
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَضـَيتَ وَنَحـنُ أَحـوَجُ مـا نَكونُ
إِلَيــكَ وَمِثـلُ خَطبِـكَ لا يَهـونُ
بِرَغـمِ النيلِ أَن عَدَتِ العَوادي
عَلَيــكَ وَأَنـتَ خـادِمُهُ الأَميـنُ
بِرَغـمِ الثَغـرِ أَن غُيِّبـتَ عَنـهُ
وَأَن نَزَلَــت بِسـاحَتِكَ المَنـونُ
أَجَـلُّ مُنـاهُ لَـو يَحويـكَ مَيتاً
لِيَجبُــرَ كَســرَهُ ذاكَ الـدَفينُ
أَسـالَ مِـنَ الدُموعِ عَلَيكَ بَحراً
تَكــادُ بِلُجِّـهِ تَجـري السـَفينُ
وَقــامَ النادِبــاتُ بِكُـلِّ دارٍ
وَكَبَّــرَ فــي مَــآذِنِهِ الأَذيـنُ
أُصــيبَ بِــذي مَضــاءٍ أَريَحِـيٍّ
بِــهِ عِنـدَ الشـَدائِدِ يَسـتَعينُ
فَـتى الفِتيانِ غالَتكَ المَنايا
وَغُصـــنُكَ لا تُطــاوِلُهُ غُصــونُ
صــَحِبتُكَ حِقبَــةً فَصـَحِبتُ حُـرّاً
أَبِيّـــاً لا يُهــانُ وَلا يُهيــنُ
نَبيــلَ الطَبـعِ لا يَغتـابُ خِلّاً
وَلا يُــؤذي العَشـيرَ وَلا يَميـنُ
تَطَـوَّعَ فـي الجِهـادِ لِوَجهِ مِصرٍ
فَمـا حـامَت حَـوالَيهِ الظُنـونُ
وَلَـم يَثـنِ الوَعيـدُ لَهُ عِناناً
وَلَـم تَحنَـث لَـهُ أَبَـداً يَميـنُ
وَلَـم تَنـزِل بِعِزَّتِـهِ الـدَنايا
وَلَــم يَعلَــق بِــهِ ذُلٌّ وَهـونُ
مَضـى لِسـَبيلِهِ لَـم يَحـنِ رَأساً
وَلَـم يَـبرَح سـَريرَتَهُ اليَقيـنُ
تَرَكــتَ أَليفَـةً تَرجـو مُعينـاً
وَلَيـسَ سـِوى الدُموعِ لَها مُعينُ
تَنـوحُ عَلى القَرينِ وَأَينَ مِنها
وَقَـد غـالَ الرَدى ذاكَ القَرينُ
سـَمِعتُ أَنينَهـا وَاللَيـلُ سـاجٍ
فَمَــزَّقَ مُهجَــتي ذاكَ الأَنيــنُ
فَقَـد عـانَيتُ قِـدماً ما يُعاني
عَلــى عِلّاتِـهِ القَلـبُ الحَزيـنُ
مِـنَ الخَفِـراتِ قَـد نَعِمَت بِزَوجٍ
ســـَما بِجَلالِـــهِ أَدَبٌ وَديــنُ
أَقـامَت فـي النَعيمِ وَلَم تُرَوَّع
فَكُــلُّ حَياتِهــا رَغَــدٌ وَليـنُ
لَقَـد نَسـَجَ العَفـافُ لَها رِداءً
وَزانَ رِداءَهـا الخِـدرُ المَصونُ
دَهاها المَوتُ في الإِلفِ المُفَدّى
وَكَـدَّرَ صـَفوَها الـدَهرُ الخَؤونُ
فَكـادَ مُصـابُها يَـأتي عَلَيهـا
لِســاعَتِها وَتَقتُلُهـا الشـُجونُ
رَبيبَـةُ نِعمَـةٍ لَـم تَبـلُ حُزناً
وَلَـم تَشـرَق بِأَدمُعِهـا الجُفونُ
وَفَــت لِأَليفِهــا حَيّـاً وَمَيتـاً
كَـذاكَ كَريمَـةُ اللَـوزِي تَكـونُ
ســَتَكفيها العِنايَـةُ كُـلَّ شـَرٍّ
وَيَحـرُسُ خِـدرَها الـروحُ الأَمينُ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.