
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا يــا بنــي طـه بِنَفْسـي أَنْتُـم
فـؤادي بكُـمْ مُغْـرًى وقَلْـبي مُغـرمُ
فَــدَيْتُهْمُ طوعــا وإن كنـت فيهـمُ
أراقـب دهـري أن يُـراقَ لـي الدم
أنــاس لهــم جسـمي لكـل كريهـة
مَحَـــلٌ وقلــبي للهمــوم مخِيــم
زوى الـدهر عنـي فيهـمُ سهم خيره
وللشــر منـه بيـن أحشـاي أسـْهُم
تَصــَرَّمَ يَــوْمٌ مــن أمَيَّــةَ جـائر
وعَنــي يَــوم الجَــوْر لا يَتَصــرَّم
لئن كـان منهـم مظلمـاً زَمَـنٌ مضى
فــأظلم منـه ذا الزمـان وأظلـم
وإن كــان شــيعِى تهضــم تــارة
فهـا أنـا ذا طـول المـدى مُتَهَضِّم
أعـاين حتفـي باسـطا لـي ذراعـه
كمـا رام فَتْكـا بالفريسـة ضـَيْغَمُ
وأرقــب أنــي سـاعة بعـد سـاعة
لأنيــابه مُلْقًــى وللفــم ملقــم
إذا مـا طـويت اليـوم أحَسَبُه غدا
وإن مَـرَّ شـَهْرُ الحـج قلـت المحرم
وأضــرب فــي الآفـاق ضـرب مشـرد
غــدا ليـس يـدري أي صـقع يـؤمم
فليــس لــه مــن حَيْــرة متـأخر
وليــس لــه مــن حيــرة متقـدم
أقَضـِّي نهـاري فـي ظلام مـن الجوى
يكــاد لــه يرتــد ليلا فيظلــم
كمـا الليـل أقضـيه سـمير نجومه
فتبكـى لمـا بـي إن بكيـت وتألم
ومـا لـي مـن ذنب سوى أنني امرؤ
لآل رســول اللــه نفســي مُســَلمِّ
رضــيت بحكــم اللـه فـيّ لحبهـم
وهـل دافـع أمـراً به الدهر يحكم
فـإن سـَلِمَتْ نفسـي فتلـك إلى مُنًى
أبلغَّهــا لطفـا مـن اللـه تسـلم
وإن هلكـتْ فـازت فطـوبى لها اذن
وذاك لأن القتـل فـي اللـه مغنـم
كفــاني فخــرا أن أكــون لأحمـد
وعــترته طعــم المنيــة أطعــم
ألسـت الـذي بـالعز جسـمي مـدرع
بهـم وبفخـر العلـم رأسـي معمـم
ألسـت الـذي أجلـو الظلام بِمِقْولي
بَيَانـاً إذا المَنْطِيـقُ بالعيِّ مُلْجَم
وَلـى منهـمُ فـوق السـموات مسـرح
وفــي الملأ الأعلـى مقـام وموسـم
بنـورهم أمشـى وفـي الظُّلَم الورى
وأحيـا وهـم مـوتى النفوس وأنعم
أمـن هـو يهدي في الخطوب ويقتدى
كَمــنْ هــو حيــوان أصـَمُّ وأبكـم
أروح بهــم رَيَّــان والنـاس حُـوَّمُ
وأغـدو بهـم يقظـان والنـاس نُوَّمُ
لقـد نقمـوا مني الهداية والتُقى
وذو العـرش منهـم للضـلالة أنْقـم
وقــد منعــوني جَنَّــةً يسـكنونها
فَهَـانُوا وهَـانَت إنَّهـا لـي جهنـم
أمِنْــتُ الـردى فـي حـب آل محمـد
ولــو إنمــا أمـواجه لـي تلطـم
أيخشـى الردى من ليس إلا إذا غَدَا
بـه نـازلاً مـن خَشـْيَةٍ وهْـوَ يَسـْلَمُ
ومــن دينــه حــب النـبي وآلـه
وذلـــك ديـــن لا محالــة قيــم
نجوم الدجى بين الورى يقتدي بها
رجـوم بهـا كـل الشـياطين ترجـم
عليهــم ســلام مــن سـلام مهيمـن
يصــلى عليهــم دائمــا ويســلم
هبة الله أبو نصر ابن أبي عمران موسى بن داود الشيرازي. المعروف بالمؤيد في الدين داعي الدعاة الفاطمي، من كبار رجالات عصره، وهو صاحب الرسائل المتبادلة مع ابي العلاء المعري، وقد نشرها ابن العديم في ترجمة أبي العلاء، وفعل مثل ذلك ياقوت الحموي. وأثر عن أبي العلاء قوله فيه (والله لو ناظر أرستطاليس لتغلب عليه) ولد في شيراز سنة 390 واتصل في فاتحة شبابه بالملك البويهي أبي كاليجار وشارك في مناظرات العلماء في مجالسه ثم خرج إلى مصر سنة 439 .ويقال كان المدبر الخفي للإطاحة بعرش بني العباس في بغداد سنة 450 ورفع راية الدولة الفاطمية فيهاوفي جواب ابي العلاء على رسالته قوله:قال العبد الضعيف العاجر، أحمد بن عبد الله، بن سليمان: أول ما أبدأ به، أني أعد سيدنا الرئيس الأجل، المؤيد في الدين - أطال الله بقاءه - ممن ورث حكمة الأنبياء، وأعد نفسي الخاطئة من الأغبياء، وهو بكتابه إلي متواضع، ومن أنا؟ حتى يكتب مثله إلى مثلي، مثله في ذلك، مثل الثريا كتب إلى الثرى) وهو صاحب القصة التي اخترعها ابن الهبارية في ذم أبي العلاء في كتابه "فلك المعاني" المشحون كما قال ابن العديم بقول الزور فيما ينقله ويعاني. وفيه قوله: (فليت هذا الجاهل الذي حرم الشرع وبرده، والحق وحلاوته، والهدى ونوره، واليقين وراحته، لم يذع ما هو برىء منه بعيد عنه ولم يقل:غدوت مريض العقل والرأي فأتني لتخـبر أنبـاء الأمـور الصحائححتى سلط الله عليه أبا نصر بن أبي عمران داعي الدعاة بمصر، فقال: أنا ذلك المريض رأياً وعقلاً، وقد أتيتك مستشفياً فاشفني، وجرت بينهما مكاتبات كثيرة، وأمر بإحضاره حلب، ووعده على الإسلام خيراً من بيت المال، فلما علم أبو العلاء أنه يحمل للقتل أو الإسلام سم نفسه فمات.قال ابن العديم: (وابن الهبارية لا يعتمد على ما ينقله، وأبو نصر بن أبي عمران هو هبة الله ابن موسى، المؤيد في الدين، وكان اجتمع بأبي العلاء بمعرة النعمان، وذكرنا فيما نقله ابن الزبير باسناده أنه كانت بينه وبين أبي العلاء صداقة ومراسلة، وذكر حكايته معه.وأما الرسائل التي جرت بينه وبين أبي العلاء فإنني وقفت عليها، وملكتها نسخة، والمؤيد في الدين ابتداه وقال: بلغني عن سيدنا الشيخ بيتاً، وذكر البيت المذكور، وقال: أنا ذلك المريض عقلاً ورأياً وقد أتيتك مستشفياً، لم امتنعت عن أكل اللحم؟فأجابه أبو العلاء أن ذلك لرقة تأخذه على الحيوان، وأن الذي يحصل له من ملكه لا يقوم بسعة النفقه.فأجابه بجواب حسن وقال: إنه قد تقدم إلى الوالي بحلب أن يحمل إليه ما يقوم بكفايته، لا كما ذكر ابن الهبارية بأن يحمل إلى حلب، وأنه وعد عن الاسلام خيراً من بيت المال، فامتنع أبو العلاء عن قبول ما بذله له وأجابه عن كتابه بجواب حسن، فورد جواب المؤيدفي الدين يتضمن الاعتذار إليه عن تكليفه المكاتبة في المعنى المذكور، وشغل خاطره، لا كما ذكر ابن الهبارية.وكذلك قول ابن الهبارية أن أبا العلاء سم نفسه فمات، خطأ فاحش من القول فإن أبا العلاء مات حتف أنفه بمرض أصابه.قال المقريزي في اتعاظ الحنفا:وكان في الدولة داعي الدعاة، ورتبته تلي رتبة قاضي القضاة، ويتزيا بزيه، ولا بد أن يكون عالماً بمذاهب أهل البيت، عليهم السلام، وله أخذ العهد على من ينتقل إلى مذهبه؛ وبين يديه اثنا عشر نقيباً؛ وله نواب في سائر البلاد. ويحضر إليه فقهاء الشيعة بدار العلم ويتفقون على دفتر يقال له مجلس الحكمة يقرأ في كل يوم اثنين وخميس بعد أن تحضر مبيضته إلى داعي الدعاة ويتصفحه ويدخل به إلى الخليفة فيتلوه عليه إن امكن، ويأخذ خطه عليه في ظاهره.