
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عليكـم بشـكر اللـه يا خير أمة
نــبيكم أعلــى نــبي وأرفــع
علــي علا فـوق العلا يطلـب العلا
وأمـس بـوحي اللـه سـرا يمتـع
عزيـز سرى يبغي العزيز فغو درت
لـه الأرض تطـوى والمعارج توضع
علمنـا بـأن اللـه رقـى محمـدا
إلـى موضـع مـافيه للخلق مطمع
عـرى العـرش حقـا ماسكا بيمينه
ومـن ربـه يلقـى الكلام ويسـمع
علـي يميـن قـد رأى اللـه جهرة
بـذاك ابـن عبـاس يـدين ويقطع
عظيــم لــه خلـق عظيـم وخلقـه
علـى وجهـه نـور من الله يلمع
عطـــوف رؤوف محســـن متجــاوز
حيـــي حميــم ذو جلال مرتفــع
عكوف على الإحسان والجود والتقى
وهــل هــو إلا للفضـائل مجمـع
عــري بــري مـن ملابسـة الـدنا
لـه الزهـد زاد ةالتـورع مشرع
عجــائبه فـي المعجـزات عجيبـة
إليـه يحـن الجـذع والضب يخضع
عيانـــا رآه صـــحبه ويمينــه
أناملهـا من بينها الماء ينبع
علا تلألأ ليلـــة الوضــع نــوره
وأمـس بـه إيـوان كسـرى يزعزع
عنـان المطايا يا رجال تجاذبوا
إلـى سيد للخلق في الحشر يشفع
عهـدت إليكـم عنـدكم لـي أمانة
أداء ســـلام للحـــبيب يشــيع
عفـى اللـه عنـي كـم أودع راجلا
إليـه ومـا لـي للحـبيب مـودع
عرفـت الـذي قد حال بيني وبينه
ذنوبـا بهـا عمري العزيز مضيع
عواصــف عصـياني وقيـد جرائمـي
منعـت بهـا عنـه ومثلـي يمنـع
عصـيت فقولـوا كيـف ألقى محمدا
ووجهـي بـأثواب المعاصي مبرقع
عـدمتك قلـبي كيـف تطلـب قربـه
وأنت كما تدري ألى الذنب تسرع
عسـى الله من أجل الحبيب ومدحه
يـداركني بـالعفو والجود أوسع
محمد بن أبى بكر البغدادي الواعظ مجد الدين أبو عبد الله المعروف في القرون المتأخرة بالوتْري، نسبة إلى قصائده (الوتْريات) : شاعر من كبار شعراء المدائح النبوية، وقصائده الوتريات ترجمت قديما إلى اللغة التركية، وهي قصائد على حروف المعجم كل واحدة منها في 21 بيتا، انظر كلامنا عليها في صفحة القصيدة الأولى منها وأولها: (أصلي صلاة تملأ الأرض والسما)ترجم له اليافعي في "مرآة الجنان" في وفيات سنة (662هـ) قال: (وفيها أو في التي بعدها توفي ناظم الوترية، الفقيه الشافعي، الواعظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن الرشيد البغدادي، كان فقيهاً واعظاً عارفاً بالفقه والخلاف. أعاد ببغداد، وقدم مصر والإسكندرية، ووعظ بها، وسمع منه جماعة منهم الإمام العلامة شرف الذين أبو العباس أحمد بن عثمان السخاوي الشافعي إمام الأزهر، والإمام العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة، سمع منه قصائده الوتريات، ورافقه في الحج، ودخل الأفريقية، وجال في بلاد المغرب، وكان ظاهر التدين والصلاح)وترجم له الباباني في "هدية العارفين" قال: (صاحب الوترية: محمد بن أبي بكر بن رشيد الواعظ أبو عبد الله البغدادي لشافعي الشهير بصاحب الوترية المتوفى سنة 662 اثنتين وستين وستمائة. الوترية مدح البرية صلعم قصائد. القصيدة الذهبية والحجة المكية والزورة المحمدية)وفي "تبصير المنتبه" للحافظ ابن حجر: (ومثله يعني بفتح الراء من رشيد: محمد بن أبي بكر بن رشيد الحربي الواعظ صاحب القصائد الوترية)وهو صاحب القصيدة الذهبية التي تتداولها المواقع الأدبية وينسبونها إلى الإمام العلامة ابن الأمير الصنعاني فلعلهم وجدوها بخطه فحسبوها من شعره، وهي من أشهر رحلات الحج المكتوبة شعرا، واول من ذكرها من المؤرخين، الرحالة البلوي المتوفى سنة (767هـ) في رحلته التي سماها "تاج المفرق" وهو يذكر أنه سمعها لأول مرة في الإسكندرية في منزل شيخه شرف الدين الكتامي المولود عام (642هـ) قال: ومما انفرد بالعلو فيه سماعه غير مرة لجميع القصيدة الذهبية في الحجة والزورة المحمدية على ناظمها الشيخ الإمام الصالح مجد الدين أبى عبد الله محمد بن أبى بكر البغدادي الواعظ رحمه الله تعالى وأولها:أيا عذبات البان من أيمن الحمى رعـى الله عيشا في حماك رعيناهسـرقناه مـن ريـب الزمـان وصرفه ولمـا سـرقنا العيش منه سرقناهوجاءت جيوش البين يقدمها القضا فبــدد شــملا بالحجـاز نظمنـاهثم تلاه الفاسي فذكرها في كتابه "شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام" (ج2 ص 345) انظر ذلك في صفحة القصيدة.