
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَحِــمَ اللَـهُ صـاحِبَ النَظَـراتِ
غـابَ عَنّـا فـي أَحـرَجِ الأَوقاتِ
يـا أَميرَ البَيانِ وَالأَدَبِ النَض
رِ لَقَـد كُنـتَ فَخـرَ أُمِّ اللُغاتِ
كَيـفَ غادَرتَنـا سـَريعاً وَعَهدي
بِـكَ يـا مُصـطَفى كَـثيرِ الأَناةِ
أَقفَـرَت بَعـدَكَ الأَساليبُ وَاِستَر
خـى عِنـانُ الرَسائِلِ المُمتِعاتِ
جَمَحَـت بَعـدَكَ المَعـاني وَكانَت
سَلِســاتِ القِيــادِ مُبتَــدَراتِ
وَأَقـامَ البَيـانُ فـي كُـلِّ نادٍ
مَأتَمــاً لِلبَـدائِعِ الرَائِعـاتِ
لَطَمَــت مَجــدُلينُ بَعـدَكَ خَـدَّي
هـا وَقـامَت قِيامَـةُ العَبَـراتِ
وَاِنطَـوَت رِقَّـةُ الشـُعورِ وَكانَت
سـَلوَةَ البائِسـينَ وَالبائِسـاتِ
كُنتَ في مِصرَ شاعِراً يَبهَرُ اللُب
بَ بِآيــاتِ شــِعرِهِ البَيِّنــاتِ
فَهَجَرتَ الشِعرَ السَرِيَّ إِلى النَث
رِ فَجِئتَ الكُتّــابَ بِـالمُعجِزاتِ
مُـتَّ وِالنـاسُ عَـن مُصـابِكَ وَشُغ
لٍ بِجُـرحِ الرَئيسِ حامي الحُماةِ
شــُغِلوا عَـن أَديبِهِـم بِمُنَجّـي
هِـم فَلَم يَسمَعوا نِداءَ النُعاةِ
وَأَفـاقوا بَعدَ النَجاةِ فَأَلفَوا
مَنـزِلَ الفَضـلِ مُقفَـرَ العَرَصاتِ
قَـد بَكـاكَ الرَئيـسُ وَهوَ جَريحٌ
وَدُمــوعُ الرَئيــسِ كَالرَحَمـاتِ
لَم تُبَقِّ يا فَتى المَحامِدِ مالاً
فَلَقَـد كُنـتَ مُغرَمـاً بِالهِبـاتِ
كَـم أَسـالَت لَكَ اليَراعَةُ سَيلاً
مِـن نُضـارٍ يَفيـضُ فَيضَ الفُراتِ
لَـم تُؤَثِّـل مِمـا كَسَبتَ وَلَم تَح
سـِب عَلى ما أَرى حِسابَ المَماتِ
مِــتَّ عَـن يـافِعٍ وَخَمـسِ بَنـاتٍ
لَـم تُخَلِّـف لَها سِوى الذِكرَياتِ
وَتُـراثُ الأَديـبِ في الشَرقِ حُزنٌ
لِبَنيـــهِ وَثَـــروَةٌ لِلــرَواةِ
لا تَخَـف عَـثرَةَ الزَمـانِ عَلَيهِم
لا وَلا صـَولَةَ اللَيالي العَواتي
عَيـنُ سَعدٍ تَرعاهُمُ بَعدَ عَينِ ال
لَـهِ فَاِهدَأ فَقَد وَجَدتَ المُواتي
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.