
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بُثينــةُ لا أرَضــى الـوداعَ وإن أكـن
لأرَضـــىَ دمـــائي أَن تُــراق لــديكِ
إلــى مصـرَ أمضـى إن تركتـكِ فانيـاً
ومــا لــيَ حُّــظ الموميــاءِ لـديها
إذن عــذبيني فــي جـوارك فهـو لـي
نعيمـق ولا تُصـغى إلى العذلِ والشكوىَ
ففــي مصـرَ تُحيـى الميـتين رموسـهم
ولكن لمثلى الموتُ كالعيش في البلوى
وأيــــنَ ســــبيلي يــــا جميـــلُ
أفــــىِ الهــــوى عزوُفـــكِ عنـــي
لئن خــانَت الــدنيا فــإني أمينـةٌ
علــى الحــبِّ كـالأُمِّ الـرؤومِ دَوَامَـا
وفــي الحشــرِ أَلقــىَ سـواك مُخلصـي
وليــس ســِوَى الحــبِّ النقـيِّ شـفيعي
أعيــشُ بــدينِ الحــبّ رغـم قطيعـتي
علـــى مضـــضٍ حــتى أردّ الأعادَيــا
إذن خلصــيني مــن عــذابي حبيبـتي
ولا ترســــليني للفنـــاء شـــريدا
إذا الشـمسُ ألقـت نورها لم بضع سُدىً
ولــو مــاتَ أحيـاهُ الغـرامُ جديـدا
اللـــــــهُ يعلــــــم أّننــــــي
أفـــدِّيكَ لا مـــن يرتضــيكَ شــهيدا
أَجـــــــل يـــــــا بثينــــــتي
فعـــارٌ ملامــي حيــن أنــتِ إلهــي
مقَّدســـةٌ فــي طِّــي قلــبي وُحبُّهــا
عطــــورُ دمٍ حـــىِّ وُحلـــمُ شـــفاهِ
ولكـن أيـا بُثـنُ الحبيبـةُ مـا الذي
يحـول عـن التفكيـر فـي صُحبتي فورا
ولــو شـئتِ أودَعـتُ القصـائد مُهجـتي
علـى الرمـلِ الوانـاً وأطلقتها سَكرىَ
وكـانت لهـذا الحسـن أو فـي ركـائبٍ
إلـى مصـرَ حيـث الرمـلُ أزهرَ وأفترا
وحيــثُ ميـاهُ النيـلِ تجـرى رواقصـاً
يغــازلُ بعــضٌ بعضــها هـانئاً حُـرَّا
يـــــا جميـــــلُ كفــــى كفــــى
أننقــذُ بــالأحلام حُبــاً لنـا ضـاعا
وكيــف يضـيعُ الحُّـب فـي صـدر عاشـقٍ
سـما فـوقَ معنىَ الخلقِ روحاً وإشعاعا
وكيــفَ وعهـدي كالنسـيم الـذي سـَرىَ
علـــى مَــرِّ أجيــالٍ نشــيدَ خُلــوِد
أُأنســيتَ أنِّـي زوجَ مـن لـن يفـوتنيِ
ولــو عشـتُ فـي المريـخِ فـوقَ جبـالِ
فـــإنَّ بنيهـــا للمـــرؤةِ قـــدوةٌ
وإنَّ بنيهــــا بالمحبَّــــةِ أخلـــقُ
أحُّـــن إليهـــا مســتجيباً لــدعوةٍ
تَغنَّـى بهـا الصـبحُ الجميـلُ المرقرق
تَعطــرَ مــن أنفــاسِ مصــرَ ونيلهـا
ومــن وَحيهــا الغـالي لنـا يتـألقُ
جميــلٌ جميــلٌ رحمــة منــك إننــي
أعــاني مــن التبريــح والحســراتِ
ولكنمــا الحرمــانُ أَشــهىَ لمهجـتي
مــن العــارِ لا يَرضــَاهُ طَبـعُ نبيـل
وقــد يُبـدُع الحرمـانُ روحـاً جميلـةً
أحَــبَّ وأوَلــى فــي الهــوى بجميـلِ
وَدَاعــاً حبيـبي هـاهي الشـمسُ وُدَعـت
ولاحـــت بأطيــافِ المغيــبِ شــُجوني
وَداعـاً فمـا لـي باقيـاً غيـرُ لهفـةٍ
تُصـــاحبني حتَّـــى لقـــاءِ مَنــوِني
وأنظرهُـــا حـــولي مَــراِئيَ لوعــةٍ
وأنغـــامَ أشـــجانِ وصـــوتَ جُنــونِ
وداعـاً غرامـي أصـبحَ اليـأسُ مُرشـدي
وقـــد كــان قبلاً هــاجري وخصــيمي
وَداعــاً كأنــا قــد خُلقنـاِ لفرقـةٍ
وأَنَّـــا دُمــىً تشــقى بكــفِّ لئيــمِ
وَدَاعــاً حيـاتي واسـمحي لـي بلثمـةٍ
علــى قــدمٍ يقفــو خُطــاهُ نعيمــي
وَدَاعـاً قبيـلَ الليـلِ فالليـلُ قُسـوةٌ
وإن كَنــتِ شمســاً فــوق كــلّ بهيـم
وَدَاعــاً حبيــبي ســوفَ أبقـىَ وَفيَّـةً
بروحـي وفـاءَ الزهـرِ للغارسِ الحانِي
فمـا أنـا إلا أنـت مهمـا مَضـت بِنـا
تصــاريفُ دُنيــا لا تــدينُ بإيمــانِ
وَدَاعــاً حبيـبي ولتكـن بعـضُ أدمعـي
دموعَـكَ واكفـف دمعـك الغاليَ العاني
وَدَاعـاً فمـا لـي غيـر صـومعة الأسـى
عــزاءٌ وَداعــا يـا ملاكـي وإنسـاني
وداعــاً حيــاتي سـوف أنظـرُ دائمـاً
إليـــكِ بمـــرآةِ الســماءِ مــرارا
وســوف أنــاجي كــلَّ حُســنٍ يحـوطني
لعـــلَّ بــه معنــىً لــديكِ تَــوارى
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.