
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَــم تَحــتَ أَذيـالِ الظَلامِ مُتَيَّـمُ
دامــي الفُـؤادِ وَلَيلُـهُ لا يَعلَـمُ
مـا أَنـتَ فـي دُنيـاكَ أَوَّلُ عاشـِقٍ
راميـــهِ لا يَحنـــو وَلا يَتَرَحَّــمُ
أَهرَمتَنـي يـا لَيلُ في شَرخِ الصِبا
كَــم فيـكَ سـاعاتٍ تُشـيبُ وَتُهـرِمُ
لا أَنـتَ تَقصـُرُ لـي وَلا أَنـا مُقصِرٌ
أَتعَبتَنـي وَتَعِبـتَ هَـل مَـن يَحكُـمُ
لِلَّــهِ مَوقِفُنــا وَقَــد ناجَيتُهـا
بِعَظيـمِ مـا يُخفـى الفُؤادُ وَيَكتُمُ
قـالَت مَـنِ الشـاكي تُسائِلُ سِربَها
عَنّــي وَمَــن هَـذا الَّـذي يَتَظَلَّـمُ
فَأَجَبنَهــا وَعَجِبـنَ كَيـفَ تَجـاهَلَت
هُــوَ ذَلِــكَ المُتَوَجِّــعُ المُتَـأَلِّمُ
أَنـا مَـن عَرَفتِ وَمَن جَهِلتِ وَمَن لَهُ
لَـــولا عُيونُــكِ حُجَّــةٌ لا تُفحَــمُ
أَســلَمتُ نَفســي لِلهَـوى وَأَظُنُّهـا
مِمّــا يُجَشــِّمُها الهَـوى لا تَسـلَمُ
وَأَتَيـتُ يَحدو بي الرَجاءُ وَمَن أَتى
مُتَحَرِّمـــاً بِفِنـــائِكُم لا يُحــرَمُ
أَشـكو لِـذاتِ الخالِ ما صَنَعَت بِنا
تِلـكَ العُيـونُ وَمـا جَناهُ المِعصَمُ
لا السَهمُ يَرفُقُ بِالجَريحِ وَلا الهَوى
يُبقـي عَلَيـهِ وَلا الصـَبابَةُ تَرحَـمُ
لَـو تَنظُريـنَ إِلَيهِ في جَوفِ الدُجى
مُتَمَلمِلاً مِــن هَــولِ مــا يَتَجَشـَّمُ
يَمشـي إِلـى كَنَـفِ الفِراشِ مُحاذِراً
وَجِلاً يُــــؤَخِّرُ رِجلَـــهُ وَيُقَـــدِّمُ
يَرمـي الفِـراشَ بِنـاظِرَيهِ وَيَنثَني
جَزِعــاً وَيُقـدِمُ بَعـدَ ذاكَ وَيُحجِـمُ
فَكَــأَنَّهُ وَاليَــأسُ يُنشــِفُ نَفسـَهُ
لِلقَتــلِ فَــوقَ فِراشــِهِ يَتَقَــدَّمُ
رُشــِقَت بِـهِ فـي كُـلِّ جَنـبٍ مُديَـةٌ
وَاِنســابَ فيـهِ بِكُـلِّ رُكـنٍ أَرقَـمُ
فَكَـــأَنَّهُ فــي هَــولِهِ وَســَعيرِهِ
وادٍ قَــدِ اِطَّلَعَــت عَلَيــهِ جَهَنَّـمُ
هَــذا وَحَقِّــكَ بَعـضُ مـا كابَـدتُهُ
مِـن ناظِرَيـكَ وَمـا كَتَمتُـكَ أَعظَـمُ
قـالوا أَهَـذا أَنـتَ وَيحَـكَ فَاِتَّئِد
حَتّـامَ تُنجِـدُ فـي الغَـرامِ وَتُتهِمُ
كَـم نَفثَـةٍ لَكَ تَستَثيرُ بِها الهَوى
هــاروتُ فــي أَثنائِهــا يَتَكَلَّـمُ
إِنّـا سـَمِعنا عَنـكَ مـا قَد رابَنا
وَأَطـالَ فيـكَ وَفـي هَـواكَ اللُـوَّمُ
فَـاِذهَب بِسـِحرِكَ قَد عَرَفتُكَ وَاِقتَصِد
فيمــا تُزَيِّــنُ لِلحِســانِ وَتـوهِمُ
أَصـغَت إِلـى قَـولِ الوُشاةِ فَأَسرَفَت
فـي هَجرِهـا وَجَنَـت عَلَـيَّ وَأَجرَموا
حَتّــى إِذا يَئِسَ الطَـبيبُ وَجاءَهـا
أَنّــي تَلِفــتُ تَنَــدَّمَت وَتَنَـدَّموا
وَأَتَـت تَعـودُ مَريضـَها لا بَـل أَتَت
مِنّــي تُشــَيِّعُ راحِلاً لَــو تَعلَــمُ
أَقســَمتُ بِالعَبّــاسِ إِنّــي صـادِقٌ
فَمُريهِـــمُ بِجَلالِــهِ أَن يُقســِموا
مَلِـكٌ عَـدَوتُ عَلـى الزَمـانِ بِحَولِهِ
وَغَــــدَوتُ فـــي آلائِهِ أَتَنَعَّـــمُ
النَجـمُ مِـن حُرّاسـِهِ وَالـدَهرُ مِـن
خُــدّامِهِ وَهــوَ العَزيـزُ المُنعِـمُ
هَلَّلـتُ حيـنَ رَأَيـتُ رَكبَـكَ سـالِماً
وَرَأَيـــتُ عَبّاســاً بِــهِ يَتَبَســَّمُ
وَحَمِــدتُ رَبّــي حيـنَ حَـلَّ عَرينَـهُ
مُتَجَــدِّدَ العَزَمــاتِ ذاكَ الضـَيغَمُ
خَفَقَـت قُلـوبُ المُسـلِمينَ وَأَشـفَقَت
دارُ الخِلافَــةِ وَالمَليــكُ الأَعظَـمُ
وَدَعـا لَـكَ البَيـتُ الحَرامُ فَأَمَّنَت
بَطحــاءُ مَكَّــةَ وَالحَطيـمُ وَزَمـزَمُ
وَدَوى بِمِصـرَ لَـكَ الـدُعاءُ فَنيلُها
وَســـُهولُها وَفَصــيحُها وَالأَعجَــمُ
وَمَشى الصَغيرُ إِلى الكَبيرِ مُسائِلاً
يَتَســـَقَّطُ الأَخبـــارَ أَو يَتَنَســَّمُ
حَتّـى اِطمَـأَنَّت بِالشـِفاءِ نُفوسـُهُم
وَطَلَعـتَ بِالسـَعدِ العَميـمِ عَلَيهِـمُ
مَــولايَ أُمَّتُــكَ الوَديعَـةُ أَصـبَحَت
وَعُــرا المَــوَدَّةِ بَينَهـا تَتَفَصـَّمُ
نـادى بِهـا القِبطِـيُّ مِلـءَ لَهاتِهِ
أَن لا سـَلامَ وَضـاقَ فيهـا المُسـلِمُ
وَهـمٌ أَغـارَ عَلـى النُهـى وَأَضَلَّها
فَجَــرى الغَبِـيُّ وَأَقصـَرَ المُتَعَلِّـمُ
فَهِمـوا مِـنَ الأَديـانِ ما لا يَرتَضي
ديــنٌ وَلا يَرضــى بِـهِ مَـن يَفهَـمُ
مــاذا دَهــا قِبطِـيَّ مِصـرَ فَصـَدَّهُ
عَــن وُدِّ مُســلِمِها وَمـاذا يَنقِـمُ
وَعَلامَ يَخشــى المُسـلِمينَ وَكَيـدَهُم
وَالمُســلِمونَ عَـنِ المَكايِـدِ نُـوَّمُ
قَـد ضـَمَّنا أَلَـمُ الحَيـاةِ وَكُلُّنـا
يَشـكو فَنَحـنُ عَلـى السَواءِ وَأَنتُمُ
إِنّــي ضـَمينُ المُسـلِمينَ جَميعُهُـم
أَن يُخلِصــوا لَكُــم إِذا أَخلَصـتُمُ
رَبِّ الأَريكَــةِ إِنَّنــا فــي حاجَـةٍ
لِجَميــلِ رَأيِــكَ وَالحَـوادِثُ حُـوَّمُ
فَـأَفِض عَلَينـا مِـن سـَمائِكَ حِكمَـةً
تَأسـو القُلـوبَ فَـإِنَّ رَأيَـكَ أَحكَمُ
وَاِجمَـع شـَتاتَ العُنصـُرَينِ بِعَزمَـةٍ
تَــأتي عَلـى هَـذا الخِلافِ وَتَحسـِمُ
فَكِلاهُمــا لِعَزيــزِ عَرشــِكَ مُخلِـصٌ
وَكِلاهُمـــا بِرِضــاكَ صــَبٌّ مُغــرَمُ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.