
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنِّــي وَرَبِّ رِجــالٍ شــَعْبُهُمْ شــُعَبٌ
شـَتَّى يَطُوفُـونَ حَـوْلَ الْبَيْتِ وَالْحَجَرِ
جــاءَتْ بِهِـمْ قُلُـصٌ فُتْـلٌ مَرافِقُهـا
قُــبُّ الْبُطُـونِ مِـنَ الْإِدْلاجِ وَالْبُكَـرِ
مِـنْ كُـلِّ قَـرْواءَ مَعْقُـودٍ فَقارَتُهـا
عَلَـى مُنِيـفٍ كُرُكْـنِ الطَّـوْدِ وَالضَّفَرِ
يَمُــرُّ مِرْفَقُهــا بِالــدَّفِّ مُعْتَرِضـاً
مَـرَّ الْوَلِيـدِ عَلَـى الزُّحْلُوفَةِ الْأَشِرِ
تَقاعَســَتْ كَتِفاهــا بَعْـدَما حُنِيَـتْ
بِــالْمَنْكِبَيْنِ رُؤُوسُ الْأَعْظُــمِ الْأُخَـرِ
قَضــَيْنَ حَجّــاً وَحاجـاتٍ عَلَـى عَجَـلٍ
ثُـمَّ اسـْتَدْرَنَ إِلَيْنـا لَيْلَـةَ النَّفَرِ
لَـوْلا حُمَيْـدَةُ مـا هامَ الْفُؤادُ وَلا
رَجَّيْـتُ وَصـْلَ الْغَـوانِي آخِـرَ الْعُمُرِ
أَحْبَبْتُهـا فَـوْقَ ما ظَنَّ الْعُداةُ بِنا
حُـبَّ الْعَلاقَـةِ لا حُبّـاً عَلَـى الْخَبَـرِ
حَتَّـى إِذا قُلْـتُ هَذا الْمَوْتُ أَدْرَكَنِي
صـَبْرُ الْكِـرامِ وَضـَرْبُ الْجَأْشِ لِلْقَدَرِ
وَلَــنْ تُعَــزِّيَ نَفْســاً حُـرَّةً أَبَـداً
إِلّا اسـْتَمَرَّتْ عَزُوفـاً جَلْـدَةَ الصـَّبِرِ
يـا حَبَّـذا نَسـَمٌ مِـنْ فِيـكِ يَمْزُجُـهُ
عُــودُ الْأَراكِ جَلا عَــنْ بـارِدٍ خَصـِرِ
هَــلْ تَــذْكُرِينَ مَقِيلاً لَسـْتُ ناسـِيَهُ
بَيْـنَ الْأَبـارِقِ ذاتِ الْمَـرْخِ وَالسَّمُرِ
بِبَطْــنِ وادِي ســَنامٍ حَيْـثُ قـابَلَهُ
وادٍ مِـنَ الشـُّعْبَةِ الْيُمْنَـى بِمُنْحَدِرِ
لَمَّـا أَتَيْـتُ عَلَى السَّبْعِينَ قُلْتُ لَهُ
يا ابْنَ الْمُسَحَّجِ هَلْ تَلْوِي مِنَ الْكِبَرِ
شــَيْخٌ تَحَنَّــى وَأَرْوَى لَحْـمُ أَعْظُمِـهِ
تَحَنِّـيَ النَّبْعَـةِ الْعَوْجاءِ فِي الْوَتَرِ
كَــأَنَّ لِمَّتَــهُ الشـَّعْراءَ إِذْ طَلَعَـتْ
مِـنْ آخِـرِ اللَّيْلِ تَتْلُو دارَةَ الْعُمُرِ
جِرانُ العَوْدِ النُّمَيْرِيّ، هوَ عامرُ بن الحارثِ بنُ كُلْفة، وقيلَ المُسْتَوْرَد، أبُو غبّاب، شاعرٌ وصّافٌ أدركَ الإسلامَ، وسمعَ القرآنَ وأوردَ منهُ كلماتٍ في شعرِهِ. لمْ تتعدَّدْ أغراضُهُ وموضوعاتُهُ بل تركَّزَتْ في الوصْفِ والتّشبيه، والغزلِ. ولمْ تَذْكُرْ عنهُ المصادرُ إلّا النزرَ اليسيرَ، يدورُ حولَ مقتطفاتٍ من شِعْرِهِ وسببِ تلقيبِهِ بجِرانِ العَوْد.