
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا حامـل الثمـر الرفـاف من جذل
إن الثمــار لهـا كالنـاس إحسـاس
تزهــى بجهــد نبيـل كنـت بـاذله
ومـا يئسـت فلـم يقـرب لها الياس
وتـوجت جهـدك الحـي الـذي اكتملت
فيــه الأمــاني يـا قـوت وألمـاس
وكـــل جـــوهرة عصــماء ضــاحكة
بــالنور والنـور أفـراح وأعـراس
أمــا الخضـار ففـي ألـوانه صـور
للفــن مــا حازهـا لـوح وقرطـاس
لكنمـــا بثهــا مســتنبتا شــغف
بــالنفع مسـتلهما آيـاته الفـاس
وحــالف الـري حـتى أنجبـا تحفـا
للنــاظرين وحــتى أســعد النـاس
فـاهتزت الأرض شـكرانا وقـد بعثـت
وشـكراها ملـء هـذا النبـت أجناس
هـذا هـو العيـد يعـتز الحصاد به
كمـــا تعيـــد أقــوام وأغــراس
شـتان بيـن صـحارى لا غنـاء بهـا
وبيـن جنـات عـدن عنـد مـن قاسوا
حيـث الجـداول تحبـو وهـي راقصـة
وحولهــا الأنــس أزهــار وأنفـاس
وحيـث صـار الحصـى فـي حظـه مثلا
للمنعميــن ولــم يرهقــه وسـواس
فكيـف بـالخلق مـن نـاس ومن بهم
ومــن طيــرو وحيــث الـورد والآس
وحيــث زغـردت النعمـى بوفرتهـا
مـاء وكرمـا ولـم تعلق بها الكاس
فـــي كـــل فاكهــة راح معتقــة
بــريئة وبهــن الكــوب والطــاس
وفـي النـدى سـبحات مـن طهارتها
فمــا تشـوب جمـال الريـف أدنـاس
ومـا النجـوم الـتي نـامت بقبتها
إلا علــى ملكــوت الحســن حــراس
هذا هو العيش لو يدريه من صدفوا
وذا هو المجد لو يدريه من ساسوا
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.