
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَقَــفَ الخَلــقُ يَنظُـرونَ جَميعـاً
كَيـفَ أَبنـي قَواعِـدَ المَجدِ وَحدي
وَبُنـاةُ الأَهـرامِ فـي سالِفِ الدَه
رِ كَفَــوني الكَلامَ عِنـدَ التَحَـدّي
أَنـا تـاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَر
قِ وَدُرّاتُـــهُ فَـــرائِدُ عِقـــدي
أَيُّ شـَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ النا
سَ جَمـالاً وَلَـم يَكُـن مِنـهُ عِنـدي
فَتُرابــي تِــبرٌ وَنَهــري فُـراتٌ
وَســـَمائي مَصــقولَةٌ كَالفِرِنــدِ
أَينَمــا سـِرتَ جَـدوَلٌ عِنـدَ كَـرمٍ
عِنــدَ زَهــرٍ مُــدَنَّرٍ عِنـدَ رَنـدِ
وَرِجـالي لَـو أَنصـَفوهُم لَسـادوا
مِـن كُهـولٍ مِلـءِ العُيـونِ وَمُـردِ
لَـو أَصـابوا لَهُـم مَجـالاً لَأَبدَوا
مُعجِـزاتِ الـذَكاءِ فـي كُـلِّ قَصـدِ
إِنَّهُــم كَالظُبــا أَلَــحَّ عَلَيهـا
صــَدَأُ الـدَهرِ مِـن ثَـواءِ وَغِمـدِ
فَــإِذا صــَيقَلُ القَضــاءِ جَلاهـا
كُـنَّ كَـالمَوتِ مـا لَـهُ مِـن مَـرَدِّ
أَنــا إِن قَــدَّرَ الإِلَــهُ مَمـاتي
لا تَـرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي
مــا رَمــاني رامٍ وَراحَ سـَليماً
مِـن قَـديمٍ عِنايَـةُ اللَـهُ جُنـدي
كَــم بَغَــت دَولَـةٌ عَلَـيَّ وَجـارَت
ثُـمَّ زالَـت وَتِلـكَ عُقـبى التَعَدّي
إِنَّنـــي حُــرَّةٌ كَســَرتُ قُيــودي
رَغـمَ رُقـبى العِـدا وَقَطَّعـتُ قِدّي
وَتَمـــاثَلتُ لِلشــِفاءِ وَقَــد دا
نَيـتُ حَينـي وَهَيَّـأَ القَـومُ لَحدي
قُـل لِمَـن أَنكَـروا مَفـاخِرَ قَومي
مِثـلَ مـا أَنكَـروا مَـآثِرَ وُلـدي
هَــل وَقَفتُـم بِقِمَّـةِ الهَـرَمِ الأَك
بَــرِ يَومـاً فَرَيتُـمُ بَعـضَ جُهـدي
هَـل رَأَيتُم تِلكَ النُقوشَ اللَواتي
أَعَجَــزَت طَــوقَ صـَنعَةِ المُتَحَـدّي
حـالَ لَـونُ النَهارِ مِن قِدَمِ العَه
دِ وَمــا مَـسَّ لَونَهـا طـولُ عَهـدِ
هَـل فَهِمتُـم أَسرارَ ما كانَ عِندي
مِــن عُلـومٍ مَخبـوءَةٍ طَـيَّ بَـردي
ذاكَ فَـنُّ التَحنيـطِ قَد غَلَبَ الدَه
رَ وَأَبلــى البِلـى وَأَعجَـزَ نِـدّي
قَـد عَقَـدتُ العُهودَ مِن عَهدِ فِرعَو
نَ فَفــي مِصــرَ كــانَ أَوَّلُ عَقـدِ
إِنَّ مَجــدي فـي الأولَيـاتِ عَريـقٌ
مَـن لَـهُ مِثـلَ أولَيـاتي وَمَجـدي
أَنـا أُمُّ التَشـريعِ قَد أَخَذَ الرو
مـانُ عَنّـي الأُصـولَ فـي كُـلِّ حَـدِّ
وَرَصــَدتُ النُجــومَ مُنـذُ أَضـاءَت
فـي سـَماءِ الـدُجى فَأَحكَمتُ رَصدي
وَشـــَدا بَنتَئورَ فَــوقَ رُبــوعي
قَبـلَ عَهـدِ اليونانِ أَو عَهدِ نَجدِ
وَقَــديماً بَنـى الأَسـاطيلَ قَـومي
فَفَرَقــنَ البِحـارَ يَحمِلـنَ بَنـدي
قَبـلَ أُسـطولِ نِلسـُنٍ كـانَ أُسـطو
لــي سـَرِيّاً وَطـالِعي غَيـرَ نَكـدِ
فَسـَلوا البَحـرَ عَـن بَلاءِ سـَفيني
وَسـَلوا البَـرَّ عَـن مَواقِـعِ جُردي
أَتُرانــي وَقَــد طَــوَيتُ حَيـاتي
فـي مِـراسٍ لَم أَبلُغِ اليَومَ رُشدي
أَيُّ شـــَعبٍ أَحَــقُّ مِنّــي بِعَيــشٍ
وارِفِ الظِـلِّ أَخضـَرِ اللَـونِ رَغـدِ
أَمِــنَ العَـدلِ أَنَّهُـم يَـرِدونَ ال
مــاءَ صــَفواً وَأَن يُكَــدَّرَ وِردي
أَمِــنَ الحَـقِّ أَنَّهُـم يُطلِقـونَ ال
أُســدَ مِنهُــم وَأَن تُقَيَّـدَ أُسـدي
نِصـــفُ قَــرنٍ إِلّا قَليلاً أُعــاني
مــا يُعــاني هَـوانَهُ كُـلُّ عَبـدِ
نَظَــرَ اللَـهُ لـي فَأَرشـَدَ أَبنـا
ئي فَشــَدّوا إِلــى العُلا أَيَّ شـَدِّ
إِنَّمـا الحَـقُّ قُـوَّةٌ مِن قُوى الدَي
يـانِ أَمضـى مِـن كُـلِّ أَبيَضَ هِندي
قَــد وَعَــدتُ العُلا بِكُــلِّ أَبِــيٍّ
مِـن رِجالي فَأَنجِزوا اليَومَ وَعدي
أَمهِروهــا بِـالروحِ فَهـيَ عَـروسٌ
تَسـنَأُ المَهـرَ مِـن عُـروضٍ وَنَقـدِ
وَرِدوا بــي مَناهِـلَ العِـزِّ حَتّـى
يَخطُـبَ النَجـمُ فـي المَجَـرَّةِ وُدّي
وَاِرفَعوا دَولَتي عَلى العِلمِ وَالأَخ
لاقِ فَــالعِلمُ وَحـدَهُ لَيـسَ يُجـدي
وَتَواصـَوا بِالصَبرِ فَالصَبرُ إِن فا
رَقَ قَومــاً فَمــا لَـهُ مِـن مَسـَدِّ
خُلُـقُ الصـَبرِ وَحـدَهُ نَصـَرَ القَـو
مَ وَأَغنــى عَــنِ اِختِــراعٍ وَعَـدِّ
شــَهِدوا حَومَــةَ الـوَغى بِنُفـوسٍ
صــابِراتٍ وَأَوجُــهٍ غَيــرِ رُبــدِ
فَمَحا الصَبرُ آيَةَ العِلمِ في الحَر
بِ وَأَنحــى عَلــى القَـوِيِّ الأَشـَدِّ
إِنَّ فـي الغَـربِ أَعيُنـاً راصـِداتٍ
كَحَلَتهــا الأَطمـاعُ فيكُـم بِسـُهدِ
فَوقَهــا مِجهَــرٌ يُريهـا خَفايـا
كَــم وَيَطــوي شـُعاعُهُ كُـلَّ بُعـدِ
فَاِتَّقوهـــا بِجُنَّـــةٍ مِــن وِئامٍ
غَيــرِ رَثِّ العُــرا وَســَعيٍ وَكَـدِّ
وَاِصـفَحوا عَن هَناتِ مَن كانَ مِنكُم
رُبَّ هــافٍ هَفـا عَلـى غَيـرِ عَمـدِ
نَحـنُ نَجتـازُ مَوقِفـاً تَعثُـرُ الآ
راءُ فيـهِ وَعَـثرَةُ الـرَأيِ تُـردي
وَنُعيــرُ الأَهـواءَ حَربـاً عَوانـاً
مِـن خِلافٍ وَالخُلـفُ كَالسـِلِّ يُعـدي
وَنُــثيرُ الفَوضـى عَلـى جـانِبَيهِ
فَيُعيــدُ الجَهـولُ فيهـا وَيُبـدي
وَيَظُـــنُّ الغَـــوِيُّ أَن لا نِظــامٌ
وَيَقــولُ القَــوِيُّ قَـد جَـدَّ جِـدّي
فَقِفـوا فيهِ وَقفَةَ الحَزمِ وَاِرموا
جـــانِبَيهِ بِعَزمَـــةِ المُســتَعِدِّ
إِنَّنــا عِنــدَ فَجـرِ لَيـلٍ طَويـلٍ
قَــد قَطَعنـاهُ بَيـنَ سـُهدٍ وَوَجـدِ
غَمَرَتنــا ســودُ الأَهاويـلِ فيـهِ
وَالأَمـــانِيُّ بَيــنَ جَــزرٍ وَمَــدِّ
وَتَجَلّــــى ضـــِياؤُهُ بَعـــدَ لَأيٍ
وَهــوَ رَمــزٌ لِعَهــدِيَ المُسـتَرَدِّ
فَاِسـتَبينوا قَصـدَ السَبيلِ وَجِدّوا
فَالمَعـــالي مَخطوبَــةٌ لِلمُجِــدِّ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.