
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مالكـاً لا عـن وراثة شامخٍ
بجــدوده حيـن الجـدودُ فخـارُ
بـل عـن محبـة شـعبة وخيـاره
والشـعبُ حُـقَّ لـه الـذي يَختارُ
الملـك مُلـك الشعبِ حين زعيمهُ
ملـكٌ هـو المـأثورُ لا الجبـار
مُتوِّهـجٌ بـدم الكفـاح وإن يكن
سـلماً وفـي سَلمِ الكفاحِ النار
قالوا ألا تَصفُ المليكَ فقلت بل
وصـفَ المليـك سـلوُكه القَّهـارُ
هـو واحـدٌ مـن شعبه لم يغترر
يومــاً ولا مجــدٌ لـديه مُعـارُ
يحنـو عليـه فيسـتجيبُ لعطفـه
مــا فيــه أضـداد ولا أنصـارُ
بـل كلُّـهُ يـومَ الكريهـةِ شُعلة
وجميعــه يـومَ السـلام الغـارُ
إن كان ماضيه الحضارة والعلى
فـإلى غـدٍ لـه تَشـخصُ الأبصـارُ
شـبل الألـى عمَّـت حضارتُهم هدىً
أممـاً ولـم يمسـسُ علاها العار
سـطعت بأنـدلسَ العظيمـةِ حُـرةً
ومضــت وظـلَّ عبيـدَها الأحـرارُ
يســتلهمون جمالهـا وشـعارَها
إن أَعــوز المسـتلهمين شـعارُ
أمحمـدٌ ما كنتَ خامس عاهلٍ يقظٍ
يَهــــابُ جلالــــه الفجَّـــارُ
يــا رائداً للمكرمـات وحَكمـهُ
سـِيرَ البطولـةِ حولهـا الإعصار
مـاذا اقـدِّمُ يومَ عيدِك من حُلىً
وَحلاَكَ زاهيـــةٌ بهــا الآثــارُ
ليـس التمسُّح في الملوك سجيتي
إن صاحَ خلفهمو العفاةُ وساروا
بـل للمبـادئ وحدَها أزجى لها
مــا ترتضــي الأحلامُ والأشـعارُ
عـش مَضـربَ الأمثـالِ للأُمم التي
عــانت ودوَّخَ حظَّهــا الأشــرارُ
يــا رُبَّ فـردٍ قـد يُضـِّيعُ أمـةً
ســواه تَعمـرُ حـوَله الأعمـارُ
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.