
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمِصــرَ أَم لِرُبــوعِ الشــامِ تَنتَســِبُ
هُنــا العُلا وَهُنــاكَ المَجـدُ وَالحَسـَبُ
رُكنــانِ لِلشــَرقِ لا زالَــت رُبوعُهُمـا
قَلـــبُ الهِلالِ عَلَيهــا خــافِقٌ يَجِــبُ
خِــدرانِ لِلضـادِ لَـم تُهتَـك سـُتورُهُما
وَلا تَحَــــوَّلَ عَـــن مَغناهُمـــا الأَدَبُ
أُمُّ اللُغــاتِ غَــداةَ الفَخــرِ أُمُّهُمـا
وَإِن ســـَأَلتَ عَــنِ الآبــاءِ فَــالعَرَبُ
أَيَرغَبــانِ عَــنِ الحُســنى وَبَينَهُمــا
فــي رائِعـاتِ المَعـالي ذَلِـكَ النَسـَبُ
وَلا يَمُتّـــانِ بِـــالقُربى وَبَينَهُمـــا
تِلـكَ القَرابَـةُ لَـم يُقطَـع لَهـا سـَبَبُ
إِذا أَلَمَّــت بِــوادي النيــلِ نازِلَـةٌ
بــاتَت لَهـا راسـِياتُ الشـامِ تَضـطَرِبُ
وَإِن دَعـا فـي ثَـرى الأَهـرامِ ذو أَلَـمٍ
أَجـــابَهُ فــي ذُرا لُبنــانَ مُنتَحِــبُ
لَــو أَخلَــصَ النيــلُ وَالأُردُنُّ وُدَّهُمـا
تَصــافَحَت مِنهُمــا الأَمــواهُ وَالعُشـُبُ
بِــالوادِيَينِ تَمَشــّى الفَخــرُ مِشـيَتَهُ
يَحُـــفُّ نــاحِيَتَيهِ الجــودُ وَالــدَأَبُ
فَســـالَ هَــذا ســَخاءً دونَــهُ دِيَــمٌ
وَســالَ هَــذا مَضــاءً دونَــهُ القُضـُبُ
نَســيمَ لُبنــانَ كَــم جادَتـكَ عـاطِرَةٌ
مِــنَ الرِيــاضِ وَكَــم حَيّــاكَ مُنسـَكِبُ
فــي الشـَرقِ وَالغَـربِ أَنفـاسٌ مُسـَعَّرَةٌ
تَهفــو إِلَيــكَ وَأَكبــادٌ بِهــا لَهَـبُ
لَــولا طِلابُ العُلا لَــم يَبتَغـوا بَـدَلاً
مِــن طيــبِ رَيّــاكَ لَكِــنَّ العُلا تَعَـبُ
كَــم غــادَةٍ بِرُبــوعِ الشـَأمِ باكِيَـةٍ
عَلــى أَليـفٍ لَهـا يَرمـي بِـهِ الطَلَـبُ
يَمضــــي وَلا حيلَــــةٌ إِلّا عَزيمَتُـــهُ
وَيَنثَنـــي وَحُلاهُ المَجـــدُ وَالـــذَهَبُ
يَكُــرُّ صــَرفُ اللَيـالي عَنـهُ مُنقَلِبـاً
وَعَزمُــهُ لَيــسَ يَــدري كَيــفَ يَنقَلِـبُ
بِـــأَرضِ كـــولُمبَ أَبطــالٌ غَطارِفَــةٌ
أُسـدٌ جِيـاعٌ إِذا مـا ووثِبـوا وَثَبـوا
لَــم يَحمِهِــم عَلَــمٌ فيهــا وَلا عَـدَدٌ
ســِوى مَضــاءٍ تَحــامى وِردَهُ النُــوَبُ
أُســطولُهُم أَمَــلٌ فـي البَحـرِ مُرتَحِـلٌ
وَجَيشــُهُم عَمَــلٌ فــي البَــرِّ مُغتَـرِبُ
لَهُـــم بِكُـــلِّ خِضـــَمٍّ مَســرَبٌ نَهَــجٌ
وَفــي ذُرا كُــلِّ طَــودٍ مَســلَكٌ عَجَــبُ
لَــم تَبــدُ بارِقَـةٌ فـي أُفـقِ مُنتَجَـعٍ
إِلّا وَكـــانَ لَهــا بِالشــامِ مُرتَقِــبُ
مـا عـابَهُم أَنَّهُـم في الأَرضِ قَد نُثِروا
فَالشــُهبُ مَنثـورَةٌ مُـذ كـانَتِ الشـُهُبُ
وَلَــم يَضــِرهُم ســُراءٌ فـي مَناكِبِهـا
فَكُــلِّ حَــيٍّ لَــهُ فـي الكَـونِ مُضـطَرَبُ
رادوا المَناهِلَ في الدُنيا وَلَو وَجَدوا
إِلــى المَجَـرَّةِ رَكبـاً صـاعِداً رَكِبـوا
أَو قيـلَ فـي الشـَمسِ لِلراجيـنَ مُنتَجَعٌ
مَـدّوا لَهـا سـَبَباً في الجَوِّ وَاِنتَدَبوا
سـَعَوا إِلـى الكَسـبِ مَحموداً وَما فَتِئَت
أُمُّ اللُغــاتِ بِــذاكَ الســَعيِ تَكتَسـِبُ
فَــأَينَ كــانَ الشــَآمِيّونَ كـانَ لَهـا
عَيــشٌ جَديــدٌ وَفَضــلٌ لَيــسَ يَحتَجِــبُ
هَــذي يَـدي عَـن بَنـي مِصـرٍ تُصـافِحُكُم
فَصــافِحوها تُصــافِح نَفســَها العَـرَبُ
فَمـا الكِنانَـةُ إِلّا الشـامُ عـاجَ عَلـى
رُبوعِهــا مِــن بَنيهــا ســادَةٌ نُجُـبُ
لَــولا رِجــالٌ تَغـالَوا فـي سِياسـَتِهِم
مِنّــا وَمِنهُـم لَمـا لُمنـا وَلا عَتَبـوا
إِن يَكتُبــوا لِـيَ ذَنبـاً فـي مَـوَدَّتِهِم
فَإِنَّمـا الفَخـرُ في الذَنبِ الَّذي كَتَبوا
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.