
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَــذا فَلْيَجِـلَّ الْخَطْـبُ وَلْيَفْـدَحِ الْأَمْـرُ
فَلَيْــسَ لِعَيْـنٍ لَـمْ يَفِـضْ ماؤُهـا عُـذْرُ
تُــــوُفِّيَتِ الْآمـــالُ بَعْـــدَ مُحَمَّـــدٍ
وَأَصـْبَحَ فِـي شـُغْلٍ عَـنِ السـَّفَرِ السـَّفْرُ
وَمــا كــانَ إِلَّا مـالَ مَـنْ قَـلَّ مـالُهُ
وَذُخْــراً لِمَـنْ أَمْسـى وَلَيْـسَ لَـهُ ذُخْـرُ
وَمــا كـانَ يَـدْرِي مُجْتَـدِي جُـودِ كَفِّـهِ
إِذا مــا اسـْتَهَلَّت أَنَّـهُ خُلِـقَ الْعُسـْرُ
أَلا فِــي سـَبِيلِ اللـهِ مَـنْ عُطِّلَـتْ لَـهُ
فِجــاجُ سـَبيلِ اللـهِ وَانْثَغَـرَ الثَّغْـرُ
فَــتىً كُلَّمــا فاضــَتْ عُيُــونُ قَبِيلَـةٍ
دَمــاً ضـَحِكَتْ عَنْـهُ الْأَحـادِيثُ وَالـذِّكْرُ
فَـتىً مـاتَ بَيْـنَ الضـَّرْبِ وَالطَّعْنِ مِيتَةً
تَقُـومُ مَقـامَ النَّصـْرِ إِذْ فـاتَهُ النَّصْرُ
وَمــا مــاتَ حَتَّـى مـاتَ مَضـْرِبُ سـَيْفِهِ
مِـنَ الضَّرْبِ وَاعْتَلَّتْ عَلَيْهِ الْقَنا السُّمْرُ
وَقَــدْ كـانَ فَـوْتُ الْمَـوْتِ سـَهْلاً فَـرَدَّهُ
إِلَيْـهِ الْحِفـاظُ الْمُـرُّ وَالْخُلُـقُ الْوَعْرُ
وَنَفْــسٌ تَعــافُ الْعــارَ حَتَّــى كَـأَنَّهُ
هُـوَ الْكُفْرُ يَوْمَ الرَّوْعِ أَوْ دُونَهُ الْكُفْرُ
فَــأَثْبَتَ فِــي مُسـْتَنْقَعِ الْمَـوْتِ رِجْلَـهُ
وَقـالَ لَهـا مِـنْ تَحْـتِ أَخْمُصـِكِ الْحَشـْرُ
غَــدا غَــدْوَةً وَالْحَمْــدُ نَســْجُ رِدائِهِ
فَلَــمْ يَنْصــَرِفْ إِلَّا وَأَكْفــانُهُ الْأَجْــرُ
تَـرَدَّى ثِيـابَ الْمَـوْتِ حُمْـراً فَمـا أَتى
لَهـا اللَّيْـلُ إِلَّا وَهْـيَ مِـنْ سـُنْدُسٍ خُضْرُ
كَــأَنَّ بَنِــي نَبْهــانَ يَــوْمَ وَفــاتِهِ
نُجُـومُ سـَماءٍ خَـرَّ مِـنْ بَيْنِهـا الْبَـدْرُ
يُعَــزَّوْنَ عَـنْ ثـاوٍ تُعَـزَّى بِـهِ الْعُلَـى
وَيَبْكِـي عَلَيْـهِ الْجُـودُ وَالْبَأْسُ وَالشِّعْرُ
وَأَنَّــى لَهُــمْ صـَبْرٌ عَلَيْـهِ وَقَـدْ مَضـَى
إِلـى الْمَـوْتِ حَتَّى اسْتُشْهِدا هُوَ وَالصَّبْرُ
فَـتىً كـانَ عَـذْبَ الـرُّوحِ لا مِـنْ غَضاضَةٍ
وَلَكِــنَّ كِبْــراً أَنْ يُقــالَ بِــهِ كِبْـرُ
فَـتىً سـَلَبَتْهُ الْخَيْـلُ وَهْـوَ حِمـىً لَهـا
وَبَزَّتْـهُ نـارُ الْحَـرْبِ وَهْـوَ لَهـا جَمْـرُ
وَقَـدْ كـانَتِ الْبِيضُ الْمَآثِيرُ فِي الْوَغى
بَــواتِرَ فَهْــيَ الْآنَ مِــنْ بَعْـدِهِ بُتْـرُ
أَمِــنْ بَعْــدِ طَــيِّ الْحادِثـاتِ مُحَمَّـداً
يَكُــونُ لِأَثْــوابِ النَّــدى أَبَـداً نَشـْرُ
إِذا شــَجَراتُ الْعُــرْفِ جُــذَّتْ أُصـولُها
فَفِــي أَيِّ فَـرْعٍ يُوجَـدُ الْـوَرَقُ النَّضـْرُ
لَئِنْ أُبْغِــضَ الــدَّهْرُ الْخَـؤُونُ لِفَقْـدِهِ
لَعَهْــدِي بِــهِ مِمَّـنْ يُحَـبُّ لَـهُ الـدَّهْرُ
لَئِنْ غَــدَرَتْ فِــي الـرَّوْعِ أَيّـامُهُ بِـهِ
لَمــا زالَـتِ الْأَيَّـامُ شـِيمَتُها الْغَـدْرُ
لَئِنْ أُلْبِســَتْ فِيــهِ الْمُصــِيبَةَ طَيِّــئٌ
لَمــا عُرِّيَــتْ مِنْهــا تَمِيـمٌ وَلا بَكْـرُ
كَــذَلِكَ مــا نَنْفَــكُّ نَفْقِــدُ هالِكــاً
يُشـارِكُنا فِـي فَقْـدِهِ الْبَـدْوُ وَالْحَضـْرُ
سـَقى الْغَيْـثُ غَيْثـاً وارَتِ الْأَرْضُ شَخْصـَهُ
وَإِنْ لَــمْ يَكُــنْ فِيـهِ سـَحابٌ وَلا قَطْـرُ
وَكَيْــفَ احْتِمــالِي لِلســَّحابِ صــَنِيعَةً
بِإِسـْقائِها قَبْـراً وَفِـي لَحْـدِهِ الْبَحْـرُ
مَضـى طـاهِرَ الْأَثْـوابِ لَـمْ تَبْـقَ رَوْضـَةٌ
غَــداةَ ثَــوى إِلَّا اشـْتَهَتْ أَنَّهـا قَبْـرُ
ثَوى في الثَّرَى مَنْ كانَ يَحْيَا بِهِ الثَّرَى
وَيَغْمُــرُ صـَرْفَ الـدَّهْرِ نـائِلُهُ الْغَمْـرُ
عَلَيْــكَ ســَلامُ اللــهِ وَقْفــاً فَـإِنَّنِي
رَأَيْـتُ الْكَرِيـمَ الْحُـرَّ لَيْـسَ لَـهُ عُمْـرُ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.