
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مهــد الحضــارة للعروبـة كلهـا
كيـف انتهيـت إلـى نهايـة ذلهـا
قـد كنـت سـابقة القـرون بعلمها
فرجعـت فـي ذيـل القـرون وجهلها
عجبـــت تماثيــل رفعــن جلالــة
فهـوت لمـا بلغتـه خسـة مثلهـا
وكأنمــا فـي أمسـها قـد اشـعرت
أفعــالهم فتحطمــت مـن هولهـا
إن كــان هــذا وحـي ديـن محمـد
فعبــادة الأوثــان نعمـة أهلهـا
حاشــا وحاشــا تلـك نكبـة أمـة
بالحــاكمين القــاتلين لنبلهـا
مــن كــل سـيف قـد تثلـم مجـده
فــي الموبقـات ويسـتعز بفعلهـا
أو كـل أبكـم صـار يحسـب قاضـيا
والموميــاء أجـل منـه بأصـلها
أو كـــل زنــديق عريــق عابــد
للمــال يحـترف الـدعارة والهـا
أو كـل مـن زعـم الإمـارة حينمـا
عيـن الحقـارة مـا استباح مؤلها
أو كــل منــدوب تحشــرج صــوته
مثــل الجنـادب وهـو دون أذلهـا
أو كـل مـن زعـم الإمامـة بينما
حكــت الــذباب بطنهـا وبظلهـا
أو كــل مــأفون يصــيح مغالطـا
والشـخر يتبـع مـا روى مسـتألها
وطــن تجســمت العروبــة نكبــة
فيــه ولا نكبــات صــور وبعلهـا
الناطحــات بــه شــمخن سـوابقا
واليـوم تسـحقها الصروف بنعلها
والهندســات وســد مــأرب خلفـت
لهفـى الخـرائب في مهانة زملها
والســامقات مـن المـدارس كلهـا
درسـت ولـم يـك مثلها من قبلها
لا ظلــم ظلـم الـدهر عـدل صـارخ
مـا دام أهـل الأرض نقمـة عـدلها
يـا منبـت الكنـدي يـا من ينتمي
نخـب الفـوارس والعقـول لعقلهـا
مـن أدهشـت كسـرى بحكمـة عمروها
مــن أنجبـت بلقيـس صـورة دلهـا
مــن شـيدت غمـدان مـن إلهامهـا
وفحولــة الشــعراء دون أقلهـا
مــن أطلعـت صـنعاء نجـم حضـارة
عمــت بــأنفس روعــة وأجلهــا
مـن لا نـزال نحـار فـي آياتهـا
إذ تغمـر التاريـخ سـيرة فضـلها
كيـف اسـتحلت إلـى مبـاءة سـوقة
عملـوا علـى هـدر الكرامة كلها
جعلــوا البلاد وأهلهــا كبهـائم
موبــوءة حبســت علــى إسـطبلها
القـــات تمضــغه فيجــري ســمه
فيهــا فــتركع نشــوة لمـذلها
وإمامنــا يحيــى يمجــد ويلــه
شـعرا ويكنـز تـبره مـن ويلهـا
أسـفي العروبـة في الضجيج عريقة
الافخـــرات بخيلهـــا وبرجلهــا
أمـم العروبـة فـي الضجيج عريقة
الفـــاخرات بخيلهــا وبرجلهــا
تشـكو الطغـاة وحيـن تهمل أختها
فـي الغـل تصـبح مـن تهـش لغلها
إن الحــوادث كلهــا عــبر لكـم
يـا غـافلين عـن الحيـاة وقولها
تتســتّرون علــى الفضــائح ضـلة
ولطالمــا خــانت عهــود محلهـا
فتمكنــــون لســـارق ولمـــارق
جعلتهمــا صـنعاء غايـة شـغلها
ليــت ابـن خلـدون وتلـك ربوعـة
حــي ليفصــح رأيــه عـن ختلهـا
أو ليـت لـي شـعر الزبيـري الذي
فـي النفـي نـاح لخطبها ولثكلها
أو ليـت لـي يومـا عواصـف أحمـد
وأبـي فـراس مزمجـرا مـن أجلها
وأبــي العلاء العبقــري وغيرهـم
مـن أهلهـا قـد أترعوا من نهلها
المســـهمين بعلمهـــم وبفنهــم
فـي رفعـة الإنسـان أو فـي بذلها
أو ليــت لـي كالشـنفرى غضـباته
أو كـامرىء القيس الوفاء لنصلها
أو شــأن مالـك مـن سـلالة حميـر
فـي الـدين والتقـوى لطهر محلها
أو وعــظ نجــم الـدين رن كـأنه
قــدر يحــذر فــي حماسـة خلهـا
أو باس سيف الدولة العالي الذرى
المســتعز بأصــله فــي سـهلها
ونهى الفراهيدي الذي أحيا اللغى
بعروضــه وبحــذقه فــي شـكلها
وسـنا البهـاء وكـم يـداوي شعره
مرضــى النفـوس العانيـات بسـله
وبــروج صـرواح الـتي لمـا تـزل
أطلالهــا تـروي الخلـود لطلهـا
وهيــاكلا مــا زال علقمـة بهـا
يــوحي السـيادة والجلال لجلهـا
يــا ليــت لـي هـذا وذاك وبضـة
مـن روح علقمـة الشـهير بفحلها
حــتى أهــزّ الســادرين لعلّهــم
يتنبهــون إلــى عـواقب قتلهـا
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.