
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـن لَم يَذُق فَقدَ أَليفِ الصِبا
لَـم يَـدرِ ما أُبدي وَما أُضمِرُ
أَفقَـدَني المَـوتُ بِـهِ وافِيـاً
لا يَعــرِفُ الخَتــلَ وَلا يَغـدِر
تَقـرَأُ فـي عَينَيـهِ كُـلَّ الَّذي
فـي نَفسـِهِ عَـن نَفسـِهِ يَسـتُرُ
ثَلاثَــةٌ لَــم تَعـرُ عَـن عِفَّـةٍ
لِســـانُهُ وَالــذَيلُ وَالمِئزَرُ
قَــد كــانَ مِتلافـاً لِأَمـوالِهِ
وَكــانَ نَهّاضــاً بِمَـن يَعثُـرُ
أَوشـــَكَ أَن يُفقِــرَهُ جــودُهُ
وَمِـن صـُنوفِ الجـودِ ما يُفقِرُ
أُصـيبَ فيهِ المَجدُ يَومَ اِنطَوى
وَالعُـرفُ وَالسـائِلُ وَالمُعسـِرُ
كُنّـا عَلـى عَهـدِ الصِبا سَبعَةً
بِمُســتَطابِ اللَهــوِ نَسـتَأثِرُ
البــابِلي صــَفوَةُ فِتيانِنـا
وَاِبنُ المولِحي الكاتِبُ الأَشهَرُ
وَصــادِقٌ خَيــرُ بَنــي ســَيِّدٍ
وَبَيـــرَمٌ إِذ عــودُهُ أَخضــَرُ
وَكـانَ عَبـدُ اللَـهِ أُنساً لَنا
وَأُنــسُ عَبـدِ اللَـهِ لا يُنكَـرُ
لَهـوٌ كَريـمٌ لَـم يَشـُب صـَفوَهُ
رِجــسٌ وَلَـم يَشـهَدهُ مُسـتَهتِرُ
فَكَــم لَنـا مِـن مَجلِـسٍ طَيِّـبٍ
يَشــتاقُهُ هــارونُ أَو جَعفَـرُ
نَلعَـبُ بِـاللَفظِ كَمـا نَشـتَهي
وَنُضـمِرُ المَعنـى فَمـا يَظهَـرُ
وَنُرســِلُ النُكتَــةَ مَحبوكَــةً
عَـن غَيرِنا في الحُسنِ لا تَصدُرُ
ثُـمَّ اِنطَـوى هَـذا وَهَـذا وَما
يُطــوى مِـنَ الأَيّـامِ لا يُنشـَرُ
كَـم دَوحَـةٍ أَودى بِهـا عاصـِفٌ
وَالنَجــمُ مِـن مَـأمَنِهِ يَنظُـرُ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.