
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مؤسـّس الدولـة المرهـوب جانبهـا
ومـن شـأت قمـة الـدنيا مبانيهـا
ومـن تظـل المعـالي مـن مبادئها
وباقيـات المزايـا مـن معانيهـا
ومـن يشـيم بهـا الأحـرار قـدوتهم
ويعرفـــون الأمـــانيّ أمانيهــا
ومـن تعيـش بهـا الأجـواء أجمعها
مثـل الشـعوب التي قد اسعدت فيها
كـــل لــه منــزل حــي ومؤتلــف
وعــزّة لـم تكـن وهمـا وتمويهـا
حـتى الطيـور تغنّـت فـي موائلها
بنشــوة فـوق مـا أوحـت أغانيهـا
حـتى الوحـوش الـتي تمحى مسارحها
مـن العـداء تهـادت فـي مجاليها
حـتى الطبيعـة فـي أرجائهـا سكنت
فيهــا الألوهـة ألوانـا لرائيهـا
اليـــوم ميلادك الوضــاء نعرفــه
وإن حجبــــت بآثـــار نحييهـــا
أبا البلاد التي يحيا الجميل بها
مكـرر العطـر يجـري فـي أقاحيها
وفـي الجميـل المحلى من بواسقها
وفـي الطليـق المغني من قماريها
وفــي جميــع ناحيهـا كـأن بهـا
لــذكرك السـمح تقديسـا وتاليهـا
وفـي جميـع مباديهـا التي انتشرت
فرنّحـــت أممــا شــتى مباديهــا
يـــا مــن تبنتــك أخلاق منزهــة
عـن الصـغار فتـاهت فـي تبنيهـا
جعلـــت ســـيرتك الغــراء رائدة
للرائديــن فعبــوا مـن دراريهـا
يـا قـائد الثورة الكبرى ومنميها
حـتى اسـتحالت لظى أفنى أعاديها
وآخــذ النصــر والأيــام مــدبرة
والخصــم يمعـن تحقيـرا وتسـفيها
آمنــت بــالحق حــتى صـرته رجلا
وبــالتقى فغــدا دينـا لأهليهـا
وغـذ نجـت مـن أذى الطاغوت ظافرة
بعزهــا كنــت ربانــا يراعيهــا
ولـم تـزل يـا أبا إن نام عن ولد
وأمهـم لـم ينـاموا عنـه تنويهـا
حاشــاك فـالموت للأحـرار مخلـدهم
وللمبـــادىء معليهــا ومحييهــا
وهكــذا ســيرة الأبطــال ملحمــة
الخلـد شـاعرها والـدهر راويهـا
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.