
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِن جــاعَ فـي شـِدَّةٍ قَـومٌ شـَرِكتَهُمُ
في الجوعِ أَو تَنجَلي عَنهُم غَواشيها
جـوعُ الخَليفَـةِ وَالـدُنيا بِقَبضـَتِهِ
فـي الزُهـدِ مَنزِلَـةٌ سُبحانَ موليها
فَمَــن يُبـاري أَبـا حَفـصٍ وَسـيرَتَهُ
أَو مَـن يُحـاوِلُ لِلفـاروقِ تَشـبيها
يَومَ اِشتَهَت زَوجُهُ الحَلوى فَقالَ لَها
مِـن أَيـنَ لي ثَمَنُ الحَلوى فَأَشريها
لا تَمتَطــي شـَهَواتِ النَفـسِ جامِحَـةً
فَكِسـرَةُ الخُـبزِ عَـن حَلواكِ تَجزيها
وَهَـل يَفـي بَيتُ مالِ المُسلِمينَ بِما
تـوحي إِلَيـكِ إِذا طـاوَعتِ موحيهـا
قـالَت لَـكَ اللَـهُ إِنّـي لَستُ أَرزَؤُهُ
مــالاً لِحاجَـةِ نَفـسٍ كُنـتُ أَبغيهـا
لَكِــن أُجَنِّـبُ شـَيئاً مِـن وَظيفَتِنـا
فـي كُـلِّ يَـومٍ عَلـى حـالٍ أُسـَوّيها
حَتّـى إِذا مـا مَلَكنـا ما يُكافِئُها
شــَرَيتُها ثُــمَّ إِنّــي لا أُثَنّيهــا
قـالَ اِذهَبي وَاِعلَمي إِن كُنتِ جاهِلَةً
أَنَّ القَناعَـةَ تُغنـي نَفـسَ كاسـيها
وَأَقبَلَــت بَعـدَ خَمـسٍ وَهـيَ حامِلَـةٌ
دُرَيهِمــاتٍ لِتَقضــي مِــن تَشـَهّيها
فَقــالَ نَبَّهــتِ مِنّـي غـافِلاً فَـدَعي
هَـذي الـدَراهِمَ إِذ لا حَـقَّ لي فيها
وَيلــي عَلـى عُمَـرٍ يَرضـى بِموفِيَـةٍ
عَلـى الكَفـافِ وَيَنهـى مُسـتَزيديها
مـا زادَ عَـن قوتِنا فَالمُسلِمونَ بِهِ
أَولـى فَقـومي لِبَيـتِ المالِ رُدّيها
كَــذاكَ أَخلاقُـهُ كـانَت وَمـا عُهِـدَت
بَعـــدَ النُبُــوَّةِ أَخلاقٌ تُحاكيهــا
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.