
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ثمــت خــص الخلفــاء الأربعــة
فأكمــل اللـه بهـم مـا صـنعه
فاسـتخلف الصـديق ثـاني اثنيـن
ذاك أبـــو بكــر بغيــر ميــن
جــرد فــي جهــاد أهـل الـرده
ولــم يكـن يرضـى بغيـر الشـده
ثـــم توفــاه الإلــه راضــيا
وكــان فــي ذات الإلـه ماضـيا
ثـــم تـــولى عمــر الفــاروق
فالتــأمت مــن بعــده الفتـوق
واســتعمل البعــوث والأجنــادا
وألـــف الحـــروب والجهــادا
حــتى أتتــه محنــة الشـهاده
فهيــأ اللــه لــه الســعاده
فصــير الشــورى إلــى أصـحابه
ســتتهم وهــو يشــكو مــا بـه
فـــآثروا عثمـــان بــالخلافه
وكــــان للإلـــه ذا مخـــافه
فمهـــد الأمـــة ذو النـــورين
حـتى سـقاه اللـه كـأس الحيـن
إذ حصــروه فــي حريـم الـدار
مستسـلماً مـن غيـر مـا أنصـار
طــوبى لــه مــن أشـمط قتيـل
يقــوم طـول الليـل بالتنزيـل
بؤســاً لقــوم قتلــوا عثمانـا
إذ نقمــوا استخلاصــه مروانـا
ثــم تولاهــا أبــو الســبطين
ذاك أبـــو الحســن والحســين
علــي ذو العلــوم والشــجاعه
والزهد في الدنيا وذو البراعه
فســـار طلحــة مــع الزبيــر
إلــى العــراق فـي أحـث سـير
وخرجــــت عائشــــة للصـــلح
فانصــرفت والحــرب ذات كلــح
فشــبت الحــروب يــوم الجمـل
حـتى أصـيب طلحـة فـي المقتـل
وقتــل الزبيـر قبـل الملحمـه
منصــرفاً عنهــا حليـف منـدمه
وثـــارت الحــروب بــالخوارج
أصــلاهم بالنــار ذو المعـارج
ثــم مضــى علـي إلـى معـاويه
فاضـطرب الأمـر بعمـرو الداهيه
فــاجتمعوا للحــرب فـي صـفينا
فــأيتموا البنــات والبنينـا
ودام فــــي حروبــــه علـــي
حـــتى دهـــاه حـــادث وبــي
حيـن أصـابته يـدا ابـن ملجم
فخضــب المفــرق منــه بالـدم
تبــاً لــه مــن خــارجي فاسـق
خـالف فـي التنزيل أمر الخالق
فاغتــاله وهـو ينـادى سـحراً:
قومـوا إلـى الصلاة يدعو منذرا
ثـــم تــولى الحســن الإمــامه
فمنحـــت بيمنـــه الســـلامه
وحقـــن اللــه بــه الــدماء
وأذهــــب المحنــــة واللأواء
وســـلم الأمــر إلــى معــاويه
حيــاته وصــار عنهــا نـاحيه
فســار فيهـا ابـن أبـي سـفيان
بســـيرة للعـــدل والإحســان
وكـان فـرداً فـي النهى والحلم
حـــتى رمـــاه حينــه بســهم
فانتقــل الأمــر إلــى يزيــد
فحـــاد عــن مناهــج الســديد
مجترمــاً فــي قتلــه الحسـينا
وجــاء فــي الحـرة فعلاً شـينا
حـتى أتـاه المـوت حتـف أنفـه
فلــم تكـن لـه يـد فـي صـرفه
ثـم أبـو ليلـى تـولى الحكمـا
فعــــاقه حمـــامه إذ حمـــا
وكـان لا بـأس بـه فـي السـيره
ثــم انقضــت مــدته اليسـيره
فاسـتخلفوا مـروان نجـل الحكم
طــوبى لــه مــن ملــك محـتزم
فـــأوقعته زوجــه فــي عطبــه
إذ أنفـت من قوله: ابن الرطبه
يقولهــا لابــن يزيــد خالــد
ســليلها غضــبان قــول حاقـد
وكـــان ذا بـــأس وذا دهــاء
وبســطة فــي العلـم والـذكاء
يقتحــم الحــرب بجــأش رابـط
كفعلــه فــي يـوم مـرج راهـط
ثــم تــولى الأمـر عبـد الملـك
وكـانت الـدما بـه لـم تسـفك
لكنـــه كــان شــديد الحــزم
أبــو الخلائف الرضــي الحكــم
وكــان مــن عمــاله الحجــاج
ســراجه فــي خطبــه الوهــاج
حــتى إذا بـابن الزبيـر ظفـرا
وكـان فـي مكـة يعلـو المنبرا
للحرميـــن والعـــراق مالكــا
ومصــــعب أخ لـــه هنالكـــا
ســـقاه كأســاً مــرة المــزاج
وكـــان للحــروب ذا اهتيــاج
وثـارت الحـرب مـع ابـن الأشـعث
فاغتــاله الحجـاج لمـا يلبـث
وغلــب البغــاة عبــد الملـك
بــالحزم والجــد وعـزم موشـك
حـــتى توفـــاه مزيــل ملكــه
فــولي الوليــد بعــد هلكــه
وقــد بنــى الجـامع فـي دمشـق
مقتصــداً فـي ذاك وفـق الصـدق
فـــي عهــده فتــح أندلوســا
طــارق مـولى ابـن نصـير موسـى
ثـم عـام تسـعين مضـت واثنيـن
ثـم سـقاه الـدهر كـاس الحيـن
ثــم ســليمان تــولى الملكــا
وساســـه حــتى تــولى هلكــا
وكـــان ذا غـــزو وذا حـــروب
فـي الـروم لا يبقي على الدروب
نعــت إليــه نفســه جـاريته
يومــاً وكـانت أعجبتـه بزتـه
وكـــان ذا حســـن وذا جمـــال
بيـــن شـــباب راق واكتمــال
فأنشــدت بيــتين مــن قريــض
حثــا مســيره إلــى الجريــض
ثــم تــولى الأمــر بعـد عمـر
وكـان فـي العـدل إمامـاً يـؤثر
زهــداً وعلمــاً واعتـدالاً وتقـى
حتى اغتدى في الأمر فرداً منتقى
قفـــا ســبيل جــده الفــاروق
ودحـــض الباطـــل بـــالحقوق
إلـى انتهـاء الحتـم مـن مدته
فصــار عنـد اللـه فـي رحمتـه
ثــــم تلاه واليــــاً يزيــــد
فظـــل فـــي ســـيرته يحيــد
تُصـــــبِحُه ســــلامةٌ شــــرابَه
وربمــــا تغبقــــه حبـــابه
حـتى أتـاه الحيـن بعـد حينهـا
وبـان عنـه الملـك عنـد بينها
فصــار فـي الأمـر هشـام يحكـم
يســـوس فــي ســيرته ويحــزم
قتــل زيــد بـن علـي إذ خـرج
عليــه قتلاً لـم يكـن فيـه حـرج
فــدام فـي جـد إلـى أن ماتـا
وزال عنـــه ملكـــه وفاتـــا
فصــير الملــك إلــى الوليــد
فلـم يكـن فـي الحكـم بالسديد
لمــا اغتــدى مشــتغلاً بـالخمر
وبالأغـــاني وســـماع الزمــر
فأهلــــك الأمــــة بخلاعتــــه
فــانخلعوا لــذاك عـن طـاعته
حــتى ثــوى معتنقــاً حســاما
منصـــلتاً مغتبقـــاً مـــداما
يـا عجبـا مـن ذاك كيـف جـازا
وقـــــدموه دون أن يمــــازا
فــي العقـل والـدين بلا مثيـل
وهكــذا الأكــثر فـي التحصـيل
لأنهــم قــد كتمــوا النصوصـا
فأشــبهوا الســباع واللصوصـا
وقــدموا ابــن عمــه يزيــدا
فكـــان فــي ســيرته ســديدا
ذا ورع عـــدلاً رضـــاً صــواما
يتلـــو كتــاب ربــه قوامــا
فـدام فـي الأمـر شـهوراً خمسـاً
حــتى ثــوى فضــمنوه الرمسـا
فقـــدموا أخـــاه إبراهيمــا
وخلعـــوه بعـــد ذا ذميمـــا
واسـتخلفوا مـن بعـده مروانـا
فـي طـالع مـا إن عـدا كيوانـا
فبــايع النــاس لــه بــالأمر
فصــلي القــوم بــه فـي جمـر
وقــامت الحـرب علـى سـاق بـه
إلـــى حمــامه وحيــن نحبــه
إذ ســار صــالح مـع المسـوده
إلــى خراســان بجنــد جنــده
فســيق مــروان إلــى الحمــام
طــوق طــوق الصــارم الحسـام
وانقـــرض الأملاك مـــن أميــه
والمــوت قصـرى كـل نفـس حيـه
عبد الجبار أبو طالب الشقري المشهور بمتنبي المغرب: شاعر من شعراء الذخيرة، بالغ ابن بسام في الثناء عليه قال:فصل في ذكر الأديب أبي طالب عبد الجبارمن أهل جزير شقر، كان يعرف بالمتنبي، أبرع أهل وقته أدباً، وأعجبهم مذهباً، وأكثرهم تفنناً في العلوم، وأوسعهم ذرعاً بالإجادة في المنثور والمنظوم. وكان - بلغني - يعد نفسهبملك، وينخرط للمجون في سلك، ولا يبالي أين وقع، ولا يحفل بشيء صنع، وكان قد استتر ببلغة، واقتصر على طريقة؛ فلم يطرأ على الدول، ولا تجاوز في شعره ملح الأوصافوالغزل. وله أرجوزة في التاريخ أغرب فيها، وأعرب بها عن لطف محله من الفهم، ورسوخ قدمه في مطالعة أنواع العلم؛ وقد أثبتها على طولها، لاشتمال فصولها على علم جليل، وباعفي الخبر طويل؛ وقدمت قبلها جملة مما وقع في شرك حفظي من سائر شعره؛ على أنه استفرغ مجهوده في وصف صنت الكتاب عن ذكره. (ثم أورد منتخبا من شعره وأتبعه بالأرجوزة)