
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا وَالأَســـى وَتَلَهُّــبِ الأَحشــاءِ
مـا بـاتَ بَعـدَكَ مُعجَـبٌ بِوَفـاءِ
أَنّـى حَلَلـتُ أَرى عَلَيـكَ مَآتِمـاً
فَلِمَـن أُوَجِّـهُ فيـكَ حُسـنَ عَزائي
لِبَنيـكَ أَم لِذَويكَ أَم لِلكَونِ أَم
لِلــدَهرِ أَم لِجَماعَـةِ الجَـوزاءِ
أَودى ســُلَيمانٌ فَــأَودى بَعـدَهُ
حُسـنُ الوَفـاءِ وَبَهجَـةُ العَلياءِ
لا تَحمِلوهُ عَلى الرِقابِ فَقَد كَفى
مــا حُمِّلَــت مِـن مِنَّـةٍ وَعَطـاءِ
وَذَروا عَلـى نَهرِ المَدامِعِ نَعشَهُ
يَســري بِـهِ لِلرَوضـَةِ الفَيحـاءِ
تَـاللَهِ لَـو عَلِمَـت بِـهِ أَعوادُهُ
مُــذ لامَســَتهُ لَأَورَقَـت لِلـرائي
خُلُقٌ كَضَوءِ البَدرِ أَو كَالرَوضِ أَو
كَـالزَهرِ أَو كَالخَمرِ أَو كَالماءِ
وَشـَمائِلٌ لَـو مازَجَت طَبعَ الدُجى
مـا بـاتَ يَشكوهُ المُحِبُّ النائي
وَمَحامِــدٌ نَســَجَت لَـهُ أَكفـانَهُ
مِــن عِفَّــةٍ وَســَماحَةٍ وَإِبــاءِ
وَمَنـاقِبٌ لَـولا المَهابَةُ وَالتُقى
قُلنــا مَنـاقِبُ صـاحِبِ الإِسـراءِ
وَعَـزائِمٌ كـانَت تَفُـلُّ عَزائِمَ ال
أَحـــداثِ وَالأَيّــامِ وَالأَعــداءِ
عَطَّلـتَ فَـنَّ الشِعرِ بَعدَكَ وَاِنطَوى
أَجَـلُ القَريـضِ وَمَوسـِمُ الشُعَراءِ
وَاللُؤلُـؤُ اِستَعصـى عَلَينا نَظمُهُ
بِســُموطِ مَـدحٍ أَو سـُموطِ هَنـاءِ
إِلّا عَلــى طَــرفٍ بَكـاكَ وَشـاعِرٍ
أَحيـا عَلَيـكَ مَراثِـيَ الخَنسـاءِ
شـَوَّقتَنا لِلتُـربِ بَعـدَكَ وَاِشتَهى
فيـهِ الإِقامَـةَ واحِـدُ العَـذراءِ
ثَبِّـت فُـؤادَكَ يـا قَليـلَ تَصَبُّري
وَاِشــرَح لِآلِ أَباظَــةٍ بُرَحــائي
فـي جَنَّـةِ الفِردَوسِ باتَ عَزيزُهُم
ضـَيفاً بِسـاحَةِ أَكـرَمِ الكُرَمـاءِ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.