
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعـاني رِفـاقي وَالقَـوافي مَريضـَةٌ
وَقَـد عَقَـدَت هـوجُ الخُطـوبِ لِسـاني
فَجِئتُ وَبـي مـا يَعلَمُ اللَهُ مِن أَسىً
وَمِــن كَمَــدٍ قَــد شـَفَّني وَبَرانـي
مَلِلــتُ وُقــوفي بَينَكُــم مُتَلَهِّفـاً
عَلــى راحِــلٍ فــارَقتُهُ فَشــَجاني
أَفـي كُـلَّ يَـومٍ يَبضـَعُ الحُزنُ بَضعَةً
مِـنَ القَلـبِ إِنّـي قَـد فَقَدتُ جَناني
كَفـانِيَ مـا لُقّيـتُ مِـن لَوعَةِ الأَسى
وَمـا نـابَني يَـومَ الإِمـامِ كَفـاني
تَفَــرَّقَ أَحبــابي وَأَهلــي وَأَخَّـرَت
يَـدُ اللَـهِ يَـومي فَـاِنتَظَرتُ أَواني
وَمـا لـي صـَديقٌ إِن عَثَـرتُ أَقالَني
وَمـا لـي قَريـبٌ إِن قَضـَيتُ بَكـاني
أَرانِـيَ قَـد قَصـَّرتُ فـي حَـقِّ صُحبَتي
وَتَقصــيرُ أَمثــالي جِنايَـةُ جـاني
فَلا تَعــذِروني يَـومَ فَتحـي فَـإِنَّني
لَأَعلَـــمُ مـــا لا يَجهَـــلُ الثَقَلانِ
فَقَـد غـابَ عَنّـا يَومَ غابَ وَلَم يَكُن
لَــهُ بَيـنَ هـالاتِ النَوابِـغِ ثـاني
وَفــي ذِمَّــتي لِليــازِجِيِّ وَديعَــةٌ
وَأُخــرى لِزَيــدانٍ وَقَــد سـَبَقاني
فَيا لَيتَ شِعري ما يَقولانِ في الثَرى
إِذا اِلتَقَيـا يَومـاً وَقَـد ذَكَرانـي
وَقَـد رَمَيـا بِـالطَرفِ بَيـنَ جُموعِكُم
وَلَـم يَشـهَدا فـي المَشهَدَينِ مَكاني
أَيَجمُـلُ بـي هَـذا العُقـوقُ وَإِنَّمـا
عَلـى غَيـرِ هَـذا العَهدِ قَد عَرَفاني
دَعـاني وَفـائي يَـومَ ذاكَ فَلَم أَكُن
ضــَنيناً وَلَكِــنَّ القَريــضَ عَصـاني
وَقَــد تُخــرِسُ الأَحـزانُ كُـلَّ مُفَـوَّهٍ
يُصــَرِّفُ فــي الإِنشــادِ كُـلَّ عِنـانِ
أَأَنسـاهُما وَالعِلـمُ فَـوقَ ثَراهُمـا
تَنَكَّـــسَ مِـــن أَعلامِـــهِ عَلَمــانِ
وَكَــم فُـزتُ مِـن رَبِّ الهِلالِ بِحِكمَـةٍ
وَكَـم زِنـتُ مِـن رَبِّ الضـِياءِ بَياني
أَزَيــدانُ لا تَبعُــد وَتِلــكَ عُلالَـةٌ
يُنـادي بِهـا النـاعونَ كُـلَّ حُسـانِ
لَـكَ الأَثَـرُ الباقي وَإِن كُنتَ نائِياً
فَــأَنتَ عَلـى رَغـمِ المَنِيَّـةِ دانـي
وَيــا قَـبرَ زَيـدانٍ طَـوَيتَ مُؤَرِّخـاً
تَجَلّــى لَــهُ مـا أَضـمَرَ الفَتَيـانِ
وَعَقلاً وَلوعـــاً بِــالكُنوزِ فَــإِنَّهُ
عَلــى الــدُرِّ غَـوّاصٌ بِبَحـرِ عُمـانِ
وَعَزمــاً شـَآمِيّاً لَـهُ أَينَمـا مَضـى
شـــَبا هِنــدُوانِيٍّ وَحَــدُّ يَمــاني
وَكَفّـاً إِذا جـالَت عَلى الطِرسِ جَولَةً
تَمايَــلَ إِعجابــاً بِهـا البَلَـدانِ
أَشــادَت بِـذِكرِ الراشـِدينَ كَأَنَّمـا
فَـتى القُـدسِ مِمّـا يُنبِـتُ الحَرَمانِ
ســَأَلتُ حُمــاةَ النَـثرِ عَـدَّ خِلالِـهِ
فَمـا لـي بِمـا أَعيا القَريضَ يَدانِ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.