
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا لا يَغُــــرَّنَ امْـــرَأً نَوْفَلِيَّـــةٌ
عَلَـى الـرَّأْسِ بَعْـدِي أَوْ تَـرائِبُ وُضَّحُ
وَلا فــاحِمٌ يُســْقَى الــدِّهانَ كَـأَنَّهُ
أَســاوِدُ يَزْهاهــا لِعَيْنَيْــكَ أَبْطُـحُ
وَأَذْنــابُ خَيْــلٍ عُلِّقَـتْ فِـي عَقِيصـَةٍ
تَــرَى قُرْطَهــا مِـنْ تَحْتِهـا يَتَطَـوَّحُ
فَـإِنَّ الْفَتَـى الْمَغْـرُورَ يُعْطِـي تِلادَهُ
وَيُعْطَـى الثَّنـا مِـنْ مـالِهِ ثُمَّ يُفْضَحُ
وَيَغْــدُو بِمِســْحاحٍ كَــأَنَّ عِظامَهــا
مَحــاجِنُ أَعْراهـا اللِّحـاءَ الْمُشـَبِّحُ
إِذا ابْتُـزَّ عَنْهـا الـدِّرْعُ قِيلَ مُطَرَّدٌ
أَحَــصُّ الـذُّنابَى وَالـذِّراعَيْنِ أَرْسـَحُ
فَتِلْـكَ الَّتِـي حَكَّمْتُ فِي الْمالِ أَهْلَها
وَمـا كُـلُّ مُبْتـاعٍ مِـنَ النَّـاسِ يَرْبَحُ
تَكُــونُ بِلَـوْذِ الْقِـرْنِ ثُـمَّ شـِمالُها
أَحُــثُّ كَثِيــراً مِـنْ يَمِينِـي وَأَسـْرَحُ
جَـرَتْ يَـوْمَ رُحْنـا بِالرِّكـابِ نَزُفُّهـا
عُقــابٌ وَشــَحَّاجٌ مِـنَ الطَّيْـرِ مِتْيَـحُ
فَأَمَّـا الْعُقـابُ فَهْـيَ مِنْهـا عُقُوبَـةٌ
وَأَمَّــا الْغُـرابُ فَـالْغَرِيبُ الْمُطَـوَّحُ
عُقــابٌ عَقَنْبـاةٌ تَـرَى مِـنْ حِـذارِها
ثَعــالِبَ أَهْــوى أَوْ أَشــاقِرَ تَضـْبَحُ
عُقـــابٌ عَقَنْبــاةٌ كَــأَنَّ وَظِيفَهــا
وَخُرْطُومَهــا الْأَعْلَــى بِنــارٍ مُلَـوَّحُ
لَقَـدْ كـانَ لِـي عَـنْ ضـَرَّتَيْنِ عَدِمْتُنِي
وَعَمَّـــا أُلاقِــي مِنْهُمــا مُتَزَحْــزَحُ
هُمـا الْغُـولُ وَالسـِّعْلاةُ حَلْقِيَ مِنْهُما
مُخَــدَّشُ مــا بَيْـنَ التَّراقِـي مُجَـرَّحُ
لَقَــدْ عـاجَلَتْنِي بِالنِّصـاءِ وَبَيْتُهـا
جَدِيـدٌ وَمِـنْ أَثْوابِهـا الْمِسـْكُ يَنْفَحُ
إِذا مـا انْتَصـَيْنا فَانْتَزَعْتُ خِمارَها
بَــدا كاهِــلٌ مِنْهــا وَرَأْسٌ صـَمَحْمَحُ
تُـداوِرُني فِـي الْبَيْـتِ حَتَّـى تَكُبَّنِـي
وَعَيْنِــيَ مِـنْ نَحْـوِ الْهِـراوَةِ تَلْمَـحُ
وَقَــدْ عَلَّمَتْنِـي الْوَقْـذَ ثُـمَّ تَجُرُّنِـي
إِلــى الْمــاءِ مَغْشـِيّاً عَلَـيَّ أُرَنَّـحُ
وَلَــمْ أَرَ كَـالْمَوْقُوذِ تُرْجَـى حَيـاتُهُ
إِذا لَـمْ يَرُعْـهُ الْمـاءُ سـاعَةَ يَنْضَحُ
أَقُـولُ لِنَفْسـِي أَيْـنَ كُنْـتِ وَقَـدْ أَرَى
رِجــالاً قِيامــاً وَالنِّســاءُ تُســَبِّحُ
أَبِـالْغَوْرِ أَمْ بِالْجَلْسِ أَمْ حَيْثُ تَلْتَقِي
أَمــاعِزُ مِــنْ وادِي بُرَيْــكٍ وَأَبْطَـحُ
خُـذا نِصـْفَ مـالِي وَاتْرُكـا لِيَ نِصْفَهُ
وَبِينـــا بِـــذَمٍّ فَـــالتَّعَزُّبُ أَرْوَحُ
فَيـا رَبِّ قَـدْ صـانَعْتُ عامـاً مُجَرَّمـاً
وَخـادَعْتُ حَتَّـى كـادَتِ الْعَيْـنُ تُمْصـَحُ
وَراشــَيْتُ حَتَّــى لَـوْ تَكَلَّـفَ رِشـْوَتِي
خَلِيـجٌ مِـنَ الْمُـرَّانِ قَـدْ كـادَ يُنْزَحُ
أَقُـــولُ لِأَصـــْحابِي أُســـِرُّ إِلَيْهِمُ:
لِـيَ الْوَيْـلُ إِنْ لَمْ تَجْمَحا كَيْفَ أَجْمَحُ
أَأَتْــرُكُ صــِبْيانِي وَأَهْلِـي وَأَبْتَغِـي
مَعاشــاً ســَواهِمُ أَمْ أَقِــرُّ فَأُذْبَـحُ
أُلاقِـي الْخَنـا وَالْبَـرْحَ مِنْ أُمِّ حازِمٍ
وَمـا كُنْـتُ أَلْقَـى مِـنْ رُزَيْنَـةَ أَبْرَحُ
تُصــَبِّرُ عَيْنَيْهــا وَتَعْصــِبُ رَأْســَها
وَتَغْـدُو غُـدُوَّ الـذِّئْبِ وَالْبُـومُ يَضْبَحُ
تَـرَى رَأْسـَها فِـي كُـلِّ مَبْـدىً وَمَحْضَرٍ
شــَعالِيلَ لَـمْ يُمْشـَطْ وَلا هُـوَ يُسـْرَحُ
وَإِنْ ســَرَّحَتْهُ كــانَ مِثْــلَ عَقــارِبٍ
تَشـــُولُ بِأَذْنــابٍ قِصــارٍ وَتَرْمَــحُ
تَخَطَّـــى إِلَــيَّ الْحــاجِزِينَ مُدِلَّــةً
يَكــادُ الْحَصـَى مِـنْ وَطْئِهـا يَتَرَضـَّحُ
كِنــازٌ عِفِرْنــاةٌ إِذا لَحِقَــتْ بِــهِ
هَــوَى حَيْـثُ تُهْـوِيهِ الْعَصـا يَتَطَـوَّحُ
لَهـا مِثْـلُ أَظْفـارِ الْعُقـابِ وَمَنْسـِمٌ
أَزَجُّ كَظُنْبُــــوبِ النَّعامَــــةِ أَرْوَحُ
إِذا انْفَلَتَـتْ مِـنْ حـاجِزٍ لَحِقَـتْ بِـهِ
وَجَبْهَتُهــا مِـنْ شـِدَّةِ الْغَيْـظِ تَرْشـَحُ
وَقـالَتْ تَبَصـَّرْ بِالْعَصـا أَصـْلَ أُذْنِـهِ
لَقَـدْ كُنْـتُ أَعْفُـو عَـنْ جِـرانٍ وَأَصْفَحُ
فَخَـــرَّ وَقِيـــذاً مُســْلَحِبّاً كَــأَنَّهُ
عَلَــى الْكِسـْرِ ضـِبْعانٌ تَقَعَّـرَ أَمْلَـحُ
وَلَمَّـا الْتَقَيْنـا غُـدْوَةً طـالَ بَيْنَنا
ســِبابٌ وَقَــذْفٌ بِالْحِجــارَةِ مِطْــرَحُ
أُجَلِّــي إِلَيْهــا مِـنْ بَعِيـدٍ وَأَتَّقِـي
حِجارَتَهــــا حَقّــــاً وَلا أَتَمَـــزَّحُ
تَشــُجُّ ظَنـابِيبِي إِذا مـا اتَّقَيْتُهـا
بِهِــنَّ وَأُخْـرَى فِـي الذُّؤابَـةِ تَنْفَـحُ
أَتانا ابْنُ رَوْقٍ يَبْتَغِي اللَّهْوَ عِنْدَنا
فَكـادَ ابْـنُ رَوْقٍ بَيْـنَ ثَـوْبَيْهِ يَسْلَحُ
وَأَنْقَـذَنِي مِنْهـا ابْـنُ رَوْقٍ وَصـَوْتُها
كَصــَوْتِ عَلاةِ الْقَيْــنِ صــُلْبٌ صـَمَيْدَحُ
وَوَلَّــى بِــهِ رادُ الْيَــدَيْنِ عِظـامُهُ
عَلَــى دَفَــقٍ مِنْهــا مَــوائِرُ جُنَّـحُ
وَلَســـْنَ بِأَســْواءٍ فَمِنْهُــنَّ رَوْضــَةٌ
تَهِيــجُ الرِّيــاضُ غَيْرَهــا لا تَصـَوَّحُ
جُمادِيَّــةٌ أَحْمَــى حَـدائِقَها النَّـدَى
وَمُـــزْنٌ تُــدَلِّيهِ الْجَنــائِبُ دُلَّــحُ
وَمِنْهُـــنَّ غُـــلٌّ مُقْمِـــلٌ لا يَفُكُّــهُ
مِـنَ الْقَـوْمِ إِلَّا الشَّحْشـَحانُ الصَّرَنْقَحُ
عَمَــدْتُ لِعَــوْدٍ فَــالْتَحَيْتُ جِرانَــهُ
وَلَلْكَيْـسُ أَمْضـَى فِـي الْأُمُـورِ وَأَنْجَـحُ
وَصــَلْتُ بِــهِ مِـنْ خَشـْيَةٍ أَنْ تَـذَكَّلا
يَمِينِــي سـَرِيعاً كَرُّهـا حِيـنَ تَمْـرَحُ
خُــذا حَــذَراً يــا خُلَّتَــيَّ فَـإِنَّنِي
رَأَيْـتُ جِـرانَ الْعَـوْدِ قَـدْ كانَ يَصْلُحُ
جِرانُ العَوْدِ النُّمَيْرِيّ، هوَ عامرُ بن الحارثِ بنُ كُلْفة، وقيلَ المُسْتَوْرَد، أبُو غبّاب، شاعرٌ وصّافٌ أدركَ الإسلامَ، وسمعَ القرآنَ وأوردَ منهُ كلماتٍ في شعرِهِ. لمْ تتعدَّدْ أغراضُهُ وموضوعاتُهُ بل تركَّزَتْ في الوصْفِ والتّشبيه، والغزلِ. ولمْ تَذْكُرْ عنهُ المصادرُ إلّا النزرَ اليسيرَ، يدورُ حولَ مقتطفاتٍ من شِعْرِهِ وسببِ تلقيبِهِ بجِرانِ العَوْد.