
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـلَ انْتُمْ واقِفُونَ عَلَى السُّطُورِ
فَنَنْظُـرَ مـا لَقِيـنَ مِنَ الدُّهُورِ
تُرِكْـنَ بِرِجْلَـةِ الرَّوْحـاءِ حَتَّـى
تَنَكَّـرَتِ الـدِّيارُ عَلَـى الْبَصِيرِ
كَــوَحْيٍ بِالْحِجــارَةِ أَوْ وُشـُومٍ
بِأَيْـدِي الـرُّومِ باقِيَةِ النَّؤُورِ
وَخَـوْدٍ قَـد رَأَيْـتُ بِهـا رَكُـولٍ
بِرِجْلَيْهـا الـدِّمَقْسَ مَعَ الْحَرِيرِ
إِذا اسـْتَقْبَلْتَها كَرَعَـتْ بِفِيها
كُـرُوعَ الْعَسـْجَدِيَّةِ فِـي الْغَدِيرِ
كِلانـا نَسـْتَمِيتُ إِذا الْتَقَيْنـا
وَأَبْـدَى الْحُـبُّ خافِيَـةَ الضَّمِيرِ
فَتَقْتُلُنِــي وَأَقْتُلُهــا وَنَحْيـا
وَنَخْلِــطُ مـا يُمَـوِّتُ بِالنُّشـُورِ
وَلَكِنَّـــا يُمَوِّتُنـــا رَســـِيسٌ
تَمَكَّـنَ بِـالْمَوَدَّةِ فِـي الصـُّدُورِ
رَشـِيفَ الْخامِسـاتِ وَقِيـطَ هَضـْبٍ
قَلِيـلَ الْمـاءِ فِي لَهَبِ الْحَرُورِ
وَلَيْـسَ بِعـائِدٍ يَـوْمُ الْتَقَيْنـا
بِــرَوْضٍ بَيْــنَ مَحْنِيَــةٍ وَقُـورِ
فَتَقْضـــِينِي مَواعِــدَ مُنْســَآتٍ
وَأَقْضـِي مـا عَلَـيَّ مِـنَ النُّذُورِ
وَأَشْفِي -إِنْ خَلَوْتُ- النَّفْسَ مِنْها
شـِفاءَ الـدَّهْرِ آثِـرَ ذِي أَثِيـرِ
فَلَيْـتَ الـدَّهْرَ عادَ لَنا جَدِيداً
وَعُـدْنا مِثْلَنـا زَمَـنَ الْحَصـِيرِ
وَعـادَ الرَّاجِعـاتُ مِنَ اللَّيالِي
شـُهُوراً أَوْ يَـزِدْنَ عَلَى الشُّهُورِ
أَلا يــا رُبَّ ذِي شــَرَفٍ وَمَجْــدٍ
سَيُنْسـَبُ إِنْ هَلَكْـتُ إِلَى الْقُبُورِ
وَمَشـــْبُوحِ الْأَشــاجِعِ أَرْيَحِــيٍّ
بَعِيـدِ الـذِّكْرِ كَالْقَمَرِ الْمُنِيرِ
رَفِيـعِ النَّاظِرَيْنِ إِلَى الْمَعالِي
عَلَــى الْعِلَّاتِ ذِي خُلُــقٍ يَسـِيرِ
يَكـادُ الْمَجْـدُ يَنْضـَحُ مِنْ يَدَيْهِ
إِذا دُفِـعَ الْيَتِيـمُ عَنِ الْجَزُورِ
وَأَلْجَــأَتِ الْكِلابَ صــَباً بَلِيـلٌ
فَــآلَ نُبـاحُهُنَّ إِلَـى الْهَرِيـرِ
وَقَـدْ جَعَلَـتْ فَتـاةُ الْحَيِّ تَدْنُو
مَـعَ الْهُلَّاكِ مِـنْ عَـرَمِ الْقُـدُورِ
وَكـانَ اللَّحْـمُ يَيْسـِرُهُ أَبُوهـا
أَحَـبَّ إِلـى الْفَتاةِ مِنَ الْعَبِيرِ
فَمـا أَنـا لِلْمَطِيَّـةِ بِـابْنِ عَمٍّ
وَلا لِلْجــارَةِ الــدُّنْيا بِزِيـرِ
وَلَكِـنْ مـا تَـزالُ بِيَ الْمَطايا
خِفـافَ الْـوَطْءِ جائِلَـةَ الضُّفُورِ
بِبَلْقَعَــةٍ كَــأَنَّ الْأَرْضَ فِيهــا
تَجَهَّـــزُ لِلتَّحَمُّــلِ وَالْبُكُــورِ
فَيَأْخُـذُنِي الْعِنـاقُ وَبَرْدُ فِيها
بِمَــوْتٍ مِـنْ عِظـامِي أَوْ فُتُـورِ
وَأَقْحُـلُ حِيـنَ أَدْخُـلُ فِي حَشاها
قُحُـولَ الْقِـدِّ فِـي عُنُـقِ الْأَسِيرِ
جِرانُ العَوْدِ النُّمَيْرِيّ، هوَ عامرُ بن الحارثِ بنُ كُلْفة، وقيلَ المُسْتَوْرَد، أبُو غبّاب، شاعرٌ وصّافٌ أدركَ الإسلامَ، وسمعَ القرآنَ وأوردَ منهُ كلماتٍ في شعرِهِ. لمْ تتعدَّدْ أغراضُهُ وموضوعاتُهُ بل تركَّزَتْ في الوصْفِ والتّشبيه، والغزلِ. ولمْ تَذْكُرْ عنهُ المصادرُ إلّا النزرَ اليسيرَ، يدورُ حولَ مقتطفاتٍ من شِعْرِهِ وسببِ تلقيبِهِ بجِرانِ العَوْد.