
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَا تَيْمُ مَا الْقَارُونَ فِي شِدَّةِ الْقِرَى
بِتَيْـمٍ وَلَا الْحَـامُونَ عِنْـدَ الْحَقَائِقِ
وَتَيْـمٌ تُمَاشـِيهَا الْكِلَابُ إِذَا غَـدَوْا
وَلَـمْ تَمْـشِ تَيْـمٌ فِـي ظِلَالِ الْخَوَافِقِ
وَتَيْــمٌ بِــأَبْوَابِ الــزُّرُوبِ أَذِلَّـةٌ
وَمَـا تَهْتَـدِي تَيْـمٌ لِبَـابِ السُّرَادِقِ
وَمَـا أَحْسـَنَ التَّيْمِـيُّ فِـي جَاهِلِيَّـةٍ
مُنَادَمَــةَ الْجَبَّـارِ فَـوْقَ النَّمَـارِقِ
تُمَســِّحُ تَيْـمٌ قُصـَّةَ التَّيْـسِ وَاسـْتِهِ
ولَا يَمْســَحُونَ الــدَّهْرَ غُـرَّةَ سـَابِقِ
تَعَـادَى عَلَى الثَّغْرِ الْمَخُوفِ جِيَادُنَا
وَتَيْـمٌ تَحَاسـَى جُنَّحـاً فِـي الْمَعَالِقِ
وَمَـا أَنْتُـمُ يَـا تَيْـمُ قَدْ تَعْلَمُونَهُ
بِفُرْسـَانِ غَـارَاتِ الصـَّبَاحِ الدَّوَالِقِ
وَأَشـــْبَهَ عَمَّـــارُ نَوَاكَــةَ أُمِّــهِ
وَجَـاءَتْ بِـهِ مِـنْ فَلْهَـمٍ كَـالْجَوَالِقِ
سـُرَاقِيَّةٌ تَسـْتَوْلِجُ الْقَـارَ بِالْعَصـَا
وَفِــي إِسـْكِتِيهَا لَقْـوَةٌ ذَاتَ ثَـادِقِ
مِـنَ التِّيـمِ يَحْضـُرْنَ الْمُرَيْرَةَ نِسْوَةٌ
جَمَِعْـنَ بِفَسـْوٍ خُبْـثَ رِيـحِ الْمَنَـاطِقِ
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.