
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
والجسـم ليـس فاعلاً في الجسم
قـال بهـذا القول أهل العلم
أليـس ذا أولـى برسـم العقل
من ذاك لما استويا في المثل؟
أف لقـــول الفئة البصــرية
أهــل الهــوى والفرقــة ...
دانـوا معـاً بقـدم الحـوادث
ســوف يجــازون بخـري كـارث
وأحذر هداك الله يا ذا الفهم
قــولهم وأحــذر مقــال جهـم
وجــانب الحيــدة والتعمقـا
فــإن ذاك نهـج مـن تزنـدقا
وقـل بمـا يقـول أهـل الحـق
مـن مثبـتي صـفات رب الخلـق
وأدوات الحـس يـا مـن يفحـص
عـن علمهـا ومـن عليهـا يحرص
الســمع والبصـر ثـم اللمـس
والشــم والـذوق فتلـك خمـس
وكـــل مــا تــدركه موجــود
مؤلــــف مبعــــض محــــدود
جهـــاته ســـت بلا امــتراء
معلومـة مـن غيـر مـا خفـاء
أعلاه والتحـــت وبعــد خلــف
ويمنــــة ويســــرة تحـــف
ثــم أمــام ســادس الجهــات
وهكـــذا مقـــترن الصــفات
فبعضــها يـوجب فـاعلم بعضـا
فلا تكــن بجهــل هـذا ترضـى
فكــل مــاله قيــاس يعقــل
مـن المضـاف في المعاني أول
إن لــه فــافهم مقـالاً آخـرا
فكـل مـا لـه طـرف لا إمـترا
إن لــه فاعقـل كلامـي وسـطا
كــذاك فتــش يتكشـف الغطـا
فــي أن مــا ظـاهره مشـهود
ففيــه فـاعلم بـاطن موجـود
والخـــبر الصــحيح باتفــاق
ســماعنا عـن مصـر والعـراق
وعلمنـا البحـر وإن لم نره
علــم صـحيح ليـس فيـه شـبه
والنقـل فـي تـواتر الأخبـار
يغنـي عـن الرؤيـة بالأبصـار
وهــو بــالجم الغفيـر كـاف
وبالجمـــــــــاهير بلا خلاف
وكــل محســوس فــذو ابتـداء
ومــدة تفضــي إلـى انتهـاء
والحــد قــول مـوجز مطبـوع
مخصــص يــدرى بـه الموضـوع
والاسـم مـا دل علـى الموجود
فمــازه مـن سـائر المعـدود
واعلـم بـأن الجسـم والزمانا
مصـــطحبان أبـــداً قرانـــا
إذ الزمــان حركــات الجسـم
وذاك أقصــى مــدرك بـالوهم
وكــل شــيء جــوهر أو عـرض
إلا الـذي الطـوع لـه مفـترض
فـإن فحصـت قـائلاً ما الجوهر
ومــا هــو العــرض إذ يفسـر
فــالجوهر الحامــل للأعــراض
وهـو الـذي ليـس بذي أبعاض
والعــرض المحمـول كـالألوان
وحركــات الجــوم والإســكان
وقســـمة الوجـــود فضـــروب
ثلاثـــة يـــدركها اللــبيب
مـا تجـد الخمـس مـن الحواس
فـافهم هـداك اللـه رب الناس
ثــم وجــود لمثـال العقـل
يعـرف هـذا ذو الحجى والنبل
ثــم وجــود ثــالث رفيــع
فــوق العلا علمــه البــديع
برهـــانه يــدرك بالــدليل
مثـل دخـان النار في التمثيل
وكالبنـــاء وثمــار الشــجر
والأثــر الكــائن عـن مـؤثر
وحســبنا مـا لا يصـح جهلـه
فـي الاعتقـادات وهـذا أصـله
عبد الجبار أبو طالب الشقري المشهور بمتنبي المغرب: شاعر من شعراء الذخيرة، بالغ ابن بسام في الثناء عليه قال:فصل في ذكر الأديب أبي طالب عبد الجبارمن أهل جزير شقر، كان يعرف بالمتنبي، أبرع أهل وقته أدباً، وأعجبهم مذهباً، وأكثرهم تفنناً في العلوم، وأوسعهم ذرعاً بالإجادة في المنثور والمنظوم. وكان - بلغني - يعد نفسهبملك، وينخرط للمجون في سلك، ولا يبالي أين وقع، ولا يحفل بشيء صنع، وكان قد استتر ببلغة، واقتصر على طريقة؛ فلم يطرأ على الدول، ولا تجاوز في شعره ملح الأوصافوالغزل. وله أرجوزة في التاريخ أغرب فيها، وأعرب بها عن لطف محله من الفهم، ورسوخ قدمه في مطالعة أنواع العلم؛ وقد أثبتها على طولها، لاشتمال فصولها على علم جليل، وباعفي الخبر طويل؛ وقدمت قبلها جملة مما وقع في شرك حفظي من سائر شعره؛ على أنه استفرغ مجهوده في وصف صنت الكتاب عن ذكره. (ثم أورد منتخبا من شعره وأتبعه بالأرجوزة)