
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا قاصـداً مصـر فـي زهـو وفي جذل
هنّئت مـــا مصـــر إلا أم أوطـــان
أم الحضــارة مـا كـانت طفولتهـا
إلا مفــــاخر فنــــان وإنســــان
لكـــل فـــرد بلاد يســتعز بهــا
ومصـر مهمـا اسـتقل الموطن الثاني
لهــا عهــود علـى الـدنيا موثقـة
فطالمــا حبــت الــدنيا بإحســان
أنـت ابنهـا الـبر لا تنسـيك منزلة
حقّـــا عليـــك ولا كـــر لأزمـــان
ومــن يعــد عمــادا فــي تخصّصـه
وخالقــا لمزايــا جيلهـا البـاني
علـــم وعلـــم فلا خيـــر لأمتنــا
إلا مــن العلــم إن العلـم نـوران
والثـم ثـرى مصـر عنّـي راكعا شغفا
وخــذ فــؤادي عنــي بعـض قربـاني
علـــم كعلمــك غــذاني وأحيــاني
كــذاك خلقـك يـوم اليـأس أحيـاني
ومـا أقـول وداعـا بـل أقـول وعلى
فـي مـوطن الشـمس ناجـاني وناداني
يــا مــن تواضــعه عنـوان حكمتـه
وقـــدره فـــوق تقــدير وعنــوان
ومــن شــغلت طــويلا عــن مجالسـه
لأنـت أدنـى إلـى قلـبي مـن الداني
عهــد عليـك شـباب النيـل ترشـدهم
للحــق إن خــانهم تــدجيل شـيطان
إن الشـجاعة اسـمى مـا اتصـفت بـه
فاصدع بها الباطل المستأسد الجاني
لا خيـر فـي العلـم صار الجبن سيده
فـالعلم بـالعلم يرقـى دون سـلطان
هـــذي تحيـــة مهجـــور ومغــترب
وباقــة مــن أحاسيســي وألحــاني
لــم ألـق غيـرك موهوبـا ليرفعهـا
لمصــر حيـن وفـاء النيـل ناجـاني
ولــم أجـد نابغـا أولـى بتكرمـتي
ولا مثاليــــة أولـــى بإيمـــاني
فعــش لقومــك بـل للنـاس أجمعهـم
وعــد لقومـك ذخـرا ليـس بالفـاني
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.