
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَكَنَ الظَلامُ وَبـاتَ قَلبُـكَ يَخفِـقُ
وَســَطا عَلـى جَنبَيـكَ هَـمٌّ مُقلِـقُ
حـارَ الفِـراشُ وَحِرتُ فيهِ فَأَنتُما
تَحـــتَ الظَلامِ مُعَـــذَّبٌ وَمُــؤَرَّقُ
دَرَجَ الزَمـانُ وَأَنتَ مَفتونُ المُنى
وَمَضـى الشـَبابُ وَأَنـتَ ساهٍ مُطرِقُ
عَجَبـاً يَلَذُّ لَكَ السُكوتُ مَعَ الهَوى
وَسـِواكَ يَبعَثُـهُ الغَـرامُ فَيَنطِـقُ
خُلِـقَ الغَـرامُ لِأَصـغَرَيكَ وَطالَمـا
ظَنّـوا الظُنونَ بِأَصغَرَيكَ وَأَغرَقوا
وَرَمَوكَ بِالسَلوى وَلَو شَهِدوا الَّذي
تَطـويهِ فـي تِلكَ الضُلوعِ لَأَشفَقوا
أَخفَيـتَ أَسـرارَ الفُـؤادِ وَإِنَّمـا
سـِرُّ الفُـؤادِ مِـنَ النَواظِرِ يُسرَقُ
نَفِّــس بِرَبِّـكَ عَـن فُـؤادِكَ كَربَـهُ
وَاِرحَــم حَشــاكَ فَإِنَّهـا تَتَمَـزَّقُ
وَاِذكُـر لَنـا عَهدَ الَّذينَ بِنايِهِم
جَمَعـوا عَلَيـكَ هُمـومَهُم وَتَفَرَّقوا
مـا لِلقَـوافي أَنكَرَتـكَ وَلَم تَكُن
لِكَسـادِها فـي غَيـرِ سـوقِكَ تَنفُقُ
مـا لِلبَيـانِ بِغَيـرِ بابِكَ واقِفاً
يَبكـي وَيُعجِلُـهُ البُكـاءُ فَيَشـرَقُ
إِنّـي كَهَمِّـكَ في الصَبابَةِ لَم أَزَل
أَلهـو وَأَرتَجِـلُ القَريـضَ وَأَعشـَقُ
نَفســي بِرَغـمِ الحادِثـاتِ فَتِيَّـةٌ
عـودي عَلـى رَغـمِ الكَوارِثِ مورِقُ
إِنَّ الَّـذي أَغـرى السُهادَ بِمُقلَتي
مُتَعَنِّـــتٌ قَلــبي بِــهِ مُتَعَلِّــقُ
واثَقتُـــهُ أَلّا أَبـــوحَ وَإِنَّمــا
يَـومَ الحِسـابِ يُحَـلُّ ذاكَ المَوثِقُ
وَشــَقيتُ مِنــهُ بِقُربِـهِ وَبِعـادِهِ
وَأَخـو الشَقاءِ إِلى الشَقاءِ مُوَفَّقُ
صـاحَبتُ أَسـبابَ الرِضـا لِرُكـوبِهِ
مَتــنَ الخِلافِ لِمــا بِـهِ أَتَخَلَّـقُ
وَصـَبَرتُ مِنـهُ عَلى الَّذي يَعيا بِهِ
حِلــمُ الحَليـمِ وَيَتَّقيـهِ الأَحمَـقُ
أَصــبَحتُ كَالـدَهرِيِّ أَعبُـدُ شـَعرَهُ
وَجَـبينَهُ وَأَنـا الشـَريفُ المُعرِقُ
وَغَـدَوتُ أَنظِـمُ مِـن ثَنايـا ثَغرِهِ
دُرَراً أُقَلِّــدُها المَهــا وَأُطَـوِّقُ
صـَبري اِسـتَثَرتَ دَفائِني وَهَزَزتَني
وَأَرَيتَنــي الإِبـداعَ كَيـفَ يُنَسـَّقُ
فَـأَبَحتَ لي شَكوى الهَوى وَسَبَقتَني
فــي مَـدحِ عَبّـاسٍ وَمِثلُـكَ يَسـبِقُ
قـالَ الرَئيـسُ فَمـا لِقَـولٍ بَعدَهُ
بــاعٌ تَطــولُ وَلا لِمَــدحٍ رَونَـقُ
شـَوقي نَسـَبتَ فَمـا مَلَكتُ مَدامِعي
مِـن أَن يَسيلَ بِها النَسيبُ الشَيِّقُ
أَعجَــزتَ أَطـواقَ الأَنـامِ بِمَـدحِهِ
سـَجَدَ البَيـانُ لِرَبِّهـا وَالمَنطِـقُ
لَـم تَترُكا لي في المَدائِحِ فَضلَةً
يَجـري بِهـا قَلَمي الضَعيفُ وَيَلحَقُ
نَفسـي عَلـى شـَوقٍ لِمَـدحِ أَميرِها
وَيَراعَــتي بَيـنَ الأَنامِـلِ أَشـوَقُ
مـاذا أَقـولُ وَأَنتُمـا فـي مَدحِهِ
بَحــرانِ بــاتَ كِلاهُمــا يَتَـدَفَّقُ
العَجــزُ أَقعَــدَني وَإِنَّ عَزائِمـي
لَولاكُمــا فَــوقَ السـِماكِ تُحَلِّـقُ
فَليَهنَـــئِ العَبّــاسُ أَنَّ بِكَفِّــهِ
عَلَمَيـنِ هَزَّهُمـا الـوَلاءُ المُطلَـقُ
وَليَبــقَ ذُخــراً لِلبِلادِ وَأَهلِهـا
يَعفـو وَيَرحَـمُ مَـن يَشـاءُ وَيُعتِقُ
عَبّـاسُ وَالعيـدُ الكَـبيرُ كِلاهُمـا
مُتَــــأَلِّقٌ بِـــإِزائِهِ مُتَـــأَلِّقُ
هَـذا لَـهُ تَجـري الدِماءُ وَذا لَهُ
تَجـري القَـرائِحُ بِالمَديحِ وَتُعنِقُ
صـَدَقَ الَّـذي قَـد قالَ فيهِ وَحَسبُهُ
أَنَّ الزَمــانَ لِمـا يَقـولُ مُصـَدِّقُ
لَـكَ مِصـرُ ماضـيها وَحاضِرُها مَعاً
وَلَـكَ الغَـدُ المُتَحَتِّـمُ المُتَحَقِّـقُ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.