
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حــتى مــتى تجــف القلــوب وتخفـقُ
والــى مَ تضــطرب النفــوس وتقلــقُ
والخلــق طــراً فــي شــقاءٍ شــاملٍ
وبــودهم لــو أنهــم لــم يخلقـوا
ســئموا اقترانــاً بالحيـاة أمضـهم
ولـو انهـم منحـوا الخيـار لطلقـوا
طمعــوا بــأن يلقــوا أقــلَّ مسـوغ
فـي هـذه الـدنيا البقـاءَ فما لقوا
والحـــرب فيهــا لا تنــي مشــبوبة
وســـعيرها يشــوي الانــام ويحــرق
المــالَ تُفنــي والرجــال تبيــدهم
ودمـــاءهم هـــدراً تثـــجُّ وتهــرق
بقــذائف البــارودِ تنــثر هــامهم
وجســـومهم بظـــبى الاســنة تعــرق
قلــب الحديــد يـذوب مـن اهوالهـا
ويشــيب مــن رأس الوليــد المفـرق
عمَّـــت رزاياهــا البرايــا كلهــم
كالســيل يجــرف مــا أصـابَ ويغـرقُ
مـــن قبلهـــا شــبت حــروبٌ جَمــة
والغـــرب ضــجَّ لهولهــا والمشــرقُ
لكنهــا فــي جنــب هــذي لـم تكـن
شــيئاً بــه الــذكرى تليـقُ وتلبـقُ
تلـك الحـروبُ علـى اشـتداد سـمومها
كـــانت لـــدى هـــذي بليلاً تنشــقُ
وســــلاحها رمـــحٌ يحُـــدَّد نصـــلهُ
ومهنــــدٌ ينضـــى وســـهم يرشـــقُ
ومــع الرصــاص البنــدقي اسـتنبطت
أُكــرُ الحديــد مـن المـدافع تطلـقُ
هــذي هـي العُـدَد الـتي كـانت بهـا
مــن قبــلُ ناصــية المعـارق تمشـقُ
وزمانهـــا اذ ذاك مثـــلُ مجالهــا
مهمـــا يطــل ويســع قصــيرٌ ضــيقُ
وعلــى فداحــة مــا جنـت فخطوبهـا
ســـلعٌ باســـواق التحمـــل تنفــقُ
لكنمـــا هـــذي الكريهـــة شــرها
ســـيل علــى كــل الــورى يتــدفقُ
ومثيرهـــا غليــوم لا يرثــي لمــن
فـــي غمرهـــا غرقــوا ولا يــترفق
ورجـــالهُ كــلٌّ يســير علــى هــوى
مـــولاه شـــيطان الــوغى لا يشــفقُ
أذكـــى شـــرارتها وأمَّـــل أنـــهُ
فيهــا علــى الحلفـاء نصـراً يُـرزقُ
ومضــى عليــه الــف يـومٍ وهـو مـن
دَمِ شـــعبه فيهـــا يعـــبُّ وينفــق
مــا زال يُحضــئهُا ويضــرمُ نارهــا
ويطيــش مــن كــرّ الحبــوط وينـزق
ويواصـل الحـرب الـتي الحلفـا سعوا
فــي منعهـا قبـل الشـبوب فـأخفقوا
ويجـــدُّ فـــي توســـيع شــقتها ولا
ينفـــك منهـــا يحتـــويهِ مـــأزقُ
لــم يــرعَ فيهــا قـط حرمـة شـرعة
وعــن المحــارم لــم يــذدهُ موثـق
بــل هــبَّ ينتهــك الشــرائع كلهـا
ويجـــزُّ لبـــاتِ العهـــود ويخــرقُ
فأبـــاح تخريــب الكنــائس مرســلاً
فــي أنفــس الآثــار ســهماً يمــرقُ
وأحـــلَّ قتـــل الأبريـــا بقــذائفٍ
ســفن الهــوا ترمــي بهــا وتحلـقُ
ولأنـــتِ يالوفـــان أ صــدق شــاهدٍ
بفظـــائع الالمـــان جهــراً ينطــقُ
كــم غــارة شــنت علـى بـاريس بـل
كـم مـن جراهـا أهـل لنـدن أُقلقـوا
بــل كــم قــتيلاً فيهمــا وسـواهما
قتلـــت وليــس بــه غبــارٌ يلصــق
ذا بعــض مــا اجــترحته طيــاراتهُ
والـــى بيـــان الكـــل لا أتطــرقُ
لكنمــا حــوت الفظــائع لــم يـزل
يشـــكو الصـــدى وفــؤاده يتحــرق
فرمـــى بغواصـــاته حـــتى غـــدا
حلــق المحيــط بهــا يغــص ويشـرق
وتســـابقت تجـــري أوامــر ربهــا
وتجـــد فـــي تنفيـــذها وتـــدقق
ولهــا بــإِغراق الســفين وركبهــا
تفويضـــهُ مـــن كــل قيــد مطلــقُ
فــاتت جــرائم ســجَّلت فيهــا علـى
المانيـــا عـــاراً بـــه تتمنطــقُ
وأقــامت الــدنيا عليهــا وهــي لا
تنفـــك ركـــب المنشـــئات تغــرقُ
وحكومــة الــدكتور ولســن هالهــا
هـــذا البلاءُ المســـتطير الموبــق
وعلــى التلافــي حضــَّت الالمـان وال
إنـــذار يرعــد بالوعيــد ويــبرق
لكنهـــم لـــم يــأبهوا لوعيــدها
وعلـى التمـادي فـي جرائرهـم بقـوا
ســخروا بصــولتها وعــدُّوا شــهرها
للحـــرب هبـــهُ اذيـــع لا يتحقــق
وغرامهــا بالســلم يوصــد دونهــا
بــاب الجنـوح الـى الكفـاح ويغلـق
وإذا أرادَت أن تمــــد بجيشـــها ال
حلفــا الـذين لهـا عَنـوا وتملقـوا
فجنودهـــا فــي كــل شــهرٍ عــدُّهم
مهمـــا تـــزده ففرقــة أو فيلــقُ
ولهـــم بعــرض البحــر غواصــاتهم
فتصـــدها عـــن قصـــدها وتعـــوّق
هــذي الأقاويــل الـتي الالمـان فـي
مــا بينهــم هـذروا بهـا وتشـدقوا
واســـتدرجوا حلفــاءَهم فتســابقوا
وبهـم علـى الفـور اقتـدوا وتخلقوا
والــى اقــتراف المنكـرات جميعهـم
خفُّــوا واتيــان الكبــائر نســَّقوا
نصـــبوا مشــانق أبريــاءَ وحقهــم
أن يوثقــوا هـم كالجنـاة ويُشـنقوا
وتفننـوا فـي الموبقـات فـأطلقوا أل
غـــازات تحــرق والســوائل تخنــق
واســـتخدموا للقتـــل والتعــذيب آ
لاتٍ بهـــــا أغراضــــهم تتحقــــق
أمــا الألـى لا يـوردون بهـا الـردى
فتســـومهم مـــا لا يطــاق وترهــق
ولهــم بأصــناف الرزايــا تبتلــي
وتجـــمُّ كاســـات العــذاب وتــدهقُ
وتــــذيقهم ثكلاً وتيتيمـــاً وتـــر
ميلاً تجـــاح بــه النفــوس وتزهــقُ
بأميركـــا هــزأوا وقــوة جيشــها
حقــروا وشــدةَ بأســها لـم يتقـوا
فتحفـــزت للحـــرب تُثبـــت أنهــا
بوعيــدها صــدقت وهـم لـم يصـدقوا
واستصـــرخت ابناءَهـــا فتراكضــوا
كـــلٌّ اخــاه الــى التطــوع يســبق
تســعون مليونــاً بهــا بـروا ولـم
يـــك واحـــد منهــم يعــقُّ يــأبق
صــرخوا بصــوتٍ واحــدٍ لبيَّــكِ يــا
أمَّ الرجـــال وكالســـحاب تبعقــوا
وعلــى مشــيئتها ورهــن رئيسـها ال
دكتــور ولســن كــل شــيءٍ علقــوا
أمــــوالهم وعقـــولهم ودمـــاءَهم
وقفــوا علــى ســعة ولـم يتضـيقوا
نهضـــوا للاســـتعداد نهضــة امــة
جـــدَّت ففـــازت والاجـــدُّ الاســـبق
فــي حــالتي سـلم وحـربٍ أدهشـوا ال
دنيــا بمــا فيــه سـموا وتفوَّقـوا
فـي السـلم راعوا ما اقتضاه مقامهم
فجــروَا علـى سـنن الحيـاد ودققـوا
وقفـوا امـام بنـي الـوغى ولو أنهم
ظفــروا بأســباب الوفــاق لوفقـوا
وتجنبـــوهم لــم يحــابوا واحــداً
منهــم وســووا بينهـم لـم يفرقـوا
شـــملوا فريقيهـــم بإِحســـاناتهم
كـــالغيث مـــن كرمــائهم تتــدفق
وتعهـــدوا الجرحـــى بجمعيـــاتهم
نســـماتها فــي كــل صــقع تعبــق
وعلـى الألـى نكبـوا بهـذي الحرب قد
بســـطوا اكــف ســخائهم وتصــدقوا
ســل عــن مآثرهـا العظيمـة شـرقنا
ينطــق ومنــه بهــا أوربــا أنطـق
فلهــا حــديثٌ فــي فرنســا شــائق
وصــداه فــي البلجيــك منـه اشـوق
لزمـوا الحيـاد فزادهـم ربحـاً ومـن
جـــرائه لــم يبــق فيهــم مُملــق
لكنـــه لـــم يُرضــهم ان ينعمــوا
والبــؤس عــمَّ عَلــى البريـة يطبـق
وفظـــائع الالمــان يســبق بعضــها
بعضــاً لهــا فــي كــل يـوم ملحـق
ولـذاك مـا نبـذوا الحيـاد وانكروا
أربــاحه وعلــى الكريهــة أطبقـوا
فـي السـلم لـم يتمكنـوا أن يحبسوا
شــراً لــه الالمــان عمـداً أطلقـوا
فتــــذرعوا بـــالحرب يتخـــذونها
وهقــاً يُغَــلُّ بــه العــدو ويوثــق
والحـــرب اكـــبر وازع للحــرب إِذ
بســعيرها يكــوى المــثير ويحــرق
في السلم راعوا العالمين بما على ال
عــافين مـن بـدر المعونـة أغـدقوا
والحـرب فيهـا أدهشـوا الـدنيا بأن
نهضــوا لهــا وتوقلــوا وتســلقوا
بعزيمـــةٍ تفـــري الحديــد وهمــةٍ
نفَّـــاذةٍ هـــام المصـــاعب تفلــق
لــم ينصـرم عـامٌ علـى اسـتعدادهم
الا الخنــاقَ علــى الاعــادي ضـيقوا
وعليهـــم انقضـــَّت مئات الـــوفهم
عــبر المحيـط كمـا الصـواعق تصـعق
لـــم يعبــأُوا بوعيــد غوَّاصــاتهم
بــل جــاوزوا اخطارهــا وتــدفقوا
عــبروا الخضـم كـانهم سـاروا علـى
يبـــس لهــم عضــدُ الامــان مطــوق
فيــهِ اســتقلوا البـاخرات فـابحرت
والـــدارعات بهـــا تحــف وتحــدق
وكأنهــــا جســـر كـــبير ممتـــطٍ
لليـــمّ او هـــو فـــوقهُ متعلـــق
هـذا هـو الشـعب الذي البوش ازدروا
ولــه علــى رغــم التجلـد أحنقـوا
ولســــوف يلقـــون العقـــاب معجَّلاً
يهـــوي عليهــم كالقضــاءِ ويطبــق
يهـــوي وعنـــدئذ الــوف الــوفهم
تهـــوي وشـــمل صـــفوفهم يتمــزقُ
ونفوســهم بلظــى العـذاب تـذوب وال
أســـنانُ مــن حنــق تصــرُّ وتحــرقُ