
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيـا عـذبات البـان مـن أيمــن الحمــى
رعـى اللـه عيشـا فـي ربــاك قطعنــاه
ســرقناه مــن شــرخ الشــباب وروْقـــه
فلمــا ســرقنا الصـفو منــه سُرقنــاه
وجــاءت جيــوش الــبين يقـدمها القضـا
فبــــدد شمـــلا بالحجـــاز نظمـنـــاه
حــرام بــذي الدنيــا دوام اجتماعنــا
فكــم صــرمت للشــمل حبـــلاً وصلنــاه
فيــا أيـن أيـام تولــت علــى الحمــى
وليــل مــع العشـــاق فيــه سهرنــاه
ونحـــن لجيــــران المحصــــب جيـــرة
نــوفي لهــم حســن الــوداد ونرعــاه
ونخلــو بمــن نهـوى إذا رقــد الــورى
ويجلــو علينـــا مـــن نحــب محيــاه
فقــــرب ولا بعــــد وشمــــل مجمــــع
وكــأس وصـــال بيننــا قــد أدرنــاه
فهاتيـــك أيـــام الحيـــاة وغيـرهــا
ممــات فيـاليت النــوى مــا شهدنــاه
فيـا مـا أمـر الـبين مـا أقتـل الهـوى
أمـا يـا الهـوى إن الهنا قـد سلبنـاه
فــو اللـه لــم يبــق الفــراق لـذاذة
فلــو مـــن سبيــل للفــراق فرقنــاه
فأحبابنــا بالشــوق بالحـــب بالجــوى
لحرمــة عقـــد عندنــا مــا حللنــاه
لحــــق هوانـــا فيـكـــم وودادنــــا
لميثــاق عهــد صـــادق مــا نقضنــاه
أعيـــدوا لنـــا أعيادنـــا بربوعكــم
ووقــت ســرور فــي حماكـــم قضينــاه
فمـا العيـش إلا مـا قضـينا علـى الحمـى
فـداك الـذي مـن عمرنـا قــد عددنــاه
فيــاليت عنــا أغمــض البيـــن طرفــه
ويــا ليــت وقتــا للفــراق فقدنــاه
وترجــع أيــام المحصـــب مـــن منـــى
ويبـــدو ثـــراه للعيـــون حصـبـــاه
وتســرح فيــه العيـــس بيـــن ثمامــة
وتستنشـــق الأوراح نشــــر خزامــــاه
ونشــكو إلــى أحبابنــا طــول شوقنــا
إليهـــم ومــاذا بالفــراق لقيـنــاه
فلا كانــت الدنيــا إذا لــم يعاينــوا
هـم القصـد فـي أولـى المشـوق وأخـراه
عليكــم سـلام اللـه يـا سـاكني الحمــى
بكــم طـاب ريـاه بكــم طــاب سكنــاه
وربكــــم لـولاكــــم مـــــا نــــوده
ولا القلــب مـن شــوق إليــه أذبنــاه
أســـكان وادي المنحنـــى زاد وجدنـــا
بمغنــى حمــاكم ذاك مغنـــى شغفنــاه
نحــنّ إلـــى تلـــك الربـــوع تشوقــاً
ففيهــا لنـــا عهــد وعقــد عقدنــاه
ورب يرانـــا مـــا سلونـــا ربوعكـــم
ومــا كــان مـن ربـع ســواه سلونــاه
فيــا هــل إلـى ربـع الأعاريــب عــودة
فـــذاك وحـــق اللـه ربــع حببـنــاه
قضــينا مــع الأحبـــاب فيـــه مآربــا
إلـى الحشـر لا تنسـى سـقى اللـه مرعاه
فشـدوا مطايانـا إلــى الربــع ثانيــا
فـإن الهـوى عـن ربعكـم مــا ثنينــاه
ففـــي ربعهـــم للــه بيـــت مـبــارك
إليــه قلـوب الخلــق تهــوى وتهــواه
يطــوف بـــه الجانـــي فيغفــر ذنبــه
ويسقــــط عنــــه جرمـــه وخطايـــاه
فكـــم لـــذة كـــم فرحـــة لطـوافــه
فللــه مــا أحلــى الطــواف وأهنــاه
نطــوف كأنــا فـــي الجنــان نطوفهــا
ولا هـــم لا غـــم فــــذاك نفيـنـــاه
فواشوقنـــا نحـــو الطـــواف وطيبـــه
فذلــــك شـــوق لا يعـبـــر معـنـــاه
فمــن لـم يـذقه لــم يــذق قــط لــذة
فـذقه تـذق يـا صـاح مــا قـد أذقنـاه
فــوالله مـا ننســى الحمــى فقلوبنــا
هنــاك تركناهــا فيــا كيــف ننســاه
تــرى رجعـــة هـــل عـــودة لطوافنــا
وذاك الحمــى قبـــل المنيــة نغشــاه
وواللــه مــا ننســـى زمــان مسيرنــا
إليـه وكـل الركــب قــد لــذ مســراه
وقــــد نسيـــت أولادنـــا ونسـاؤنـــا
وأموالنـــا فالقلــب عنهــم شغلنــاه
تــراءت لنــا أعلام وصــل علـى اللــوى
فمـن أجلهـا فالقلــب عنهــم لوينــاه
جعلنــا إلــه العـــرش نصــب عيوننــا
ومَــنْ دونــه خلــف الظهــور نبذنــاه
وســرنا نشـــق البيــد للبلــد الــذي
بجهــــد وشـــق للنفـــوس بلغـنـــاه
رجــالاً وركبانــا علـــى كـــل ضامـــر
ومــن كـــل ذي فـــج عميــق أتينــاه
نخــوض إليــه الـبر والبحــر والدجــى
ولا قاطــــع إلا وعـنــــه قطعـنــــاه
ونطــوي الفلا مــن شــدة الشـوق للقــا
فتمســي الفلا تحكــي سجـــلاً قطعنـــاه
ولا صــدنا عــن قصدنـــا فقــد أهلنــا
ولا هجـــر جـــار أو حبيـــب ألفنــاه
وأموالـنــــا مبـذولــــة ونفوسـنـــا
ولـم نبـق شـيئاً منهمــا مــا بذلنـاه
عرفنــا الــذي نبغـــي ونطلــب فضلــه
فهـــان علينـــا كــل شــيء بذلنــاه
فمــن عــرف المطلــوب هانـــت شدائــد
عليـه ويهـوى كــل مــا فيــه يلقــاه
فيــا لـو ترانــا كنــت تنظــر عصبــة
حيـــارى سكــــارى نحـــو مكـــة وُلاه
فللــه كـــم ليـــل قطعنــاه بالســرى
وبـــر بسيـــر اليعمـــلات بريـنـــاه
وكــم مــن طريــق مفـزع فــي مسيرنــا
سلكنــــا وواد بالمخـــاوف جـزنـــاه
ولــو قيـــل إن النـــار دون مزاركــم
دفعنـــا إليهــا والعــذول دفعـنــاه
فمــولى المـوالي للزيــارة قــد دعــا
أنقعـــد عنهــا والمــزور هــو اللـه
ترادفـــت الأشــواق واضطـــرم الحشـــا
فمــن ذا لــه صبـــر وتضـــرم أحشــاه
وأسـرى بنـا الحـادي فـأمعن فـي السـرى
وولــى الكـرى نــوم الجفــون نفينــاه
ولمـــا بــدا ميقــات إحــرام حجـنــا
نزلنــا بــه والعيــس فيــه أنخـنـاه
ليغتســـل الحجـــاج فيـــه ويحـرمــوا
فمنـــه نلـبـــي ربـنــا لا حرمـنــاه
ونـــادى منـــاد للحجـيــج ليحـرمــوا
فلــم يبــق إلا مــن أجـــاب ولـبــاه
وجـــردت القمصـــان والكـــل أحرمــوا
ولا لبـــس لا طيـــب جميعـــاً هجرنــاه
ولا لهــو ولا صيـــد ولا نقـــرب النســا
ولا رفــــث لا فســــق كُـــلاً رفضـنـــاه
وصرنـــا كأمـــوات لففنـــا جسومـنــا
بأكفانـنـــا كـــل ذلـيــل لـمـــولاه
لعـــل يـــرى ذل العـبـــاد وكسـرهــم
فيرحمـهــــم رب يـرجــــون رحـمـــاه
ينادونــه : لبيــك لبـيــك ذا الـعــلا
وســعديك كــل الشــرك عنــك نفينــاه
فلـو كنــت يــا هــذا تشاهــد حالهــم
لأبكــاك ذاك الحــال فــي حــال مــرآه
وجوههــــم غبــــر وشعــــث رءوسهـــم
فـــــلا رأس إلا لـلإلــــه كشـفـنـــاه
لبسنـــا دروعـــاً مــن خضــوع لربنــا
ومــا كـان مـن درع المعاصــي خلعنــاه
وذاك قليـــل فــــي كثـيــر ذنوبـنــا
فيــا طالمــا رب العـبــاد عصيـنــاه
إلـــى زمـــزم زمـــت ركــاب مطيـنــا
ونحـو الصـفا عيــس الوفــود صففنــاه
نــــؤم مقـامـــاً للخلـيـــل معظـمــاً
إليــه استبقنــا والـركــاب حثثـنـاه
ونحـــن نلبـــي فـــي صعـــود ومهبــط
كـذا حالنــا فــي كــل مرقـى رقينـاه
وكـــم نشـــز عـــال علتــه رفـودنــا
وتعلــو بــه الأصــوات حيــن علونــاه
نحـــج لبيـــت حجــه الرســل قبلـنــا
لنشهــد نفعــاً فــي الكتــاب وعدنـاه
دعـانــا إلـيــه اللـه قـبــل بنـائـه
فقلـنــا لـــه لبـيــك داع أجبـنــاه
أتيـنـــاك لبيـنــاك جئـنــاك ربـنــا
إلـيــك هربـنــا والأنـــام تركـنــاه
ووجهـــك نبفــي أنــت للقلــب قبـلــة
إذا مــا حججنــا أنــت للحــج رمنـاه
فما البيت ما الأركان ما الحجر ما الصفا
ومـا زمــزم أنــت الــذي قــد قصدنـاه
وأنـــت منانــا أنــت غايــة سولـنــا
وأنــت الــذي دنيــا وأخــرى أردنــاه
إليــك شددنــا الرحــل نختــرق الفــلا
فكــم سُــدَّ سَــدُّ فــي ســواد خرقنــاه
كذلـــك مــا زلنــا نـحــاول سيـرنــا
نهــارا وليــلاً عيسنــا مــا أرحـنـاه
إلـى أن بـدا إحـدى المعالــم مـن منـى
وهـــب نسيـــم بالـوصـــال نشقـنــاه
ونـادى بنــا حــادي البشــارة والهنـا
فهــذا الحمــى هــذا ثــراه غشيـنـاه
ومــا زال وفـــد اللــه يقصـــد مكــة
إلـى أن بـدا الـبيت العـتيق وركنــاه
فضــجت ضــيوف اللــه بالــذكر والـدعا
وكـــبرت الحجــــاج حيـــن رأينـــاه
وقـــد كـــادت الأرواح تزهـــق فرحـــة
لمــا نحــن مـن عظـم السـرور وجـدناه
تصـــافحنا الأملاك مـــن كــان راكبـــا
وتعتنــــق الماشــــي إذا تتلـقـــاه
فطفنــــا بـــــه سبـعــــاً رملـنـــا
وأربعــة مشــينا كمــا قــد أمرنــاه
كــــذلك طــــاف الهاشمــــي محمــــد
طــواف قــدوم مثــل مـا طـاف طفنــاه
وســـالت دمــوع مــن غمــام جفوننـــا
علــى مـا مضـى مـن إثـم ذنـب كسـبناه
ونحــن ضيـــوف اللــه جئنـــا لبيتــه
نريـد القـرى نبغـي مـن اللـه حسنــاه
فنـــادى بنــا أهلا ضــيوفي تباشـــروا
وقــروا عيونـــا فالحجيـــج قبلنــاه
غــدا تنظرونــي فــي جنــان خلودكـــم
وذاك قراكــم مـــع نعيـــم ذخرنـــاه
فــأي قــرى يعلـــو قرانـــا لضيفنــا
وأي ثــواب مثـــل مــا قــد أثبنــاه
وكـــل مســيء قـــد أقلنـــا عثـــاره
ولا وزر إلا عنكــــم قــــد وضعنــــاه
ولا نصــــــب إلا وعنـــــدي جـــــزاؤه
وكـــل الـــذي أنفقتمـــوه حسبنـــاه
ســـأعطيكم أضـــعاف أضـــعاف مثلــــه
فطيبــوا نفوســاً فضـلنا قـد فضلنــاه
فيـــا مرحبـــا بالقادميـــن لبيتنــا
إلــــى حججتـــم لا لبيـــت بنينـــاه
علــي الجــزا منــي المثوبــة والرضـى
ثوابكــــم يـــوم الجـــزا أتــــولاه
فطيبــوا ســروراً وافرحــوا وتباشــروا
وتيهـوا وهيمـوا بابنـا قــد فتحنــاه
ولا ذنـــب إلا قــــد غفرنـــاه عنكـــم
ومــا كــان مــن عيـب عليكـم سـترناه
فهــذا الـــذي نلنــا بيــوم قدومنــا
وأول ضيـــــق للصـــــدور شرحنــــاه
وبتنــا بأقطــار المحصــب مــن منـــى
فيــا طيــب ليـــل بالمحصــب بتنــاه
فــي يومنــا سـرنا إلـى الجبـل الــذي
مـن البعـد جئنـاه لمـا قــد وجدنــاه
فلا حـــــج إلا أن نكـــــون بأرضـــــه
وقوفــاً وهــذا فــي الصـحيح روينــاه
إليـــه ابتدرنـــا قاصديـــن إلهنـــا
فلــولاه مـــا كنـــا لحـــج سلكنــاه
وســـرنا إليــــه قاصديـــن وقوفنـــا
عليــه ومــن كـــل الجهــات أتينــاه
علــــى علميــــه للوقــــوف جلالــــة
فلا زالتـــا تحمــى وتحـــرس أرجـــاه
وبينهمــــا جزنــــا إليـــه بزحمـــة
فيــا طيبهــا ليـت الزحــام رجعنــاه
ولمــــا رأينـــاه تعالـــى عجيجنـــا
نلبـــي وبالتهليـــل منـــا ملأنـــاه
وفيــــه نزلنـــا بكـــرة بذنوبـنـــا
ومــا كـان مـن ثقـل المعاصـي حملنـاه
وبعـــد زوال الشــمس كـــان وقوفنـــا
إلـى الليـل نبكــي والدعــاء أطلنـاه
فكـــم حامـــد كـــم ذاكـــر ومسبـــح
وكــم مــذنب يشكـــو لمــولاه بلــواه
فكـــم خاضـــع كـــم خاشـــع متذلـــل
وكــم سـائل مــدت إلــى اللـه كفــاه
وســاوى عزيــز فــي الوقــوف ذليلنــا
وكــم ثــوب عـز فـي الوقـوف لبسنــاه
ورب دعانـــــا ناظـــــر لخضوعـنــــا
خــبير عليـــم بالــذي قــد أردنــاه
ولمــا رأى تلــك الــدموع الــتي جـرت
وطـــول خشـــوع مــع خضــوع خضــعناه
تجلــى علينـــا بالمتـــاب وبالرضـــى
وبــاهى بنــا الأملاك حيـــن وقفنـــاه
وقــال انظــروا شــعثا وغـبرا جسـومهم
أجرنــا أغثنــا يــا إلهــا دعونــاه
وقـــد هجـــروا أموالهـــم وديارهـــم
وأولادهـــم والكـــل يرفـــع شكـــواه
إلــــي فإنــــي ربـهـــم ومليكـهـــم
لمــن يشــتكي المملـــوك إلا لمـــولاه
ألا فاشـــهدوا أنــي غفـــرت ذنوبهـــم
ألا فانســخوا مـا كـان عنهـم نسخنــاه
فقــد بــدأت تلــك المســاوي محاسنــا
وذلــك وعـــد مـــن لدنـــا وعدنــاه
فيــا صـاحبي مـن مثلنـا فــي مقامنــا
ومـن ذا الـذي قـد نـال ما نحن نلنـاه
علــى عرفــات قـــد وقفنـــا بموقـــف
بــه الــذنب مغفــور وفيــه محونــاه
وقــد أقبــل البــاري علينــا بوجهــه
وقـال ابشـروا فـالعفو فيكـم نشرنــاه
وعنكـــم ضــمنا كـــل تابعـــة جـــرت
عليكـــم وأمـــا حقـنـــا فوهبـنــاه
أقلنــاكم مــن كــل مــا قــد جنيتــم
ومــا كـان مـن عـذر لدينــا عذرنــاه
فيـا مـن أسـا يـا مـن عصـى لو رأيتنـا
وأوزارنـــا ترمـــى ويرحمنـــا اللـه
فـــإبليس مغمـــوم لكــثرة مــا يــرى
مـــن العتــق محقــوراً ذليلاً دحرنــاه
علــى رأســه يحثــو الــتراب مناديــا
بــــأعوانه : ويلاه ذا اليــــوم ويلاه
وأظهــــر مــــن حســـــرة وندامــــة
وكــل بنــاء قـــد بنـــاه هدمنـــاه
تركنــاه يبكــي بعــدما كــان ضــاحكاً
فكــم مــذنب مــن كفــه قـد سللنــاه
وكـــم أمــل نلنــاه يـــوم وقوفنـــا
وكــم مــن أســير للمعاصــي فككنــاه
وكـــم قــد رفعنــا للإلـــه مطالبـــا
ولا أحــــد ممـــن نحــــب نسينــــاه
وخصصــــت الآبـــاء والأهـــل بالـــدعا
وكـــم صـــاحب دان ونـــاء ذكرنـــاه
كـــذا فعــل الحجــاج هاتيــك عـــادة
ومــا فعــل الحجــاج فيــه فعلنـــاه
وظـــل إلـــى وقــت الغــروب وقوفنــا
وقيــل ادفعــوا فالكـل منكـم قبلنـاه
أفيضـــوا وأنتـــم حامـــدون إلهكـــم
إلــى مشــعر جــاء الكتــاب بــذكراه
وســيروا إليــه واذكــروا اللـه عنـده
فســرنا وفــي وقــت العشــاء نزلنـاه
وفيـــه جمعنـــا مغربـــاً وعشاءهــــا
تــرى عــائداً جمعــاً لجمــع جمعنــاه
وبتنــا بــه حــتى لقطنـــا جمارنـــا
وربــا شــكرناه علــى مــا هدانـــاه
ومنــه أفضــنا حيثمــا النــاس قبلنـا
أفاضـــوا وغفـــران الإلـــه طلبنـــاه
ونحــو منــى ملنــا بهـا كـان عيدنــا
ونلنــا بهـا مـا القلـب كـان تمنــاه
فمــن منكـــم بــالله عيـــد عيدنـــا
فعيـــد منــــى رب البريـــة أعـــلاه
وفيـــه رمينــــا للعقـــاب جمارنـــا
ولا جـــرم إلا مـــع جمـــار رمينـــاه
وبـــالجمرة القصــوى بــدأنا وعنــدها
حلقنـــا وقصـــرنا لشـــعر حضرنـــاه
ولمـــا حلقنــا حــل لبـــس مخيطنـــا
فيــا حلقــة منهــا المخيـط لبسنــاه
وفيهــا نحرنــا الهــدي طوعــاً لربنـا
وإبليــس لمــا أن نحرنـــا نحرنـــاه
ومـــن بعــدها يومــان للرمــي عــاجلاً
ففيهـــا رمينـــا والإلـــه دعونـــاه
وإيـــاه أرضـــينا برمــــي جمارنـــا
وشـــيطاننا المرجــوم ثــم رجمنـــاه
وبـــالخيف أعطانــا الإلـــه أماننـــا
وأذهــب عنــا كــل مــا نحـن نخشــاه
وردت إلـــى الــبيت الحــرام وفودنــا
تحـــن لــه كــالطير حـــن لمـــأواه
وطفنــــا طوافـــا للإفاضـــة حولــــه
وفزنــا بــه بعــد الجمــار وزرنــاه
ومــن بعــد مــا زرنــا دخلنـاه دخلـة
كأنــا دخلنــا الخلــد حيـن دخلنــاه
ونلنــا أمــان اللــه عنـــد دخولـــه
كــذا أخــبر القــرآن فيمـا قرأنــاه
فيــا منــزلاً قــد كــان أبــرك منــزل
نزلنــاه فـي الـدنيا وبيتـاً وطئنــاه
تـــرى حجـــةً أخـــرى إليــه ودخلـــةً
وهـــذا علـــى درب الـــورى نتمنــاه
فإخواننــا مــا كــان أحلــى دخولنــا
إليــه ولبثـــا فـــي ذراه لبثنـــاه
نطـــوف بــه واللــه يحصــي طوافنـــا
ليســقط عنــا مــا نسينـــا وأحصــاه
وبـــالحجر الميمـــون عجنـــا فإنـــه
لـــرب الســما والأرض للخلــق يمنــاه
نقبلــــه مــــن حبـنــــا لإلهـنــــا
وكــم لثمــة طــي الطـــواف لثمنــاه
وذاك لنـــا يـــوم القيامـــة شاهـــد
وفيـــه لنـــا للــه عهـــد عهدنــاه
ونســـتلم الركـــن اليمانـــي طاعـــة
ونســتغفر المــولى إذا مــا لمسنــاه
وملتــــزم فيـــه التزمنـــا لربنـــا
عهــوداً وعقــبى اللــه فيـه لزمنــاه
وكــم موقــف فيــه يجـاب لنـا الدعــا
دعونــا بــه والقصــد فيــه نوينــاه
وصـــلى بأركـــان المقـــام حجيجنـــا
وفــي زمــزم مــاءً طهـــوراً وردنــاه
وفيــه الشــفا فيـــه بلــوغ مرادنــا
لمــا نحـن ننويــه إذا مــا شربنــاه
وبيـن الصـفا والمـروة الوفـد قـد سـعى
فــإن تمــام الحـــج تكميــل مسعــاه
فســبعاً ســعاها ســيد الرســل قبلنــا
ونحـــن تبعنـــاه فسبعـــاً سعينـــاه
نهــرول فـــي أثنائهـــا كـــل مـــرة
فهــذاك مــن فعــل الرســول فعلنــاه
وبعــد تمـــام الحــج والنســك كلهــا
حللنـا وباقــي عيسنــا قــد أنخنــاه
فمـن شـاء وافـى الصـيد والطيـب والنسا
وقـــد تـــم حـــج للإلـــه حججـنـــاه
ولمــا اعتمرنــا كــان أبــرك عمرنــا
زمانـــا نـــراه باعتمــار عمـرنــاه
ولمـــا قضينــــا للإلــــه مناسكــــاً
ذكرنـــاه والمطلــوب منــه سألنـــاه
فمــن طــالب حظــاً بــدنيا فمــا لــه
خــــلاق بأخـــراه إذا اللــه لاقـــاه
ومــن طــالب حســنا بدنيـــا لدينـــه
وحسنـــــا بأخــــراه وذاك يوفــــاه
وآخـــر لا يبغــي مـــن اللــه حاجـــة
ســوى نظــرة فــي وجهــه يـوم عقبـاه
وبــات حجيــج اللــه بــالبيت محدقــاً
ورحمـــة رب العـــرش ثمـــت تغشـــاه
تــداعت رفاقــا بالرحيــل فمــا تــرى
ســوى دمــع عيــن بالــدماء مزجنــاه
لفرقــة بيــت اللــه والحجـــر الــذي
لأجلهمـــا صـــعب الأمـــور سلكنــــاه
وودعــــت الحجـــاج بيــــت إلههــــا
وكلهــم تجــري مــن الحــزن عينـــاه
فللَّـــه كـــم بـــاك وصاحـــب حســـرة
يـــود بـــأن اللــه كـــان تـوفــاه
فلــو تشــهد التوديــع يومــاً لبيتــه
فــإن فــراق الــبيت مـــر وجدنـــاه
فمــــا فرقــــة الأولاد واللــه إنـــه
أمـــر وأدهـــى ذاك شـــيء خبرنـــاه
فمــن لــم يجــرب ليــس يعــرف قــدره
فجــرب تجــد تصــديق مـا قـد ذكرنـاه
لقـــد صدعــــت أكبادنـــا وقلوبنـــا
لمــا نحــن مـن مـر الفـراق شربنــاه
واللـــه لــــولا أن نؤمــــل عــــودة
إليــه لــذقنا المـوت حيــن فجعنــاه
ومــن بعـد مـا طفنــا طــواف وداعنــا
رحلنـــا لمغنــى المصطفـــى ومصـــلاه
وواللـــه لـــو أن الأسنـــة أشـرعـــت
وقــامت حــروب دونـــه مــا تركنــاه
ولـــو أننـــا علـــى الـــروس دونــه
ومــن دونــه جفــن العيــون فرشنــاه
وتملـــك منـــا بالوصـــول رقبـانـــا
ويســلب منـــا كـــل شـــيء ملكنــاه
لكـــان يسيـــراً فـــي محبـــة أحمــد
وبــالروح لـو يشـرى الوصـال شرينــاه
ورب الــورى لــولا محمـــد لـــم نكــن
لطيبـــة نسعـــى والركـــاب شددنــاه
ولـولاه مـا اشتقنــا العقيــق ولا قبــا
ولــولاه لــم نهــوى المدينــة لــولاه
هــو القصــد إن غنــت بنجــد حداتنــا
وإلا فمـــا نجـــد وسـلـــع أردنـــاه
ومــا مكــة والخيـف قـل لــي ولا منــى
ومــا عرفـــات قبـــل شــرع أردنــاه
بـــه شرفـــت تلـــك الأماكـــن كلهــا
وربــك قــد خـــص الحبيـــب وأعطــاه
لمسجــــده سرنــــا وشـــدت رحالنـــا
وبيـــن يديــه شوقنــا قــد كشفنــاه
قطعنـــا إليـــه كـــل بـــر ومهـمــه
ولا شاغــــل إلا وعـنــــا قطعـنــــاه
كـــذا عزمـــات السائريـــن لطيـبـــة
رعــى اللـه عزمــاً للحبيــب عزمنــاه
وكــم جبـــل جزنـــا ورمـــل وحاجـــز
وللــه كـــم واد وشـعـــب عبـرنـــاه
ترنحنــــا الأشــــواق نحـــو محـمـــد
فنســري ولا نــدري بمـا قــد سرينــاه
ولمـــا بــدا جــزع العقيــق رأيتنــا
نشــاوى سكـــارى فارحيـــن برؤيـــاه
شــممنا نســيماً جـاء مـن نحــو طيبــة
فــأهلاً وســهلاً يـــا نسيمــا شممنــاه
فقـــد ملئـــت منّـــا القلــوب مســرة
وأي ســرور مثــل مـــا قــد سررنــاه
فــوا عجبـــاه كيـــف قـــرّت عيوننــا
وقـــد أيقنــت أن الحبيــب أتيـنــاه
ولقيـــاه منــا بَعــدَ بُعــدٍ تقـاربــت
فــو اللـه لا لقيــا تـعــادل لقـيـاه
وصلنـــا إليـــه واتصلنـــا بقـربـــه
فللــه مـــا أحلـــى وصــولاً وصلنــاه
وقفنــــا وسلمنـــا علـيـــه وإنــــه
ليســمعنا مـــن غيـــر شــك فدينــاه
ورد علينـــــا بالـســــلام سلامـنــــا
وقـد زادنـا فــوق الــذي قـد بدأنـاه
كــذا كــان خلــق المصطفـــى وصفاتــه
بــذك فــي الكتــب الصحــاح عرفنــاه
وثــــم دعـونــــا للأحـبـــة كلـهـــم
فكــم مــن حــبيب بالدعــاء خصصنــاه
وملنـــا لتسليـــم الإماميـــن عـنــده
فإنهمـــا حقـــاً هـنـــاك ضجيـعـــاه
وكــم قـد مشـينا فـي مكـان بــه مشــى
وكـــم مدخـــل للهاشمـــي دخلـنـــاه
وآثـــاره فيهـــا العيـــون تمتـعـــت
وقمنــــا وصلينـــا بحيـــث مـصـــلاه
وكــم قــد نشرنــا شوقتنــا لحبيبنــا
وكـم مـن غليـل فـي القلــوب شفينــاه
ومسجــــده فيـــه سجـدنـــا لربـنـــا
فللــه مـــا أعلــى سجــوداً سجدنــاه
بروضــــة قمنــــا فهاتـيـــك جـنـــة
فيـا فـوز مـن فيهــا يصلــي وبشــراه
ومنبـــره الميمـــون مـنـــه بقـيـــة
وقفنـــا عليهــا والفــؤاد كـررنــاه
كــذلك مثـــل الجـــذع حنــت قلوبنــا
إليـــه كمـــا ود الحبيــب وددنـــاه
وزرنــا قبـــا حبـــا لأحمــد إذ مشــى
عســى قــدماً يخطـــو مقامــا تخطــاه
لنبعــث يـــوم البعـــث تحــت لوائــه
إذا اللـه مــن تلــك الأماكــن نـاداه
وزرنـــا مـــزارات البقيــع فليتـنــا
هنـــاك دفنـــا والممـــات رزقـنــاه
وحمــزة زرنــاه ومـــن كـــان حولـــه
شهيـــداً وأحـــداً بالعيــون شهدنــاه
ولمـــا بلغنـــا مـــن زيــارة أحمــد
منانـــا حمدنـــا ربـنــا وشكـرنــاه
ومــن بعــد هـذا صـاح بالبيــن صائــح
وقـال ارحلـوا يـا ليتنـا مـا أطعنـاه
ســمعنا لــه صوتـــاً بتشتيــت شملنــا
فيــا مـا أمـر الصـوت حيــن سمعنــاه
وقمنــــا نـــؤم المصطفـــى لوداعـــه
ولا دمــــع إلا لـلــــوداع صببـنـــاه
ولا صــبر كيــف الصــبر عنـد فراقــه ؟
وهيهــات إن الصــبر عنـــه صرفنـــاه
أيصبــــر ذو عقـــل لفرقـــة أحـمـــد
فلا والــذي مــن قـاب قوسيــن أدنــاه
فواحسرتـــــاه مـــــن وداع محـمــــد
وأواه مــــن يــــوم التـفـــرق أواه
ســأبكي عليــه قـــدر جهـــدي بناظــر
مـن الشـوق مـا ترقـى مـن الدمع غرباه
فيــا وقــت توديعــي لــه مــا أمــره
ووقـت اللقـا واللـه مــا كــان أحـلاه
عســـى اللــه يدنينــي لأحمــد ثانيــاً
فيــا حبــذا قــرب الحبيــب ومدنــاه
فيـــا رب فارزقنـــي لمغنـــاه عــودة
تضــاعف لنـا فيهـا الثــواب وترضــاه
رحلنـــا وخلفنـــا لـديـــه قلوبـنــا
فكــم جسـد مــن غيــر قلــب قلبنــاه
ولمـــا تركنـــا ربعــه مــن ورائنــا
فـــلا نـاظـــر إلا إلـيـــه رددنـــاه
لنغنـــم منـــه نظـــرة بعــد نـظــرة
فلمـــا أغبنـــاه الســرور أغبـنــاه
فلا عيــش يهنــى مـــع فـــراق محمـــد
أأفقـــد محبوبـــي وعيشـــي أهـنــاه
دعــوني أمــت شوقـــاً إليـــه وحرقــة
وخطــوا علـــى قبــري بأنــي أهــواه
فيــا صـاحبي هـذي الـتي بـي قـد جــرت
وهـذا الـذي فـي حجنــا قــد عملنــاه
فـإن كنـت مشـتاقاً فبـادر إلـى الحمــى
لتنظـــر آثـــار الحبيـــب وممـشــاه
وتحظــى بيــت اللـه مــن قبــل منعــه
كأنـــا بـــه عمــا قليــل منعـنــاه
أليــس تــرى الأشــراط كيـــف تتابعــت
فبــادر واغنمــه كمــا قــد غنمنــاه
إلــى عرفــات عاجــل العمــر واستبــق
فثـــم إلـــه الخلــق يسبــغ نعمــاه
وعيــد مـع الحجـاج يـا صـاح فـي منــى
فعيــد منـــى أعــلاه عيــداً وأسنــاه
وضــح بهــا واحلـــق وســـر متوجهـــاً
إلـى الـبيت واصـنع مثـل ما قد صنعناه
وكـــن صابـــراً إنـــا لقينــا مشقــة
فــإن تلقهــا فاصـبر كصبــر صبرنــاه
لقــد بعــدت تلــك المعالــم والربــا
فكــم مــن رواح مـــع غــدو غدونــاه
فبـــادر إليهـــا لا تـكــن متوانـيــا
لعلــك تحظـــى بالــذي قــد حظينــاه
وحــــج بمـــال مـــن حـــلال عرفتـــه
وإيـــاك والمــال الـحــرام وإيـــاه
فمــن كـــان بالمـــال المحــرم حجــه
فعـن حجــه واللـه مــا كــان أغنــاه
إذا هـــو لبـــى اللـه كــان جـوابــه
مـــن اللــه لا لبيــك حــج رددنـــاه
كــذلك جانـــا فـــي الحديــث مسطــرا
ففـي الحـج أجـر وافــر قــد سمعنــاه
ومــن بعــد حــج ســـر لمسجــد أحمــد
ولا تخـطــــه تـنـــدم إذا تتخـطـــاه
فــوا أســف السـاري إذا ذكــر الحمــى
إذا ربـــع خيـــر المرسليــن تخطــاه
ووالهــــف الآتــــي بحــــج وعـمـــرة
إذا لـــم يكمــل بالزيــارة ممـشــاه
يعــزى علــى مــا فاتــه مــن مــزاره
فقـــد فاتــه أجــر كثيــر بـأخــراه
نظرنــاه حقـــاً حيــن بانــت ركابنــا
علــى طيبـــة حقــاً وصدقــاً نظرنــاه
وزادت بنـــا الأشـــواق عنـــد دنونــا
إليهــا فمــا أحلــى دنــوا دنيـنـاه
ولمــــا بـــدت أعلامهـــا وطلولـهـــا
تحـــدرت الركبـــان عمـــا ركبـنــاه
وسرنــــا مشــــاة رفعــــة لمحـمـــد
حثنـا الخطـا حتــى المصلــى دخلنــاه
لنغنــــم تضعيـــف الثـــواب بمسجـــد
صـــلاة الفتـــى فيــه بألــف يوفــاه
كذلـــك فاغنـــم فـــي زيــارة طيبــة
كمـا قـد فعلنـا واغتنــم مـا غنمنـاه
فــإذ مـا رأيــت القبــر قبــر محمــد
فلا تـــدن منـــه ذاك أولــى لعليــاه
وقــــف بوقــــار عـنـــده وسكيـنـــة
ومثـــل رســول اللـه حيــا بمـثــواه
وسلــــم عليــــه والوزيريـــن عنـــد
هــوزره كـــم زرنــا لنحصــد عقبــاه
وبلغــــه عنــــا لا عدمـــت سلامـنـــا
فأنـــت رســـول للرســـول بعثـنـــاه
ومــن كـــان منـــا مبلغـــا لسلامنــا
فإنـــا بمبـــلاغ الســـلام سبقـنـــاه
فيـــا نعمـــة للــه لسنــا بشكـرهــا
نقــوم ولــو مــاء البحــور مددنــاه
فنحمــد رب العــرش إذا كـــان حجنـــا
بــزورة مــن كــان الختــام ختمنــاه
عليــك سـلام اللـه مــا دامــت السمــا
ســلام كمـــا يبغـــى الإلـــه ويرضــاه
محمد بن أبى بكر البغدادي الواعظ مجد الدين أبو عبد الله المعروف في القرون المتأخرة بالوتْري، نسبة إلى قصائده (الوتْريات) : شاعر من كبار شعراء المدائح النبوية، وقصائده الوتريات ترجمت قديما إلى اللغة التركية، وهي قصائد على حروف المعجم كل واحدة منها في 21 بيتا، انظر كلامنا عليها في صفحة القصيدة الأولى منها وأولها: (أصلي صلاة تملأ الأرض والسما)ترجم له اليافعي في "مرآة الجنان" في وفيات سنة (662هـ) قال: (وفيها أو في التي بعدها توفي ناظم الوترية، الفقيه الشافعي، الواعظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن الرشيد البغدادي، كان فقيهاً واعظاً عارفاً بالفقه والخلاف. أعاد ببغداد، وقدم مصر والإسكندرية، ووعظ بها، وسمع منه جماعة منهم الإمام العلامة شرف الذين أبو العباس أحمد بن عثمان السخاوي الشافعي إمام الأزهر، والإمام العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة، سمع منه قصائده الوتريات، ورافقه في الحج، ودخل الأفريقية، وجال في بلاد المغرب، وكان ظاهر التدين والصلاح)وترجم له الباباني في "هدية العارفين" قال: (صاحب الوترية: محمد بن أبي بكر بن رشيد الواعظ أبو عبد الله البغدادي لشافعي الشهير بصاحب الوترية المتوفى سنة 662 اثنتين وستين وستمائة. الوترية مدح البرية صلعم قصائد. القصيدة الذهبية والحجة المكية والزورة المحمدية)وفي "تبصير المنتبه" للحافظ ابن حجر: (ومثله يعني بفتح الراء من رشيد: محمد بن أبي بكر بن رشيد الحربي الواعظ صاحب القصائد الوترية)وهو صاحب القصيدة الذهبية التي تتداولها المواقع الأدبية وينسبونها إلى الإمام العلامة ابن الأمير الصنعاني فلعلهم وجدوها بخطه فحسبوها من شعره، وهي من أشهر رحلات الحج المكتوبة شعرا، واول من ذكرها من المؤرخين، الرحالة البلوي المتوفى سنة (767هـ) في رحلته التي سماها "تاج المفرق" وهو يذكر أنه سمعها لأول مرة في الإسكندرية في منزل شيخه شرف الدين الكتامي المولود عام (642هـ) قال: ومما انفرد بالعلو فيه سماعه غير مرة لجميع القصيدة الذهبية في الحجة والزورة المحمدية على ناظمها الشيخ الإمام الصالح مجد الدين أبى عبد الله محمد بن أبى بكر البغدادي الواعظ رحمه الله تعالى وأولها:أيا عذبات البان من أيمن الحمى رعـى الله عيشا في حماك رعيناهسـرقناه مـن ريـب الزمـان وصرفه ولمـا سـرقنا العيش منه سرقناهوجاءت جيوش البين يقدمها القضا فبــدد شــملا بالحجـاز نظمنـاهثم تلاه الفاسي فذكرها في كتابه "شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام" (ج2 ص 345) انظر ذلك في صفحة القصيدة.