
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لمـا انقضـت دولـة آل عـامر
قام بها المهدي من آل الناصر
وقـــال عــن هشــام المؤيــد
بـأنه قـد صـار رهـن الملحـد
وإنمـــا أخـــبرهم ببــاطله
والمـرء لا يسـطيع قتـل قاتله
فجـاءه البربر في حفل الجنود
مـع ابـن عمه المسمى بالرشيد
فظفــر المهــدي بــابن عمــه
وكــان ذاك زائداً فــي غمــه
فـي طـالع ينظـر منـه كيـوان
فجــاءه الـبربر مـع سـليمان
فــــوقعت بينهــــم حــــروب
لاح لــه مــن بينهـا الهـروب
فــأظلمت فــي عصــره الآفـاق
وعمهـــا الشــقاق والنفــاق
فانصــرف الملــك إلـى يـديه
فهجمــوا مــن بعـد ذا عليـه
وطوقـــوه بشـــبا المهنـــد
بيــن يــدي هشــام المؤيــد
فســــلم الأمـــر لســـليمانه
وهشــموا هشـام فـي أكفـانه
فلـم يـزل فيهـم سـليمان يلـي
حـتى انـبرى لـه ابن حمود علي
فاغتـاله الصـقلب فـي الحمام
وجرعـــوه أكـــؤس الحمـــام
ثــم انقضــى عصـر بنـي حمـود
والحــرب والفتنــة فـي مزيـد
وظهــر المســتظهر المروانـي
وشــعره مــن أحسـن المعـاني
وقتلـــوه بعـــد ذاك صــبرا
مـن بعـد مـا قد قلدوه الأمرا
فبـايعوا للناصـر المسـتكفي
بعـد خطـوب طـال فيهـا وصـفي
ففـر عنهـا ثـم عـاد المعتلـي
بـالله يحيـى نجـل حمود علي
ثــم أتــى مـن بعـده المعتـد
والحــرب فـي أقطارهـا تشـتد
فنقمـــوا استخلاصــه للحــائك
وزيــــره فخـــر أي هالـــك
وخلعـــوا معتـــدهم هشــاما
وســـجنوه عنـــدهم أعوامــا
عبد الجبار أبو طالب الشقري المشهور بمتنبي المغرب: شاعر من شعراء الذخيرة، بالغ ابن بسام في الثناء عليه قال:فصل في ذكر الأديب أبي طالب عبد الجبارمن أهل جزير شقر، كان يعرف بالمتنبي، أبرع أهل وقته أدباً، وأعجبهم مذهباً، وأكثرهم تفنناً في العلوم، وأوسعهم ذرعاً بالإجادة في المنثور والمنظوم. وكان - بلغني - يعد نفسهبملك، وينخرط للمجون في سلك، ولا يبالي أين وقع، ولا يحفل بشيء صنع، وكان قد استتر ببلغة، واقتصر على طريقة؛ فلم يطرأ على الدول، ولا تجاوز في شعره ملح الأوصافوالغزل. وله أرجوزة في التاريخ أغرب فيها، وأعرب بها عن لطف محله من الفهم، ورسوخ قدمه في مطالعة أنواع العلم؛ وقد أثبتها على طولها، لاشتمال فصولها على علم جليل، وباعفي الخبر طويل؛ وقدمت قبلها جملة مما وقع في شرك حفظي من سائر شعره؛ على أنه استفرغ مجهوده في وصف صنت الكتاب عن ذكره. (ثم أورد منتخبا من شعره وأتبعه بالأرجوزة)