
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلــى الصـديق خفـاجفي عـوالمه
مــا بيـن شـاهق أبحـاث وأسـفار
أبـثّ مـن لوعـتي ما فاض عن كلمي
وإن تحجــب فــي مكنـوز إضـماري
تجمّعـت غصـص الـدنيا ومـا فـتئت
حربــا علــيّ وعــادتني لإيثـاري
فـإن أعـش فـي جنـان كلهـا عجـب
فـإن قلـبي بالتعـذيب فـي النار
قـد ضـيّعت عصـبة للنقـل مكتبـتي
يا عصبة النقل قد خلدت في العار
وضـيع النقـل رزقـا كان لي سندا
كأنمــا الـدهر مشـغول بإفقـاري
وضـيع الهـم نـزرا كـان عـافيتي
فمــا انتفعــت بســكان ولا جـار
وصــار دينـي رفيقـا لا يفـارقني
وكــان ودّعــه أو كــاد إنـذاري
وإذ عرضــت لـبيع كـل مـا ملكـت
يـدي خـذلت كمـا قـد ضيعوا داري
أنـا المعـاقب لا ذنـب جنيت سوى
بــري كـأن عظيـم الـذنب آثـاري
ومـن عجيـب إذا ما الحزن يغمرني
لطمتـــه مثـــل ســباح بتيــار
لـم أدر هـل جن قلبي فثي تفاؤله
أم مـا درى خطبـه أم أنه الداري
لقـد تمرسـت عمـري بالأسـى فغـدا
منــي ومــد الأسـى عمـري لأعمـار
لمـن أعـذب مـا جـدواي مـن زمني
ومـا حيـاتي ومـن يعنيـه إكباري
لــج المراقـب فـي شـطب لأفكـاري
مـا كـان أولاه تثقيفـا بأفكـاري
إن الخيانــة للأوطــان أخطرهـا
حجـر علـى الحـق أو إرهاق أحرار
وتــرك مثلـي يعـاني فـي تحرقـه
عـار علـى الجيل لا ذنبي ولا عاري
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.