
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أشــعةُ شــمسٍ تلــكَ أم رجــعُ أشــعاري
يعـــودُ إلـــى قلــبي بحــبٍ وأســرار
ومـــا هـــذه الــذّراتُ تَخفــقُ مِلأهــا
جـــواهُر أم هـــذى شــراراتُ أفكــاري
بلــى هــيَ مــن نــاري وُنـوري تبـددت
وقــد رقصــت فــي الشـمس رقصـةَ فُجَّـار
مضــت نحــوَ مــن أهـوى وعـادت كأنَّهـا
وقـــد عبثـــت حـــولى ضــحية خَمَّــار
إذَن أنــتِ مثلــي يــا صــغيرةُ إنَّمــا
أنــا الُمثقـلُ العـاني بسـجني وأوزارى
ولا شـــئَ أقســـى مـــن ضــميرٍ مبكــتٍ
بــريئاً فمــا ســاواه طُغيــانُ جبــار
سَأرســـُفُ فــي هــذا الحديــدِ مكفــراً
وقـــد كنـــتُ قبلاً رافلاً بيــن أزهــار
وهيهــاتَ أن ألقــى الهنــاءة والرضـى
ســتلقى وقـد كَفـرتَ بالسـجن عـن ذنبـك
لقيـــتَ جـــزاءً للغـــرور قضــت بــه
شــريعةُ حُــبِّ حيــن أعرضــتُ عــن حُبِّـك
أنظر إلى الكوةِ تَلقَ النورَ يحملني إليكَ
النـــورُ فيــهِ الآنَ مــن ظِــلِّ الشــجر
صـورٌ تراوغُنـي وترقـص فـوق ميتِ الحائطِ
وكأنّمـا هـذى الظِّلالُ بهـا مـآلي قد عَثر
فهــوت مُضــَّرجةً كآمــالي بـذلِّ القـانطِ
بَادِر إذن وهَلمَّ يا أملي إلى حسن الفرار
إِنـــيّ لأفضـــحُ نفســي أينمــا ذهبــت
بــي المســالكُ حيــنَ الحـب يُغـري بـي
فـــذاكَ صـــوتي وأنفاســـي ونــاظرتي
تَشــى بقلــبي فَتفضــي بــي لتعــذيبي
كيــفَ الفــرارُ أَفــق يــا غُّربـلَ سـفهٌ
أن لا أفــــرَّ ولـــو ضـــيعتُ آمـــالي
لا يقبـــلُ الظلــم حــي فــي مشــاعره
ســــِرُّ الحيـــاةِ ولا يرضـــَى بـــأغلالِ
إِضــــــــحكي يـــــــا شـــــــجوني
ولتنــــــــم يــــــــا غـــــــرام
ولتــــــــثر يـــــــا جنـــــــوني
فــــــــي هـــــــوى الانتقـــــــام
ومـــا انتقــامي بســيفٍ لــي أجــردُهُ
بـــل باليراعــةِ يخشــاها المعاونَــا
صــبراً إذن يـا ابـن عبـدوسٍ فيـومَ غـدٍ
ســتكرعُ الســم إذ تَلقَـى ابـن زيـدونا
ســـتكرع الســـم شــِعراً مــاله مَثــلٌ
بالســـخر بُضـــحكُ أحجــاراً وباكينــا
يـــا مـــن تطــاولَ للفنــانِ يرهقــهُ
بالمــالِ والُّــزور لـم تَـدرِ المحِّيينـا
مهمــا نَــأَوا لـم يكـن للنـأى تفرقـهٌ
بــل البعــادُ يزيــدُ القــربَ تمكينـا
يــا ســارقَ الـوردة الحسـناء تحسـبها
مــالاً خَســئتَ فمــا تــدرى الريَّاحينـا
لُقِّبــت بالفـأرِ لـم يُنصـفكَ مـن وصـفوا
فالفـــأرُ يكـــدحُ مقهــوراً ومغبونَــا
وأنــــتَ تعبــــث بالألبـــابِ آمنـــةً
مُزينِّـــاً ســـَرقةَ الألبـــابِ تزيينـــا
لا يَســــرِقُ الـــوردَ إلاّ آثـــمٌ أَشـــرٌ
لــم يعتنــق قلبــه لطفــاً ولا دينــا
فـي حيـن قـد يسـرِقُ الخـبزَ الـذي غدرت
بـــه الحيـــاةُ وأشـــقته أفانينـــا
ونــاهبُ المــالِ فــي الإجــرام منزلـةً
أســمىَ مــن النـاهبِ الُمفنـى أمانينـا
اذن حبيـــبيَ عجِّـــل لا تُطـــل قلقـــي
إنـــيّ لأرقـــبُ فـــي شـــوقٍ تلاقينــا
شـــوقٌ تَرفَّـــعَ عـــن تكييــف واصــفه
حِســـَّاً ومعنـــىَ وألفاظـــاً وتبيينــا
ترانـــــــي حيـــــــن تَنشــــــدني
نعـــم ترانــي اذا أقــدمتَ دونَ وَنَــىً
علــى الفــرار إلـى حُلمـي الـى فِتنـيِ
أنــا الــتي ألهمتــكَ الفــنَّ نشـوتُها
ولـــن يُقَّيـــدَ فـــي ســـجنٍ ولا زمــن
عَجِّـــل وَدبِّـــر ســبيلاً للفــرار غــداً
ولا تُبـــــال بأحقـــــادٍ ولا فِتـــــنِ
فالنـاسُ مُـذ خُلقـوا أعـداءُ مـن نَبغـوا
وَهُــم عبيــدُ لــدى الأصــنام والــدِّمنِ
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.