
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذكـرى يُرددُهـا الزمانُ الوافي
أَلـقُ الشـموسِ لهـا من الأفوافِ
شـعت علـى مـرّ السنينِ وَعمرُها
عمـرُ البطـولهش نالض كلَّ شِغافِ
متغلغلا بِنهـىَ الفـوارسِ دافعاً
من يُحجمون إلى الخلود الضافي
اليــومُ يـومُ صـلاتنا لجلالهـا
واليومَ نُقرؤها الحنانَ الوافي
وعلـى الـثرى نجثو نقبل تُربةً
عبقــت بِحـرِّ شـعورها الرَّفـافِ
مـا كـان بالخافي على مُستلهم
شـَهمٍ وليـس علـى الأبـىّ بخـافَ
إنَّـا بنـى الأحرار نعرفُ قدَرَهاً
وَنشـيمها فـي النُّـور والأطيـاف
وبكــلّ معنـىً للعظـائمِ شـامخٍ
وبكــلّ نبــعٍ للحقيقــة صـافِ
لا مَجـدَ غيـرَ الحِّق يبقى ناصعاً
سـَمحاً علـى رغم الرَّدىَ المتلاف
هـذى مقـابرُهم وتلـك دمـاؤُهم
مثـلُ النجـوم ونوِرهـا الشَّفافِ
هيـاتَ يُـدركها الطغـاةُ وربمُّا
سـجدوا لهـا رغمـاً عـن الآنافِ
ســيجئ يـومٌ للحسـابِ قُضـاتُهم
تِلـكَ العِظـامُ بِغضـبةِ الإنصـافِ
يـا أمَّـةَ الأحـرار دومـي حُـرَّةً
والتضـحيات لـكِ الجلال الكافي
وبحسـبك الشـهداءُ ضـمَّحِ ذكرهم
هـذا الأثيـرَ وشـاعَ في الألطاف
يـومٌ كهـذا اليـوم تهتف عنده
مُهـجُ الشـعوبِ العانياتِ هُتافي
وَتعُّـزهُ الـدنيا التي حَلمت به
حُلمـــىِ وتــزأرُ وثبــةُ الآلافِ
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.