
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ريـــــاحَ الصـــــبا هُــــبي لقــــبر محمــــدٍ
وبُـــثي علينـــا الطيـــبَ مِـــنْ ذلــك القــبرِ
رُبــــا طيبـــةٍ لهْفـــي علـــى ليلِـــكِ الـــذي
بأحمــــدَ يحكــــي قـــدرُهُ ليلـــة القـــــدرِ
رجــــالَ المُصــــلى فيكُــــمُ طلعــــة الـــورى
وســـُكانَ بـــدرٍ فيكُـــمُ طلعــــــة البـــــدرِ
رســــولٌ أتــــى فـــي آخـــرِ الرّســـْلِ بَعثـــهُ
ولكنــــه فــــي الفضــــلِ فـــي أول الـــذكرِ
رفيــــعُ العُلـــى مَـــنْ شـــق جبريـــلُ صـــدرَه
وطهّــــرَهُ فــــازداد طُهــــراً علــــى طهــــرِ
رؤوفٌ عطــــــوفٌ أجمـــــلُ النـــــاس خِلقـــــةً
وأعظمُهـــــم خُلقـــــاً ومُنشـــــرِحُ الصـــــدرِ
رحيــــمٌ حليــــمٌ طيّــــبُ القــــول واللقــــا
فــــأوّلُ مــــا يلقــــاكَ يلقـــاك بالبشــــرِ
رأتْ وجهَـــــهُ الأنصـــــارُ حيـــــن أتاهُــــــمُ
فقـــالوا تجلـــى البـــدرُ مِــنْ ســاكني بــدرِ
رعـــى اللــه ذاك الــوجهَ وجهــا نحبـّـُــــــه
به الغيثُ يسقى عند مُحتبس القطـْــــــــــــــر
رُحِمْنـــا بـــه إذ جاءنـــا فـــي ليــلِ تيهنــا
فلاحَ لنــــا مِــــنْ وجهــــهِ غــــرّة الفجــــرِ
روينــــا حــــديثنا أنــــه ســــيد الـــورى
وأن لــــواء الرســــل مـــن تحتـــه يســـري
رســـــالته كـــــانت إلـــــى كــــل أمــــة
وكـــان لـــه بـــالرغب نصـــر إلـــى شـــهر
ركـــــائبه شـــــدت إلـــــى عــــرش ربــــه
فهـــذا هـــو الفخــر المرقــى علــى الفخــر
رأســـــنا بمـــــن رايـــــاته تخــــرق العلا
وقـــد عقـــدت فـــي حضــرة القــدس بالنصــر
رحيلا رحيلا يــــــــا عصـــــــاة لطيبـــــــة
فــــأن بهـــا الأوزار ترمـــى عـــن الظهـــر
رواحلنــــــا حثــــــوا لقــــــبر محمـــــد
ولـــو أننـــا نمشـــي علـــى لهـــب الجمــر
رضـــينا ذهـــاب الـــروح فيـــه ومـــن لنــا
بزورتــــه نحظــــى ويجـــري الـــذي يجـــري
رزئت بــــزلات بهــــا العمــــر قــــد مضــــى
فـــإن هــو لــم يشــفع فــوا ضــيعة العمــر
رجـــــائي بــــه علقتــــه يــــوم مبعــــثي
إذا قمـــت بـــالأوزار قــد حــرت فــي أمــري
رثـــا لـــي عـــدوي مـــن ذنـــوبي وقبحهـــا
فكفرتهــــا بالمـــدح فـــي شـــافع الحشـــر
رجــــا بــــالتقى قــــوم نجــــاه وإننــــي
فقيـــر مـــن التقـــوى وفيـــه غنــى فقــري
محمد بن أبى بكر البغدادي الواعظ مجد الدين أبو عبد الله المعروف في القرون المتأخرة بالوتْري، نسبة إلى قصائده (الوتْريات) : شاعر من كبار شعراء المدائح النبوية، وقصائده الوتريات ترجمت قديما إلى اللغة التركية، وهي قصائد على حروف المعجم كل واحدة منها في 21 بيتا، انظر كلامنا عليها في صفحة القصيدة الأولى منها وأولها: (أصلي صلاة تملأ الأرض والسما)ترجم له اليافعي في "مرآة الجنان" في وفيات سنة (662هـ) قال: (وفيها أو في التي بعدها توفي ناظم الوترية، الفقيه الشافعي، الواعظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن الرشيد البغدادي، كان فقيهاً واعظاً عارفاً بالفقه والخلاف. أعاد ببغداد، وقدم مصر والإسكندرية، ووعظ بها، وسمع منه جماعة منهم الإمام العلامة شرف الذين أبو العباس أحمد بن عثمان السخاوي الشافعي إمام الأزهر، والإمام العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة، سمع منه قصائده الوتريات، ورافقه في الحج، ودخل الأفريقية، وجال في بلاد المغرب، وكان ظاهر التدين والصلاح)وترجم له الباباني في "هدية العارفين" قال: (صاحب الوترية: محمد بن أبي بكر بن رشيد الواعظ أبو عبد الله البغدادي لشافعي الشهير بصاحب الوترية المتوفى سنة 662 اثنتين وستين وستمائة. الوترية مدح البرية صلعم قصائد. القصيدة الذهبية والحجة المكية والزورة المحمدية)وفي "تبصير المنتبه" للحافظ ابن حجر: (ومثله يعني بفتح الراء من رشيد: محمد بن أبي بكر بن رشيد الحربي الواعظ صاحب القصائد الوترية)وهو صاحب القصيدة الذهبية التي تتداولها المواقع الأدبية وينسبونها إلى الإمام العلامة ابن الأمير الصنعاني فلعلهم وجدوها بخطه فحسبوها من شعره، وهي من أشهر رحلات الحج المكتوبة شعرا، واول من ذكرها من المؤرخين، الرحالة البلوي المتوفى سنة (767هـ) في رحلته التي سماها "تاج المفرق" وهو يذكر أنه سمعها لأول مرة في الإسكندرية في منزل شيخه شرف الدين الكتامي المولود عام (642هـ) قال: ومما انفرد بالعلو فيه سماعه غير مرة لجميع القصيدة الذهبية في الحجة والزورة المحمدية على ناظمها الشيخ الإمام الصالح مجد الدين أبى عبد الله محمد بن أبى بكر البغدادي الواعظ رحمه الله تعالى وأولها:أيا عذبات البان من أيمن الحمى رعـى الله عيشا في حماك رعيناهسـرقناه مـن ريـب الزمـان وصرفه ولمـا سـرقنا العيش منه سرقناهوجاءت جيوش البين يقدمها القضا فبــدد شــملا بالحجـاز نظمنـاهثم تلاه الفاسي فذكرها في كتابه "شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام" (ج2 ص 345) انظر ذلك في صفحة القصيدة.