
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَبّاكَ والِدُكَ الكَريمُ عَلى التُقى
وَعَلى النَزاهَةِ وَالضَميرِ الطاهِرِ
فَنَشــَأتَ بَيـنَ رِعايَـةٍ وَعِنايَـةٍ
وَدَرَجــتَ بَيـنَ مَحامِـدٍ وَمَفـاخِرِ
وَسَمَوتَ يا سامي إِلى أَوجِ العُلا
وَبَرَعـتَ قَومَـكَ بِالذَكاءِ النادِرِ
رَبّـى أَبـوكَ عُقولَنـا وَنُفوسـَنا
فَاِهنَـأ بِوالِـدِكَ الأَميـنِ وَفاخِرِ
وَاِهنَـأ بِمـا أوتيتَـهُ مِن نِعمَةٍ
فـي عَهـدِ مَولانا الأَميرِ الزاهِرِ
يـا مـالِئَ الكُرسـِيِّ مِنهُ مَهابَةً
وَكِفايَـةً يـا مِلـءَ عَينِ الناظِرِ
إِنَّ الَّــتي قُلِّـدتَها فـي حاجَـةٍ
لِعَزيمَــةٍ تَمضــي وَرَأيٍ بــاتِرِ
فَـأَفِض ضِياءَكَ في النَظارَةِ كُلِّها
وَاِقبِض عَلى الأَعمالِ قَبضَ القادِرِ
وَاِخــدُم بِلادَكَ بِالَّـذي أوتيتَـهُ
مِـن فِطنَـةٍ وَأَقِـل عِثارَ العاثِرِ
هَنَّـأتُ مِصـرَ وَنيلَهـا وَرِجالَهـا
لَمّـا رَأَيتُـكَ فـي ثِيـابِ الآمِـرِ
وَرَأَيتُ في الديوانِ قَدرَكَ عالِياً
وَالنـاسُ تَهتِفُ بِالثَناءِ العاطِرِ
مـا بَيـنَ مُعتَـرِفٍ بِفَضـلِكَ مُعلِنٍ
أَو ضـارِعٍ لَـكَ بِالـدُعاءِ وَشاكِرِ
أَمُهَنـدِسَ النيـلِ السـَعيدِ تَحِيَّةً
مِـن مِصـرَ تَحـدوها تَحِيَّـةُ شاعِرِ
يَـدعو إِلَهَـكَ أَن يُكَثِّـرَ بَينَنـا
أَمثالَ سامي في الزَمانِ الحاضِرِ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.