
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـالوا طيور تغالي في محبتها
فقلـت مـا كـن إلا بعـض أبنائي
مرحـن حـولي كالأطفـال فـي لعب
حـتى تحـاربن فـي فسقية الماء
وألبسـت ريشـها الألـوان أوسمة
كأنمــا تتحــدى مجــد أضـواء
يبعـثر المـاء درّا في تنافسها
كأنّهـا كرنفـال الفـنّ للـرّائي
ويغضـب المـاء حينا في تبجّحها
فيســتثار كمــوج فـوق أنـواء
وكـم تعـالت لنا أصواتها هرجا
فأضــحكتنا وشــاقتنا بإيمـاء
كأنمـا صـور التمثيـل معرضـها
مـا بيـن وثـب وترتيـل وأزياء
وأشـرب الشـاي عن قرب أراقبها
منعّمــا وكـأنّ الشـايَ صـهبائي
تركـت ديـوان شـعر كنـت أقرؤه
لمــا تسـامت بألحـان وأصـداء
كـم شـاعر بينهـا في قوله عجب
للملهميـن فمـا يكفيـه إصغائي
لا تشخروا من ودادي حين أرمقها
وحيـن أعشـقها مـن دون أسـماء
لكــل طيـر معـان وهـي كافيـة
لتســتقل بأشــعاري وأهــوائي
أسـكنتها فـي عيوني وهي شاردة
كــالزهر تســكنه ذرات أنـداء
وحـومت حـول سـمعي حينما صمتت
كأنمـا الصـمت مقـرون بإفشـاء
فهـل أغـالي إذا أخلصتها مقتي
وهـل تغـالي بتجديـدي وإحيائي
أحمد زكي بن محمد بن مصطفى أبي شادي.طبيب جراثيمي، أديب، نحال، له نظم كثير. ولد بالقاهرة وتعلم بها وبجامعة لندن. وعمل في وزارة الصحة بمصر متنقلاً بين معاملها البكترويولوجية الجراثيمية، إلى أن كان وكيلاً لكلية الطب بجامعة القاهرة. وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تلاؤم بينها، أراد أن يكون شاعراً، فأخرج فيضاً من دواوين مزخرفة مزوقة أنفق على طبعها ما خلفه له أبوه من ثروة وما جناه هو من كسب. ومن أسماء المطبوع منها: (الشفق الباكي)، و(أطياف الربيع)، و(أنين ورنين)، و(أنداء الفجر)، و(أغاني أبي شادي)، و(مصريات)، و(شعر الوجدان)، و(أشعة وظلال)، و(فوق العباب)، و(الينبوع)، و(الشعلة)، و(الكائن الثاني)، و(عودة الراعي)، وآخرها (من السماء) طبعه في أميركا.ونظم قصصاً تمثيلية، منها (الآلهة) و(أردشير) و(إحسان) و(عبده بك) و(الزباء) وكلها مطبوعة. وأنشأ لنشر منظوماته مجلتين سمى إحداهما (أدبي) والثانية (أبولو) (1932) بالقاهرة ثلاث سنوات. وأراد أن يكون نحالاً ومربياً للدجاج. فألف جماعة علمية سماها (جماعة النحالة) وأصدر لها مجلة (مملكة النحل) وصنف (مملكة العذارى، في النحل وتربيته - ط)، و(أوليات النحالة - ط) كما أنشأ مجلة (الدجاج) وصنف (مملكة الدجاج - ط) وأصدر مجلة (الصناعات الزراعية) وانصرف إلى ناحية أخرى، فترجم بعض الكتب عن الإنكليزية. وصنف كتاب (الطبيب والمعمل - ط) في مجلد ضخم، وهو اختصاصه الأول، و(قطرة من يراع في الأدب والاجتماع - ط) جزآن، وهو باكورة مصنفاته. و(شعراء العرب المعاصرون - ط) نشر بعد وفاته. وضاقت به مصر، فهاجر إلى نيويورك سنة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل في التجارة وفي الإذاعة من (صوت أميركا)، وألف في نيويورك جماعة أدبية سماها (رابطة منيرفا) وقام بتدريس العربية في معهد آسيا (بنيويورك). وتوفي فجأة في (واشنطن) وما من حاجة إلى القول بأنه لو اتجه بذكائه وعلمه ونشاطه العجيب اتجاهاً واحداً لنبغ.