
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَلَامَ تَلُـــومُ عَاذِلَــةٌ جَهُــولُ
وَقَـدْ بَلَّـى رَوَاحِلَنَـا الرَّحِيـلُ
فَــإِنَّ الســَّيْفَ يُخْلِــقُ مِحْمَلَاهُ
وَيُسـْرِعُ فِـي مَضـَارِبِهِ النَّحُـولُ
قَطَعْـــنَ إِلَيْكُـــمُ مُتَشــَنَّعَاتٍ
مَهَــامِهِ مَـا يُعَـدُّ لَهُـنَّ مِيـلُ
أَتَيْـنَ عَلَـى السَّمَاوَةِ بَعْدَ خَبْتٍ
قَلِيــلٌ مَــا تَأَنَّيْنَــا قَلِيـلُ
وَقَـدْ عَـزَّ الْكَوَاهِـلُ بَعْـدَ نِـيٍّ
عَرَائِكَهَـا وَقَـدْ لَحِـقَ الثَّمِيـلُ
عَلَيْـكِ وَإِنْ بَلَيْـتِ كَمَـا بَلَيْنَا
ســَلَامُ اللَّـهِ أَيَّتُهَـا الطُّلُـولُ
أَبَـانَ الْحَـيُّ يَـوْمَ لِـوَى حُيَـيٍّ
نَعَـمْ بَـانُوا وَلَمْ يُشْفَ الْغَلِيلُ
لَيَـــالِيَ لَا تُوَدِّعُنَــا بِصــُرْمٍ
فَتُؤْيِســَنَا وَلَا بِجَــداً تَنُــولُ
كَأَنَّـكَ حِيـنَ تَشـْحَطُ عَنْـكَ سَلَمَى
أَمِيــمٌ حِيــنَ تَــذْكُرُهُ تَبِيـلُ
فَلَا أَنْســَاكَ مَـا هَتَفَـتْ صـَدُوحٌ
عَلَـى الْأَفْنَـانِ وَاخْتَلَـفَ الْأَصِيلُ
ذَكَرْنَـا مَـا نَسـِيتِ غَـدَاةَ قَـوٍّ
وَقَـدْ يَهْتَاجُ ذُو الطَّرَبِ الْوَصُولُ
أَعَــاذِلَ مَــا لِلَوْمِـكَ لَا أَرَاهُ
يُفِيـقُ وَشـَرُّ ذِي النُّصْحِ الْعَذُولُ
سـُلَيْمَانُ الْمُبَـارَكُ قَـدْ عَلِمْتُمْ
هُـوَ الْمَهْـدِيُّ قَـدْ وَضَحَ السَّبِيلُ
أَجَـرْتَ مِـنَ الْمَظَـالِمِ كُـلَّ نَفْسٍ
وَأَدَّيْــتَ الَّـذِي عَهِـدَ الرَّسـُولُ
صـَفَتْ لَـكَ بَيْعَـةٌ بِثَبَـاتِ عَهْـدٍ
فَـوَزْنُ الْعَـدْلِ أَصـْبَحَ لَا يَمِيـلُ
نَمَتْ بِكُمُ الْفُرُوعُ إِلَى الرَّوَابِي
وَفِــي أَعْيَاصـِكُمْ نَبَـتَ الْأُصـُولُ
أَلَا هَــلْ لِلْخَلِيفَـةِ فِـي نِـزَارٍ
فَقَـدْ أَمْسـَوْا وَأَكْثَرُهُـمْ كُلُـولُ
وَتَــدْعُوكَ الْأَرَامِـلُ وَالْيَتَـامَى
وَمَـنْ أَمْسـَى وَلَيْـسَ بِـهِ حَوِيـلُ
وَتَشـْكُو الْمَاشـِيَاتُ إِلَيْكَ جَهْداً
وَلَا صـــَعْبٌ لَهُـــنَّ وَلَا ذَلُــولُ
وَأَكْثَــرُ زَادِهِــنَّ وَهُــنَّ سـُفْعٌ
حُطَـامُ الْجِلْـدِ وَالْعَصَبُ الْمَلِيلُ
وَيَــدْعُوكَ الْمُكَلَّـفُ بَعْـدَ جَهْـدٍ
وَعَـانٍ قَـدْ أَضـَرَّ بِـهِ الْكُبُـولُ
وَمَــا زَالَــتْ مُعَلَّقَــةً بِثَـدِيٍّ
بِـذِي الـدِّيمَاسِ أَوْ رَجُـلٌ قَتِيلُ
فَرَجْـتَ الْهَـمَّ وَالْحَلَقَـاتِ عَنْهُمْ
فَأَحْيَـا النَّاسُ وَالْبَلَدُ الْمُحُولُ
إِذَا ابْتُدِرَ الْمَكَارِمُ كَانَ فِيكُمْ
رَبِيـعُ النَّـاسِ وَالْحَسـَبُ الْأَثِيلُ
وَفِعْلُكُــمُ إِذَا ذُكِــرَتْ قُرَيْــشٌ
وَإِنْ كَثُـرَتْ مَكَارِمُهَـا الْجَلِيـلُ
تُهِينُــونَ الْمَخَـاضَ لِكُـلِّ ضـَيْفٍ
إِذَا مَـا حُبَّ فِي السَّنَةِ الْجَمِيلُ
عَلَــوْتُمْ كُــلَّ رَابِيَــةٍ وَفَـرْعٍ
وَغَيْرُكُــمُ الْمَـذَانِبُ وَالْهُجُـولُ
لَكُــمْ فَــرْعٌ تَفَـرَّعَ كُـلَّ فَـرْعٍ
وَفَضــْلٌ لَا تُعَــادِلُهُ الْفُضــُولُ
لَقَـدْ طَـالَتْ مَنَـابَتُكُمْ وَطَـابَتْ
فَطَـابَ لَـكَ الْعُمُومَـةُ وَالْخُؤُولُ
تَــزُولُ الرَّاسـِيَاتُ بِكُـلِّ أُفْـقٍ
وَمَجْـــدُكَ لَا يُهَــدُّ وَلَا يَــزُولُ
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.