
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَطــرت آســيا بعيــدِ أبيهـا
رَغـــم بُــؤسٍ يَعُّضــها وجــراحِ
وتغنــــت بِحبِّـــهِ وتَناســـَت
بُرهــةً عــالم الأذَى والنُّــواحِ
وأذابــت مــن ألـف ليلـة نـج
واهـا ومـن حـافظٍ على الأقداحِ
وأرادتَ تَخصــــُّهُ بالهــــدايا
مــن مُتـاحٍ لهـا وغيـر متـاحِ
كــم نجـومٍ لهـا تـألَّقُ بـالوح
حــىِ ابُــوداً لخــاطرٍ لمــاح
كـــم غنــاء بجوِّهــا يُعشــقُ
الـدهرَ خليـقٍ بعيـده الصـداحِ
كـــم نفيـــسٍ بأرضــها ظــلَّ
مســتوراً حَـرىٍّ بهـذه الأفـراحِ
كــم لآلٍ ببحرِهــا هــي أولـى
بهــواهُ مــن ضـولجٍ أو وشـاحِ
كـم كنـوزٍ تضـُّم آثارهـا الفـخ
مـةُ يلمحـنَ فـي شـروق الصباحِ
كلُّهــا تَشــتهى وفــوداً إلــي
ه بحنيـــن القلــوبِ والأرواحِ
كــل هـذى وغيـرُ هَـالم تَجـدَها
آســيا رمــزَ نشـوةٍ وانشـراحِ
لـم تجـدها كفـؤاً لمعنـى الـه
دايا أو لمعنى حَوته غير مُباحِ
للــذى ظــلَّ فــي كفـاحٍ يُعلـيِ
يهـا ومـا زال في أمرِّ الكفاحِ
دائبـا يشـتهى لهـا وحـدةَ الم
جــدِ بعلـمٍ يُعُّـز قبـلَ السـلاحِ
فـانطوت فـوقَ لوعـةٍ في نُهاهَا
بِــدعاءٍ لــه وفــوقَ الجـراحِ
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.