
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مـن يجيـل فكـره للعـبره
فـي كـل موضـوع لـه بـالفكره
انظــر إلــى المـوت وللنبـات
والحيـــوان نظــر اســتثبات
كيـف تـرى التكوين فيها ماثلاً
ينبيـــك أن لقواهــا فــاعلا
يؤلـــف الأربعــة العناصــرا
يمنـع مـن أضـدادها التنـافرا
وجــاوز العــبرة نحـو الفلـك
حيــث الســموات ذوات الحبـك
تبصـر هنالـك النجـوم الخنسا
ســخرها مــن فـي العلا تقدسـا
والأبــرج الثابتــة المكــان
نيـــرة تعلــو علــى كيــوان
يهـدي بهـا فـي ظلمـات الـبر
كلاً وفــي ظلمــاء لــج البحـر
وعـــدد الســـنين والحســـاب
يعلمـــه بهــا ذوو الألبــاب
وتعلــم الأنــواء والمنــازل
ذا طــالع منهــا وهـذا آفـل
شـــواهد تشـــهد بالتوحيـــد
للواحــد المبتــدع الحميــد
واسـم إلـى تفكـر فـي النفـس
تبصـر قواهـا فـي محـل القـدس
بحجــم جســم العـالم المحيـط
المسـتدير الشـكل ذي التخيطـي
وانظر إلى التسخير فيها لازما
يؤمهــا كمــا يــؤم العالمـا
يلحقهــا النقصـان والزيـاده
وأنهـــا ليســت لهــا إراده
مـن ذاتهـا فـي حالة التصريف
فهــي تنقــاد إلــى التكليـف
لقــوة العقـل الـذي يحملهـا
فهــو إلـى اختيـاره ينقلهـا
إذ هــو أعلــى رتبــة وأشـرف
منهـــا إذا حصـــلته وألطــف
لكنــــه تلحقــــه الآفــــات
مـن غيـره والعجـز والعاهـات
فـــدل ذاك أن ربـــاً فــوقه
بــاين بالــذات والاسـم خلقـه
يملكـــه وكـــل مـــا ســواه
ملـــك إحاطــة قــد احتــواه
وكـم لـه فـي خلقـه مـن آيـه
تنــبئ أن ليــس لــه نهـايه
يبصــرها ذو الفطـن الصـحيحه
إن أعمــل الفكـرة والقريحـه
واعتــبر المقــايس المطـرده
فبعضـــها ببعضــها معتضــده
بينـــة فــي حجــج العقــول
شـــاهدة بالصـــدق للرســول
عبد الجبار أبو طالب الشقري المشهور بمتنبي المغرب: شاعر من شعراء الذخيرة، بالغ ابن بسام في الثناء عليه قال:فصل في ذكر الأديب أبي طالب عبد الجبارمن أهل جزير شقر، كان يعرف بالمتنبي، أبرع أهل وقته أدباً، وأعجبهم مذهباً، وأكثرهم تفنناً في العلوم، وأوسعهم ذرعاً بالإجادة في المنثور والمنظوم. وكان - بلغني - يعد نفسهبملك، وينخرط للمجون في سلك، ولا يبالي أين وقع، ولا يحفل بشيء صنع، وكان قد استتر ببلغة، واقتصر على طريقة؛ فلم يطرأ على الدول، ولا تجاوز في شعره ملح الأوصافوالغزل. وله أرجوزة في التاريخ أغرب فيها، وأعرب بها عن لطف محله من الفهم، ورسوخ قدمه في مطالعة أنواع العلم؛ وقد أثبتها على طولها، لاشتمال فصولها على علم جليل، وباعفي الخبر طويل؛ وقدمت قبلها جملة مما وقع في شرك حفظي من سائر شعره؛ على أنه استفرغ مجهوده في وصف صنت الكتاب عن ذكره. (ثم أورد منتخبا من شعره وأتبعه بالأرجوزة)