
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــاعر الحــب والجمـال دعـوني
شــاعر النـور عـاطرا والتغنـي
أنــا راض بمــا دعــوني ولكـن
أتـرى الفـن يرتضـي مـا دعـوني
مـا الوجـود الـذي تراءى حيالي
ملــء ذهنـي وإنمـا بعـض ذهنـي
لا عرفــت الحيـاة إن كـان فنـي
مـا بـدا لـي ولسـت أخلـق فنـي
منحتنـي إيزيـس مـا يهـب الخـص
ب وخصـبي كـالروح يغنـى ويغنـي
أنــا بعـض مـن الوجـود ولكـن
كـل مـا في الوجود من بعض كوني
ملأت مهجـــتي الأثيـــر طيوبــا
وتنــاهت بكــل مــا نــد عنـي
أنظـر الشـمس إن فيهـا شـعورا
كشــعوري وكــل مــا شــع منـي
وانظـر النجـم وهـو يغمـز للشم
س بشــوق ولوعــة لــم تفتنــي
وانظـر السـحب وهـي تمضي نشاوى
باكيــات وقــد أصــاخت للحنـي
ضــمختها أنفــاس شـعري فحـالت
فــي الأزاهيــر بيـن شـهد ومـن
سـنها مـن سـني لـو كنـت تـدري
أن هــذي الآبــاد رفــت بســني
وشـعاع الأجـرام يحسـد وجـداني
ونفســـي ككــائن لــم تســعني
أنـا معنـى مـن السلام من النور
مــن الحــق والعلـى لا التـدني
مـا اضـطهادي بنـائل مـن جناني
لــو رأيـت الضـياء يعـو لغبـن
جاحــدي يعلــن الهزيمــة لاقـا
هـا فمـا كـان طعنـه فـي طعنـي
إن روحــي تـبر بالطـائش الهـا
وي كــأني مســدد بعــض دينــي
ليـس فضـل الحكيم أن ينشر الحك
مــة قــولا فحسـب مـن دون عيـن
رحمـــتي لا تضــنّ بالصــفح للآ
ثــم إن خــص مــن جمــوع بضـن
فكــأني المســيح فــدى غفـورا
وتســامى مــن بعـد صـلب ودفـن
وتنــاهى مبــادئا هــي أبقــى
مـن خلـود العلـى ومـن أيّ كـون
بــاذلا روحــه فتنمــو وتســري
ســريان الحيــاة فـي غيـر مـن
فليحنّيَ الحساد بالعيب ما شاؤوا
ولا عـــاش حاســـد لــم يخنّــي
وليغنّـوا نقيـض مـا هـم عليـه
فبحســبي أنــي أقــول وأعنــي
ولينــادوا بنبلهــم وهــو زور
وبيـــأس لهـــم شــبيه بجبــن
وليبــاه الجنــاة لسـت حقـودا
فأجـــاري ولا أثيمـــا فــأجني
ذاك صـدري هـو السـماحة والـرح
مــة للعــالمين رغــم التجنّـي
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.