
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجــادَ مَطــرانٌ كَعـاداتِهِ
وَهَكَــذا يُــؤثَرُ عَــن قُـسِّ
فَـإِن أَقِـف مِن بَعدِهِ مُنشِداً
فَإِنَّمــا مِـن طِرسـِهِ طِرسـي
وَإِن رَأَيتُـم فـي يَدي زَهرَةً
فَإِنَّهــا مِـن ذَلِـكَ الغَـرسِ
رَثـى حَبيبـاً وَرَثـى بَعـدَهُ
لِـذَلِكَ المـوفي عَلى الرِمسِ
كانـا إِذا ما ظَهَرا مِنبَراً
حَلّا مِـنَ السـامِعِ في النَفسِ
فَأَصـبَحا هَـذا طَواهُ الرَدى
وَذاكَ نَهـبٌ فـي يَـدِ البُؤسِ
لَـولا سـَليمٌ لَـم يَقُل قائِلٌ
وَلَـم يَجُـد مَـن جادَ بِالأَمسِ
لِلَّــهِ مــا أَشــجَعَهُ إِنَّـهُ
ذو مِــرَّةٍ فينـا وَذو بَـأسِ
يَقـومُ فـي مَشـروعِهِ نافِذاً
كَــأَنَّهُ عَنتَــرَةُ العَبســي
تَلقاهُ في الجِدِّ كَما تَبتَغي
وَتـارَةً تَلقـاهُ فـي الهَلسِ
سـَركيسُ إِن راقَـكَ ما قُلتُهُ
فـي مَعرِضِ الهَزلِ فَقُل مِرسي
أُقســــِمُ بِـــاللَهِ وَآلائِهِ
بِعَرشـِهِ بِـاللَوحِ بِالكُرسـِي
بِـالخُنَّسِ الكُنَّـسِ في سَبحِها
بِالبَـدرِ فـي مَرآهُ بِالشَمسِ
بِــأَنَّ هَــذا عَمَــلٌ صـالِحٌ
قامَ بِهِ هَذا الفَتى القُدسي
ذَكَّرَنـا وَالمَـرءُ مِـن نَفسِهِ
وَعَيشــِهِ فـي شـاغِلٍ يُنسـي
بِـالواجِبِ الأَقدَسِ في حَقِّ مَن
بـاعَتهُ مِصـرٌ بَيعَـةَ الوَكسِ
هَـذا أَبو العَدلِ فَمَن خالَهُ
حَيّـاً فَمـا خالَ سِوى العَكسِ
كـانَت لَـهُ فـي حَلقِهِ ثَروَةٌ
مِـن نَـبرَةٍ تُشـجي وَمِن جَرسِ
فَغالَهـا الـدَهرُ كَما غالَهُ
حَتّـى غَـدا كَالطَلَـلِ الدَرسِ
فَاِكتَسِبوا الأَجرَ وَلا تَبتَغوا
شــِراءَهُ بِــالثَمَنِ البَخـسِ
إِنّي أَرى التَمثيلَ في غَمرَةٍ
غـامِرَةٍ تَـدعو إِلـى اليَأسِ
لَـم يَرمِهِ في شَرخِهِ ما رَمى
لَـو كـانَ مَبنِيّـاً عَلـى أُسِّ
أَكُلَّمــا خَفَّــت بِـهِ صـَحوَةٌ
مِــن دائِهِ عوجِـلَ بِـالنَكسِ
إِن تُغفِلــوا دارِسَ آثـارِهِ
عَفّـى عَلَيها الدَهرُ بِالطَمسِ
أَعجَزَهـا النُطقُ فَجاءَت بِنا
نَنـوبُ عَـن أَلسـُنِها الخُرسِ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.