
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَذَكَّرَنِي الصِّبا بَعْدَ التَّناهِي
حَمامَـةُ أَيْكَةٍ تَدْعُو الْحَماما
أَســِيلاً خَـدُّهُ وَالْجِيـدُ مِنْـهُ
تَقَلَّـدَ زِينَـةً خُلِقَـتْ لِزامـا
كَسـاهُ اللـهُ يَوْمَ دَعاهُ نُوحٌ
نِظامـاً مـا يُرِيدُ بِهِ نِظاما
أُتِيـحَ لَـهُ ضـُحىً لَمَّـا تَنَمَّى
عَلَـى الْأَغْصانِ مُنْصَلِتاً قَطاما
فَقَـــدَّ حِجــابَهُ بِمُــذَرَّباتٍ
يُرِينَ الْحائِناتِ بِهِ الْحِماما
تَرَى الطَّيْرَ الرَّوائِدَ مُعْصِماتٍ
حِذاراً مِنْهُ بِالْغِيلِ اعْتِصاما
دَعَتْـهُ فَلَمْ يُجِبْ فَبَكَتْهُ شَجْواً
فَهَيَّـجَ شـَوْقُها وُرْقـاً تُؤاما
كَـأَنَّ الْأَيْـكَ حِيـنَ صَدَحْنَ فِيهِ
نَـوائِحُ يَلْتَدِمْنَ بِهِ الْتِداما
فَهَيَّـجَ ذاكَ مِنِّـي الشَّوْقَ حَتَّى
بَكَيْـتُ وَمـا فَهِمْتُ لَها كَلاما
جِرانُ العَوْدِ النُّمَيْرِيّ، هوَ عامرُ بن الحارثِ بنُ كُلْفة، وقيلَ المُسْتَوْرَد، أبُو غبّاب، شاعرٌ وصّافٌ أدركَ الإسلامَ، وسمعَ القرآنَ وأوردَ منهُ كلماتٍ في شعرِهِ. لمْ تتعدَّدْ أغراضُهُ وموضوعاتُهُ بل تركَّزَتْ في الوصْفِ والتّشبيه، والغزلِ. ولمْ تَذْكُرْ عنهُ المصادرُ إلّا النزرَ اليسيرَ، يدورُ حولَ مقتطفاتٍ من شِعْرِهِ وسببِ تلقيبِهِ بجِرانِ العَوْد.