس الأعيان، ونشبت الحرب العامة الأولى (سنة 1914 م) فوجهته حكومة الأستانة قائداً لمنطقة طرابلس الغرب، فقصدها في غواصة ألمانية، وباشر القتال إلى أن أكرهت تركيا العثمانية على التخلي عن طرابلس، بعد هدنة 1918 م، وعقد الطرابلسيون صلحاً مع إيطاليا سنة 1919 م، كانت له يد فيه، فرحل إلى اوروبا، وحج سنة 1924 م، وذهب إلى مسقط ثم إلى عمان وكان إباضي المذهب، فجعله سلطان مسقط مستشاراً لحكومته (سنة 1935 م) فأقام عامين، ومرض فذهب إلى بومباي مستشفياً، فتوفي فيها، له (الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية - ط)، و(ديوان شعر - ط).