
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـفية فـي حنانـك لـي عـزاء
تجلـــى حيــن ميلادي تجلــى
وكـان الـدمع يقطر من فؤادي
فأخجـل مـن وفـائك واضـمحلا
ووفـاتني الهديـة وهـي تحكي
مشـاهد مـا نـراه ومـا تولى
وتصــدح بـالمحبب مـن أغـان
وبالرقصــات آيــا لـن تملا
جهــاز عــد معجــزة ولكــن
رأيتــك أنـت أبـدع أو أحلا
وإن كنـت ابنـتي فالبر أضحى
حرامـا لـن يبـاح ولـو أجلا
وصــار يعــد معجــزة فإنـا
فقــدناه خيــالا قــد تـدلى
أيشـخص بيننـا والظلـم فـاش
ويحسـبه سـواد النـاس عـدلا
وأمســى الحـب محـض خـزعبلات
وكــان الحـب سـلطانا معلـى
وصـار النـاس أشبه بالضواري
ومـا شـبع الورى نهبا وقتلا
حنانـك يـا صـفية فـل حزنـي
علـى دنيـا تعـد الحمق عقلا
اضــاعت كــل غيثـاري وسـرت
بتعـذيبي واضـحى الغدر سهلا
ولو عقل الورى حرصوا على أن
يكونــوا كلهــم للحـب أهلا
فمــا دنيــاهموا إلا خــرابٌ
ويبقـى الحـب بعـد وما أظلا
وتفنـى الأرض يوم الشمس تمضي
ويحيــا الحـب حـرا مسـتقلا
صــفيّة عشــت للإحسـان رمـزا
وللحــب المقــدّس أيــن خلا
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.