
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــَجَتنا مَطــالِعُ أَقمارِهــا
فَســالَت نُفــوسٌ لِتَــذكارِها
وَبِتنـا نَحِـنُّ لِتِلـكَ القُصـورِ
وَأَهــلِ القُصــورِ وَزُوّارِهــا
قُصــورٌ كَـأَنَّ بُـروجَ السـَماءِ
خُــدورُ الغَـواني بِأَدوارِهـا
ذَكَرنـا حِماهـا وَبَينَ الضُلوعِ
قُلــوبٌ تَلَظّــى عَلـى نارِهـا
فَمَـــرَّت بِأَرواحِنـــا هِــزَّةٌ
هِــيَ الكَهرَبــاءُ بِتَيّارِهــا
وَأَرضٌ كَسـَتها كِـرامُ الشـُهورِ
حَــرائِرَ مِــن نَسـجِ آذارِهـا
إِذا نَقَّطَتهــا أَكُـفُّ الغَمـامِ
أَرَتــكَ الـدَراري بِأَزهارِهـا
وَإِن طالَعَتهـا ذُكـاءُ الصَباحِ
أَرَتــكَ اللُجَيــنَ بِأَنهارِهـا
وَإِن هَـبَّ فيهـا نَسـيمُ الأَصيلِ
أَتــاكَ النَســيمُ بِأَخبارِهـا
وَخِــلٌّ أَقــامَ بِـأَرضِ الشـَآمِ
فَبــاتَت تُــدِلُّ عَلـى جارِهـا
وَأَضـحَت تَـتيهُ بِـرَبِّ القَريـضِ
كَــتيهِ البَـوادي بِأَشـعارِها
وَلَلنيـلُ أَولـى بِـذاكَ الدَلالِ
وَمِصـــرُ أَحَـــقُّ بِبَشـــّارِها
فَشـَمِّر وَعَجِّـل إِلَيهـا المَـآبَ
وَخَـــلِّ الشـــَآمَ لِأَقــدارِها
فَكَيـفَ لَعَمـري أَطَقـتَ المُقامَ
بِـــأَرضٍ تَضــيقُ بِأَحرارِهــا
وَأَنـتَ المُشـَمِّرُ إِثـرَ المَظالِ
مِ تَسـعى إِلـى مَحـوِ آثارِهـا
ثَــأَرتَ اللَيـالي وَأَقعَـدتَها
بِمَصــقولِ عَزمِـكَ عَـن ثارِهـا
إِذا ثُـرتَ مـاجَت هِضابُ الشَآمِ
وَبــاتَت تَرامــى بِثُوّارِهــا
أَلَســتَ فَتاهــا وَمُختارَهــا
وَشــِبلَ فَتاهــا وَمُختارِهــا
وَإِن قُلـتَ أَصـغَت مُلوكُ الكَلامِ
وَمــالَت إِلَيــكَ بِأَبصــارِها
أَداوودُ حَســبُكَ أَنَّ المَعــالِ
يَ تَحســَبُ دارَكَ فــي دارِهـا
وَأَنَّ ضــَمائِرَ هَــذا الوُجـودِ
تَبـــوحُ إِلَيــكَ بِأَســرارِها
وَأَنَّــكَ إِمّــا حَلَلـتَ الشـَآمَ
رَأَينــاكَ جَــدوَةَ أَفكارِهــا
وَإِن كُنتَ في مِصرَ نِعمَ النَصيرِ
إِذا مــا أَهـابَت بِأَنصـارِها
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.