
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أوصـيك يا من يطلب العلوما
أن تعرف الموهوم والمعلوما
ولا تقــل بالميــل للتقليـد
فـذاك رأي الكـودن البليـد
واتخـذ العلـم لنفـس العلم
لا للمباهـــاة ولا للخصــم
والعلمـ، عن أردت حد مطلبه
معرفـة الشـيء على ما هو به
والعلـم علمـان أيا من يبحث
علـم قـديم ثـم علـم محـدث
إن القــديم علـم رب العـرش
بـاري البريـة الشيد البطش
ومحــدث فــذاك علـم الخلـق
مـن نـاطق وغيـر ما ذي نطق
وكــل علــم محــدث علمــان
علـــم ضـــروري بلا برهــان
كـالعلم أن اثنيـن ضعف واحد
وأن ليــس قائمــا كقاعــد
وبعـــده فعلـــم الاســتدلال
والمنطـق البـاحث عن أحوال
مـا فيـه مـا ينظر من يفكر
يـدرك هـذا كـل مـن يعتـبر
وصــانع العـالم فـرد صـمد
والصـنع لـم يشركه فيه أحد
فصـنع الاثنيـن اشتراك منهما
لا يخلــوان مــن تغايرهمـا
وكـل مـا زاد على اثنين كذا
من خالف التوحيد فهو قد هذى
والانفـراد غايـة فـي المدح
والاشـتراك مـن دواعي القدح
وللنصـارى القـول بـالتثليث
أفظـع بـه مـن مـذهب خـبيث
وطابقوا اليهود في التجسيم
أف لــه مــن منطــق ذميـم
وللبراهميــــة والمجـــوس
مقــال ســوء ليـس للقـدوس
جـل الإلـه الفـرد عـن شـريك
فهـو ذو التقـديس والتبريك
وليــس ذا حــد ولا انتهـاء
فهـو فـوق الفـوق ذو اعتلاء
أحـاط بالأشـياء طـراً علمـه
وهـم فيمـا قـد بـراه حكمه
أحصـى الكثير منه والقليلا
وعلــم الجملـة والتفصـيلا
وجـاد بـالغنى وقـدر العدم
وكـان عـدلاً منـه كل ما قسم
عبد الجبار أبو طالب الشقري المشهور بمتنبي المغرب: شاعر من شعراء الذخيرة، بالغ ابن بسام في الثناء عليه قال:فصل في ذكر الأديب أبي طالب عبد الجبارمن أهل جزير شقر، كان يعرف بالمتنبي، أبرع أهل وقته أدباً، وأعجبهم مذهباً، وأكثرهم تفنناً في العلوم، وأوسعهم ذرعاً بالإجادة في المنثور والمنظوم. وكان - بلغني - يعد نفسهبملك، وينخرط للمجون في سلك، ولا يبالي أين وقع، ولا يحفل بشيء صنع، وكان قد استتر ببلغة، واقتصر على طريقة؛ فلم يطرأ على الدول، ولا تجاوز في شعره ملح الأوصافوالغزل. وله أرجوزة في التاريخ أغرب فيها، وأعرب بها عن لطف محله من الفهم، ورسوخ قدمه في مطالعة أنواع العلم؛ وقد أثبتها على طولها، لاشتمال فصولها على علم جليل، وباعفي الخبر طويل؛ وقدمت قبلها جملة مما وقع في شرك حفظي من سائر شعره؛ على أنه استفرغ مجهوده في وصف صنت الكتاب عن ذكره. (ثم أورد منتخبا من شعره وأتبعه بالأرجوزة)