
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذن مصـر عـادت تقتفـي مجدها الأسمى
فيـا قبلـي طيـري لهـا واشبعي لثما
ويـــا فرحــتي لا تكتفــي بفريــدة
مـن الشـعر بل كوني لها الأمل الجما
ورفـــي حواليهــا رؤى تســتعيدها
فنونـا مـن الإلهـام تكسـبها الحزما
شـأى الشـعر وحـي السـيف في وثباته
كمـا اسـكن المجـد المرفرف والنجما
وبشـــّر بـــالأحلام حـــتى تفتقـــت
لنشـــوتها الأحلام أضــعافها نغمــى
وأنجـــب فيهــا للحيــاة معانيــا
ضــخاما تعــالت لا تحـد وقـد تنمـى
فيــا معــزف الأربـاب جلجـل مرحبـا
بمصـر وبـارك أنـت وثبتهـا العظمـى
إذا الحكــم للجمهــور اصـبح رائدا
أبى الحق أن يلقى به العار والظلما
ومــا العـدل إلا للمسـاواة وحـدها
فـإن هـي ضـاعت صـار ما دونها إثما
فيــا أمـة النيـل المبـارك حـاذري
وقـد نلت ما تهوين أن تخلقي الضيما
ولا تقبلــي التفريــق فـي أي مظهـر
فمـن يقبـل التفريـق يستأهل الرجما
ومـا كـانت الآثـار أبقـى على البلى
مـن العـدل لـو آثرتـه مجدك الضخما
أعيــذك مــن وهــم يصــير عقيــدة
فكـم أمـة هـانت بإعزازهـا الوهمـا
أعيـــذ جمـــالا والزعيــم محمــدا
بحــذقهما مــن حـد مطلبـك الأسـمى
قــد انتزعــا مـن قبـل حظّـك عنـوة
ومـا برحـا والـدهر كالطـائش الأعمى
تجبّـــر واشــتعلى فــرداه صــاغرا
وقـد كـان كـالمحموم سـكران بالحمى
وهــا أنـت بالعهـد الجديـد طليقـة
ومنجبــــة أعلام نهضـــتك الشـــما
ففــي كــل شــبر مـن ثـراك خميلـة
وقــد كـانت الـويلات تغتـاله قضـما
وفــي كــل مـرأى مـن سـمائك كـوكب
يبــل بنــور منـه لوعـة مـن يظمـا
وفــي كــل ركــن مـن ربوعـك ملجـأ
تلــوذ بـه خيـر المـواهب أو تحمـى
وفــي كــل ذهــن مـن بنيـك بـواعث
لينجـب حيـن الأمـس قـد ألـف العقما
وفـــي كـــل قلــب نشــوة علويّــة
فصــار إذا يــأتم بــالخير مؤتمـا
تبـــدّلت الأيـــام حـــتى كأنّمـــا
بنعمتهــا لمــا تـزل حولنـا حلمـا
كـــأن بنانــا للمســيح لمســنها
فبـدّدن عنهـا الذعر والحزن والسقما
فيــا مصــر عضــي بالنواجــذ حـرة
علـى ما كسبت اليوم واغتنمي اليوما
وهيــا أعــدي للغـد المرتجـى علـى
تــبز بإعجــاز لهــا كـل مـا تمـا
إخـــاء وتنظيمـــا وعلمــا وهمــة
وفنــا تهــز الغـافلين أو الصـما
ولا تشـتكي مـن لاعـج اليتـم بعـدما
أزلـت بهـذا النصـر مـن دمك اليتما
ألا فـي سـبيل المجـد مـا قـد غنمته
وهـا هـو قـد أضـحى لكل الورى غنما
فإنـــك للأقــوام أمثولــة الهــدى
ومــا خــص شـعبا يسـتفيق ولا قومـا
تبـــارك ربــي حيــن ينصــف أمــة
تعـاف ذليـل العيـش والياس والنوما
وتــدرك أن الفهــم مـن رأس مالهـا
وهـل يقـدر الإنسـان إن طلـق الفهما
ولا تســتطيب المــوت طوعــا لمـارد
وتصــفعه إن ثـار واسـتمرا اللؤمـا
ولا ترتضـــي يومـــا مســاومة لــه
فمــن سـاوم الطغيـان مقـترف جرمـا
وخـــان تراثـــا للجــدود مقدســا
كمـا خـان عهـدا لا يكيّـف أو يسـمى
عزيـز علـى مثلـي البعـاد وقـد زهت
منــائرك الزهـراء تسـتقيل السـلما
عزيــز وفــي قلــبي حنــان مــؤرق
وحســبي علـى رغمـي مفـارقتي الأمـا
إذا جئت هـذا اليـوم أزجـي تهـانئي
فمــن قلــب محـروم تهلّـل إذ يـدمى
ولكــن نفــس الحــر نفــسٌ عجيبــةٌ
تعيـش علـى الأضـداد مهمـا تكن غرما
وقــد ترفــض الشـهد السـلاف لوهمـة
وتعشـق مـوت النبـل إذ تكـرع السما
فــإن لـم أزل رهـن الـتزمت ثـائرا
فطوعــك قلــبي المسـتعز بمـا ضـما
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.