
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبكـي وَعَيـنُ الشَرقِ تَبكي مَعي
عَلـى الأَريـبِ الكـاتِبِ الأَلمَعي
جَـرى عَصـِيُّ الـدَمعِ مِـن أَجلِـهِ
فَـزادَ فـي الجـودِ عَلى الطَيِّعِ
نَقـصٌ مِـنَ الشـَرقِ وَمِـن زَهـوِهِ
فَقـدُ اليَـراعِ المُعجِزِ المُبدِعِ
لَيــسَ لِمِصــرٍ فــي رِجالاتِهـا
حَـــظٌّ وَلا لِلشــامِ فــي أَروَعِ
مُصــابُ صــَرّوفٍ مُصـابُ النُهـى
فَليَبكِــهِ كُــلَّ فُــؤادٍ يَعــي
كُـــرِّمَ بِـــالأَمسِ وَأَكفـــانُهُ
تَنســِجُها الأَقــدارُ لِلمَصــرَعِ
يــا صــائِغَ الـدُرِّ لِتَكريمِـهِ
صــُغهُ لِمَنعــاهُ مِــنَ الأَدمُـعِ
قَــد زَيَّــنَ العِلــمَ بِـأَخلاقِهِ
فَعـاشَ مِلـءَ العَيـنِ وَالمَسـمَعِ
تَواضــُعٌ وَالكِـبرُ دَأبُ الفَـتى
خَلا مِــنَ الفَضــلِ فَلَـم يَنفَـعِ
تَواضــُعُ العِلــمِ لَــهُ رَوعَـةٌ
يَنهــارُ مِنهـا صـَلَفُ المُـدَّعي
وَحُلَّــةُ الفَضــلِ لَهــا شـارَةٌ
أَزهـى مِـنَ السـَيفَينِ وَالمِدفَعِ
يُشــبِعُ مَــن حَصـَّلَ مِـن عِلمِـهِ
وَهـوَ مِـنَ التَحصـيلِ لَـم يَشبَعِ
مُبَكِّــــرٌ تَحســـَبُهُ طالِبـــاً
يُسـابِقُ الفَجـرَ إِلـى المَطلَـعِ
قَــد غــالَتِ الأَسـقامُ أَضـلاعَهُ
وَالـرَأسُ فـي شـُغلٍ عَـنِ الأَضلُعِ
مــاتَ وَفــي أَنمُلِــهِ صــارِمٌ
لَـم يَنبُ في الضَربِ عَنِ المَقطَعِ
صــاحَبَهُ خَمســينَ عامـاً فَلَـم
يَخُــن لَـهُ عَهـداً وَلَـم يَخـدَعِ
مُوَفَّقــاً أَنّــى جَــرى مُلهَمـاً
مـا ضـَلَّ في الوِردِ عَنِ المَشرَعِ
لَــم يَــبرِهِ بـارٍ سـِوى رَبِّـهِ
وَلَــم يَحُــزهُ جاهِـلٌ أَو دَعـي
في النَقلِ وَالتَصنيفِ أَربى عَلى
مَـدى اِبـنِ بَحـرٍ وَمَدى الأَصمَعي
أَيَّ ســَبيلٍ لِلهُــدى لَـم يَـرِد
وَأَيُّ بــابٍ مِنــهُ لَــم يَقـرَعِ
يَقتَطِـــفُ الزَهــرَ وَيَختــارُهُ
كَالنَحـلِ لا يَعفـو عَـنِ الأَينَـعِ
فَتَحســَبُ القُــرّاءَ فــي جَنَّـةٍ
عُقــولُهُم فـي رَوضـِها تَرتَعـي
صــَرّوفُ لا تَبعُـد فَلَسـتَ الَّـذي
يَطــويهِ طـاوي ذَلِـكَ المَضـجَعِ
أَســـكَتَكَ المَـــوتُ وَلَكِنَّـــهُ
لَـم يُسـكِتِ الآثـارَ في المَجمَعِ
ذِكـــراكَ لا تَنفَــكُّ مَوصــولَةً
فـي مَعهَـدِ العِلمِ وَفي المَصنَعِ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.