
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذكــرى الأبـاة ومطلـع الشـهداء
هــذا دعــاء المفلحيـن دعـائي
عـبرت عـن أحـرار مصـر بغربـتي
ولــرب نـاء كـان غيـر النـائي
وجعلــت تــبريكي مشـاطرة لهـا
بعـــواطفي ومــدامعي ورجــائي
فــي فرحـة النيـل هلّـل مثلنـا
لســـنائها واختصـــّها بوفــاء
أوفـى وحـوض النيـل أصـبح كلـه
حــرا ففــاض بحبــه المعطــاء
الحسـن فـي نظراتـه كالحصـب في
خطراتـــه كـــالوحي للشــعراء
مــرت عهـود الحـاكمين بـأمرهم
واليــوم بعـث الحـق والشـهداء
مــن لــم يصـدقني فـذلك حـوله
جمّمـــــــن الآيــــــات والالاء
الشــعب مجــدها وهــذا جيشــه
قـــد حاطهـــا بمناعـــة وعلاء
أنــى نظـرت تـرى مـواكب نسـقت
للحـــب بيـــن ترنــم وضــياء
وترى النخيل على السماء زواهيا
فالنيــل فـاق جمـال كـل سـماء
تتــألق الآمــال فــوق نضــاره
كتـــألق الأحلام فــي الصــحراء
وتـرى جمـوع الفـالحين تعرفـوا
أقــدارهم فغــدوا مـن الأمـراء
الفـأس فـي يـد كـل فـرد ماثـل
كالصـــولجان وشــامخ للــرائي
يـا ليتنـي فـي مصر ألثم تربها
كالنيــل يلثــم شــطها بــولاء
حــتى أجـدد مـن غنـى إكسـيره
عمــري وأرشــف نعمــتي وروائي
فرحـان كالطفـل الصـغير تجمعـت
كـل الكنـوز لصـفوه فـي المـاء
لــم لا وللنيــروز روعـة سـاحر
قــد جـال بيـن عواطـف ومـرائي
أبنـاء مصـر المخلصـين تسابقوا
لأبيكمـــو المعـــتزّ بالأبنــاء
وخـذوا هديـة عيـده مـا نلتمـو
مـــن نصـــفة وتحــرر وإخــاء
حــتى يباركهـا مباركـة الهـدى
فتزيــد بيــن ســماحة ونقــاء
وتصـير كالنيـل العزيـز أبيكمو
قدســا تنــزّه عـن هـوى وريـاء
العيـد هـذا عيـد مصـر بأسـرها
لا عيـــد طائفـــة ولا أهـــواء
غنــى بــه الفلاح مثــل زروعـه
ودمــوعه فــي الحقـل والأنـداء
يـا ليـت لـي فـي كـل عام وقفة
كالحــج بينكمــو وليـت ثـوائي
حــتى أنــافس كــل حــر مولـع
بالنيــل مبتـدعا فنـون غنـائي
وألقــن الأحفــاد مــا لقنتــه
مـن قبـل مـن سـر لفـرط إبـائي
لا يعـــرف الأحـــرار إلا مســهم
فــي التضــحيات وقـانع بعنـاء
فلتحـي يـا وطنـي الأصـيل منعما
بتتـــابع الأعيـــاد كالأضــواء
ولتحـــي جمهوريــة أحرزتهــا
كــالبعث بعــد تبــدد وفنــاء
ترقـى الشـعوب على سواعد أهلها
وتهــون تحــت ســنابك الـدخلاء
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.