
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألاَ مـا لَهـذي السـما لاَ تَمُورُ
ومــا للجبـال تُـرى لاَ تَسـير
وللشـمس مـا كـورت والنجـوم
تضـيء وتحـت الـثرى لا تَغُـورُ
وللأرض ليســـت بهــا رجفــة
ومـا بالهـا لا تفـور البحورُ
ومـا للـدما لا تحاكِى الدموع
فتجـري لتبتـل منهـا النحور
أنبقـى القلـوبُ لنـا لا تُشـَقُّ
جَـوَىَ ولـو أن القلوب الصخور
ليــوم ببغــداد مــا مثلـه
عَبُــوس يَـراه امـرؤٌ قمطربـر
وقــد قــام دجَّالهُــا أَعْـوَر
يَحُـفُّ بـه مـن بني الزُّورِ عُور
فلا حَـــدَبٌ منــه لا يَنْســلون
ولا بقعــة ليـس فيهـا نفِيـر
يرومـــون آل نبِــي الهُــدى
لِيـرْدَى الصغيرُ ويَفْنَى الكبيرُ
لتنهـــب أنْفُـــس أَحْيــائهم
وتُنبــش للميــتين القبــور
ومـنْ نَجْـل صـادق آل العبـاء
يَنـالُ الـذي لَمْ يَنلْه الكفور
فموســـى يشــق لــه قَــبرُه
ولَمَّــا أتَـى حَشـرهُ والنُشـُورُ
وَيُســْعَرَ بالنـار منـهُ حَرِيـمٌ
حـرام علـى زائريـه السـعير
وتقتــل شــيعة آل الرســول
عُتــوا وتُهْتَــك منهـم سـتور
فــوا حســرتا لنفـوس تسـيل
ويــا غمتــا لــرؤوس تطيـر
ومــا نقمـوا منهـم غيـر أنَّ
وصــى النــبي عليهـم أميـر
كمـا العـذر في غدرهم بغضُهم
لمـن فـرض الحُـبَّ فيه الغدير
فيـا أمـة عـاثَ فيها الشقاء
فــوجْهُ نَهــارِ هُـداها قَتِيـرُ
وشـاِفعُها خَصـْمُها فـي المعاد
لهـا الوَيْلُ من رَبِّها والثُبُور
قتلتـم حُسـَيْنا لِمُلْـك العراق
وقلتــم أتَـاكم لـه يَسـْتَثِير
فمـا ذنـب موسى الذي قد مَحَتْ
معــالِمَه فـي ثـراه الـدهور
ومــا وجــه فعلكــم ذا بـه
لقــد غَرّكُـم بـالإله الغـرور
أيـا شـيعة الحق طاب الممات
فيـا قـوم قوموا سراعا نَثُور
فإمـا حيـاة لنـا في القصاص
وإمـا إلـى حيـث صاروا نصير
أ آل المســـيب مــا زلتــمُ
عشـيرَ الـولاء فنعـم العشـير
و يـا آل عـوفٍ غيـوثَ المُحول
ليوثـا إذا كـاع لَيْـثٌ هَصـُور
أ آل النُّهَـى والندى والطعان
وحـزب الطلـى حين حر الهجير
أصـبرا علـى الخسـف لا همَكـم
دنـىٌّ ولا البـاع منكـمْ قَصـِير
أَتُهْتَـــك حُرمَــة آل النــبي
وفـي الأرض منكـم صـَبي صـَغِير
وقـبر بـن صـادق آل الرسـول
يُمَــسُّ بســوء وأنْتُــم حُضـُور
ولمـا تخوضـوا بحـار الـردى
وفـي شَعْبِة تنْجِدُوا أَو تَغُورُوا
لقـد كـان يومُ الحسين المُنَى
فَتُفــدَى نفـوسٌ وتُشـْفَى صـُدور
فهـذا لكـم عـاد يومُ الحسين
فمـاذا القصور وماذا الفتور
فمـدوا الذراع وحِدُّوا القِرَاع
فيـوم النواصـب منكـم عسـير
وولُّــوا ابـنَ دمنـة أعْمـالَه
تَبُـورُ كمـا المكـر منه يَبُورُ
فقتلا بقتــــلٍ وثَكْلاً بِثَكْـــل
ذَرُوه تجَــزُّ عليــه الشــعور
لتمســى رحـا الحـرب طحَّانـة
مُرَكَّبُهـــا وعليـــه تـــدور
فلا تضـــعفوا إنّ مستنصـــرا
ولـــيّ الإلــه ولــيٌّ نَصــِير
أتُظْلِــمُ مِــنْ رأينــا شـيعة
وفينـا سـِرَاجُ الإلـه المنيـرُ
وتَحْــدُثُ فــي حَــدِّنا نبــوةٌ
وللــه فينــا حُســام شـَهِير
ستغضـــب فــي عَمَــهٍ عصــبةٌ
فتلقـى دِمَـاء الأعـادي تفـور
ويلقــاُهمُ مــن سـطاه ثُبُـورٌ
وشـيكا ويُلْقـى عليهـم ثـبير
وتُســْمَعُ فــي دارهــم صـَيْحَةٌ
تَنُـوب عـن الصُّور إذْ لَيْسَ صُورُ
ويُــدركهم مَـدُّ بحـر الجيـوش
فلا عاصــم منــه حِصـْنٌ وسـور
وتَهْمـي عليهـم سـماءُ الصِّفاح
وســُمرُ الرمــاح فَهَلاّ مجِيــر
فكــم للظُبــا فيهــمُ ملعـبٌ
وكَمْ في الوَغَا من شَبَاها هَرِير
فللسـيف فـي فَلْـقِ عَظْـم طَنِينٌ
وللرمـح فـي فَتْـقِ جِسـْمِ صَرِير
وللــدم إذ ســال منهـم دَوىٌّ
وللـروح إذْ فَـازَ عنهـم خَرِير
وللهـام مـن وقـع ضـرب شهيق
وللقلـب مـن حـر كـرب زفيـر
فـأرْواحُهُم فـي عـذاب السعير
بمـا كَسـَبوا ولـبئس المَصـِير
وأَجســَادُهم فــي الفلا طُعْمَـةٌ
تقاســمها وَحْشــُها والطُيُـور
فقـل لبنـي البَغْـي لا تَعْجَلوا
فقــد آن للأرض منكــم طهـور
وقـــل للطغــاة بإدبــاركم
تَهُـبَّ الصـَّبَا بعد ذا والدَّبُور
حيــاتكم بعــد هــذا ممـات
وظلكــم بعــد هــذا حَــرُور
ورائركــم بعـد هـذا الـردى
ببغيكــم والجحيــم المـزور
لقـد نفـر الـدينُ عـن بقعـة
سـَكَنْتمُ فللسـعد منهـا نفـور
إلـى اللـه وابـن نبي الهدى
إمـاِم الزمـان تَصـِيرُ الأُمـور
إليكـم بنـي المصـطفى خدمـة
تَـوَخَّى بهـا الفَـوْزَ عبدٌ شكور
وإن ابــن موسـى لِمِـنْ حُبِّكـم
أنيــسٌ نهــارا وليلا ســمير
وليــس لــه غيــره مَتْجَــرا
فـــأرجو تجــارته لا تبــور
هبة الله أبو نصر ابن أبي عمران موسى بن داود الشيرازي. المعروف بالمؤيد في الدين داعي الدعاة الفاطمي، من كبار رجالات عصره، وهو صاحب الرسائل المتبادلة مع ابي العلاء المعري، وقد نشرها ابن العديم في ترجمة أبي العلاء، وفعل مثل ذلك ياقوت الحموي. وأثر عن أبي العلاء قوله فيه (والله لو ناظر أرستطاليس لتغلب عليه) ولد في شيراز سنة 390 واتصل في فاتحة شبابه بالملك البويهي أبي كاليجار وشارك في مناظرات العلماء في مجالسه ثم خرج إلى مصر سنة 439 .ويقال كان المدبر الخفي للإطاحة بعرش بني العباس في بغداد سنة 450 ورفع راية الدولة الفاطمية فيهاوفي جواب ابي العلاء على رسالته قوله:قال العبد الضعيف العاجر، أحمد بن عبد الله، بن سليمان: أول ما أبدأ به، أني أعد سيدنا الرئيس الأجل، المؤيد في الدين - أطال الله بقاءه - ممن ورث حكمة الأنبياء، وأعد نفسي الخاطئة من الأغبياء، وهو بكتابه إلي متواضع، ومن أنا؟ حتى يكتب مثله إلى مثلي، مثله في ذلك، مثل الثريا كتب إلى الثرى) وهو صاحب القصة التي اخترعها ابن الهبارية في ذم أبي العلاء في كتابه "فلك المعاني" المشحون كما قال ابن العديم بقول الزور فيما ينقله ويعاني. وفيه قوله: (فليت هذا الجاهل الذي حرم الشرع وبرده، والحق وحلاوته، والهدى ونوره، واليقين وراحته، لم يذع ما هو برىء منه بعيد عنه ولم يقل:غدوت مريض العقل والرأي فأتني لتخـبر أنبـاء الأمـور الصحائححتى سلط الله عليه أبا نصر بن أبي عمران داعي الدعاة بمصر، فقال: أنا ذلك المريض رأياً وعقلاً، وقد أتيتك مستشفياً فاشفني، وجرت بينهما مكاتبات كثيرة، وأمر بإحضاره حلب، ووعده على الإسلام خيراً من بيت المال، فلما علم أبو العلاء أنه يحمل للقتل أو الإسلام سم نفسه فمات.قال ابن العديم: (وابن الهبارية لا يعتمد على ما ينقله، وأبو نصر بن أبي عمران هو هبة الله ابن موسى، المؤيد في الدين، وكان اجتمع بأبي العلاء بمعرة النعمان، وذكرنا فيما نقله ابن الزبير باسناده أنه كانت بينه وبين أبي العلاء صداقة ومراسلة، وذكر حكايته معه.وأما الرسائل التي جرت بينه وبين أبي العلاء فإنني وقفت عليها، وملكتها نسخة، والمؤيد في الدين ابتداه وقال: بلغني عن سيدنا الشيخ بيتاً، وذكر البيت المذكور، وقال: أنا ذلك المريض عقلاً ورأياً وقد أتيتك مستشفياً، لم امتنعت عن أكل اللحم؟فأجابه أبو العلاء أن ذلك لرقة تأخذه على الحيوان، وأن الذي يحصل له من ملكه لا يقوم بسعة النفقه.فأجابه بجواب حسن وقال: إنه قد تقدم إلى الوالي بحلب أن يحمل إليه ما يقوم بكفايته، لا كما ذكر ابن الهبارية بأن يحمل إلى حلب، وأنه وعد عن الاسلام خيراً من بيت المال، فامتنع أبو العلاء عن قبول ما بذله له وأجابه عن كتابه بجواب حسن، فورد جواب المؤيدفي الدين يتضمن الاعتذار إليه عن تكليفه المكاتبة في المعنى المذكور، وشغل خاطره، لا كما ذكر ابن الهبارية.وكذلك قول ابن الهبارية أن أبا العلاء سم نفسه فمات، خطأ فاحش من القول فإن أبا العلاء مات حتف أنفه بمرض أصابه.قال المقريزي في اتعاظ الحنفا:وكان في الدولة داعي الدعاة، ورتبته تلي رتبة قاضي القضاة، ويتزيا بزيه، ولا بد أن يكون عالماً بمذاهب أهل البيت، عليهم السلام، وله أخذ العهد على من ينتقل إلى مذهبه؛ وبين يديه اثنا عشر نقيباً؛ وله نواب في سائر البلاد. ويحضر إليه فقهاء الشيعة بدار العلم ويتفقون على دفتر يقال له مجلس الحكمة يقرأ في كل يوم اثنين وخميس بعد أن تحضر مبيضته إلى داعي الدعاة ويتصفحه ويدخل به إلى الخليفة فيتلوه عليه إن امكن، ويأخذ خطه عليه في ظاهره.