
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقمنــا ورَبَّتنــا الـديارُ ولا أري
كَمَرْبَعِتَــا بيــن الحَنَّييْـنِ مَرْبَعـا
ألا حَـبَّ بـالوادي الـذي رُبَّما نَرى
بـه مـن جميـع الحـي مَرْأى ومَسْمَعَا
ألا لا تلومــا القلـبَ أن يتخشـعا
فقـد هـاجت الأحـزانُ قلبـاً مُفَزِّعَا
وَجُــودَا لِهنـد بالكرامـة مِنْكُمَـا
ومـا شـئتما أن تمنعا بَعْدُ فامنعا
ومــا حَفَلَــت هنْـدٌ تَعَـرُّضَ حـاجتي
ولا نَــوْمَ عَيْنَـيَّ الغِشـَاشَ المروعـا
بِعَيْنِـيَ مِـنْ جـارٍ على غَرْبَة النوي
أراد بســُلْمَانِينَ بَيْنــاً فودعــا
لعلـك فـي شـك مـن الـبين بعدما
رأيتَ الحَمام الوُرْقَ في الدار وُقَّعَا
كـأن غمامـاً في الخدور التي غدت
دنــا ثــم هزتـه الصـِّبا فترفعـا
فليـت رِكـابَ الحـي يـوم تحملـوا
بحَوْمانــةِ الــدَّراج أصـْبَحْنَ ظُلَّعـا
بنـي مالـك إن الفـرزدق لم يزل
فلـوَّ المخـازى مِـنْ لَـدُنْ أنْ تيفَّعا
جريرُ بنُ عطيَّةَ الكَلبِيُّ اليَربُوعِيِّ التّميميُّ، ويُكَنَّى أَبا حَزْرَةَ، وهو شاعِرٌ أُمَوِي مُقدَّمٌ مُكثِرٌ مُجيدٌ، يُعدُّ فِي الطّبقةِ الأُولى مِن الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، وُلِدَ فِي اليَمامةِ ونَشأَ فِيها وانْتقلَ إِلى البَصرَةِ، واتَّصَلَ بِالخُلفاءِ الأُمَوِيِّينَ وَوُلاتِهِم، وكانَ يُهاجِي شُعراءَ زَمانِهِ ولمْ يَثبُتْ أَمامَهُ إِلَّا الفَرزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقد قَدَّمَهُ بعضُ النُّقادِ والرُّواةُ على الفَرزدقِ والأَخطَلِ وذُكِرَ أنَّ أَهلَ الْبَادِيَةِ وَالشُّعرَاءِ بِشِعْرِ جريرٍ أَعجَبُ، وأَنَّهُ يُحْسِنُ ضُروباً مِنَ الشِّعرِ لا يُحسِنُها الفَرَزْدَقُ والأَخْطَلُ، وقدْ تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ 110 لِلهِجْرَةِ.