
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرقــتُ وَشــَرُّ الــداءِ هَــمٌ مُـؤَرِّق
كَــأَنّي أَسـيرٌ جـانَبَ النَـومَ موثَـقُ
تــذَكر ســَلمى أَو صــَريعٌ لِصــَحبِهِ
يَقـولُ إِذا مـا عَـزَّت الخَمرُ أَنفِقوا
يَشـُبُّ حُمَيّـا الكَـأسِ فيهِ إِذا اِنتَشى
قَـــديمُ الخِتــامِ بــابِلِيٌّ مُعَتَّــقُ
يَقـــولُ الشــُروبُ أَيُّ داءٍ أَصــابَهُ
أَتَخبيــلُ جِــنٍّ أَم دَهــاهُ المُـرَوَّقُ
يَمــوتُ وَيَحيـا تـارَةً مِـن دَبيبِهـا
وَلَيـسَ لَـهُ أَن يُفصـِحَ القيـلَ مَنطِـقُ
وَأَعجَــبَ ســَلمى أَنَّ ســَلمى كَأَنَّهـا
مِـن الحُسـنِ حَـوراءُ المَـدامِعِ مُرشِقُ
دَعاهــا إِلــى ظِـلٍّ تُزَجّـى غَزالَهـا
مَـعَ الحَـرِّ عُمـرِيٌّ مِـن السـِدرِ مُورِقُ
تَعَطَّـــفَ أَحيانــاً عَلَيــهِ وَتــارَةً
تَكـادُ وَلَـم تَغفُـل مِـن الوُجدِ تَخرَقُ
وَلِلحلــيِ وَسـواسٌ عَلَيهـا إِذا مَشـَت
كَمـا اِهتَـزَّ في ريحٍ مِنَ الصَيفِ عَشرِقُ
إِذا قَتَلَـت لَـم يُـؤدَ شـَيئاً قَتيلُها
بَرَهرَهَـــةٌ رَيّـــا تُـــوَدُّ وَتُعشــَقُ
وَتَبســـِمُ عَــن غُــرِّ رُواءٍ كَأَنَّهــا
أَقــاحٍ بِرَيّــانٍ مِـن الـرَوضِ مُشـرِقُ
كَــأَنَّ رُضـابَ المِسـكِ فَـوقَ لِثاتِهـا
وَكـــافورَ داريٍّ وَراحـــاً تُصـــَفَّقُ
حَمَتــهُ مِـن الصـادي فَلَيـسَ تُنيلُـهُ
وَإِن مـاتَ مـا غَنّـى الحَمامُ المُطَوَّقُ
تَكــونُ وَإِن أَعطَتــكَ عَهـداً كَأَنَّهـا
إِذا رُمـتَ مِنهـا الـوُدَّ نَجـمٌ مُحَلِّـقُ
فَبَــرَّحَ بــي مِنهـا عُـداةٌ فَصـَرمُها
عَلَـــيَّ غَـــرامٌ واِدِّكـــارٌ مُشــَوِّقُ
وَقــالَ العَــدُوُّ وَالصــَديقُ كِلاهُمـا
لِنابِغَـــةَ البَكــرِيِّ شــِعرٌ مُصــَدَّقُ
فَـأَحكَمُ أَلبـابَ الرِجـالِ ذوو التُقى
وَكُـلُّ اِمرىـءٍ لا يَتَّقـي اللَـهَ أَحمَـقُ
وَلِلنــاسِ أَهــواءٌ رَشــَتّى هُمـومُهُم
تَجَمَّـــعُ أَحيانــاً وَحينــاً تَفَــرَّقُ
وَزَرعٌ وَكُــلُّ الــزَرعِ يُشــبِهُ أَصـلَهُ
هُــمُ وُلِــدوا شــَتّى مُكِيـسٌ وَمُحمِـقُ
فَـذو الصـَمتِ لا يُجنـي عَلَيـهِ لِسانُهُ
وَذو الحِلـمِ مَهـدِيُّ وَذو الجَهلَ أَخرَقُ
وَلَســتُ وَإِن ســُرَّ الأَعــادي بِهالِـكٍ
وَلَيــسَ يُنَجّينـي مِـنَ المَـوتِ مُشـفِقُ
وَأَشـــوَسَ ذي ضــِغنٍ تَــراهُ كَــأَنَّهُ
إِذا أَنشــَدَت يَومــاً رَواتـي مُخَنَّـقُ
وَلَـم يَـأتِهِ عَنّـي مِـنَ الشـَتمِ عاذِرٌ
خَلا أَنَّ أَمثـــالي تُصـــيبُ وَتَعــرُقُ
وَبُــدِّلتُ مِـن سـَلمى وَحُسـنِ صـِفاتِها
رُسـوماً كَسـَحقِ البُـردِ بَـل هِيَ أَخلَقُ
عَفَتهـا خَسـا الأَرواحِ تُـذرى خِلالَهـا
وَجـالَ عَلـى القَـضِّ التُـراب المُدَقَّقُ
وَغَيَّرَهـــا جـــونٌ رُكــامٌ مُجَلجِــلٌ
أَجَــشُّ خَصـيفُ اللَـونِ يَخبـو وَيَـبرُقُ
يَلالـــي وَميـــضٌ مُســتَطيرٌ يَشــُبُّهُ
كَمـا جـالَ فـي دُهمٍ مِنَ الخَيلِ أَبلَقُ
تَنـــوءُ بِأَحمــالٍ ثِقــالٍ وَكُلُّهــا
وَقَــد غَرَقَـت بِالمـاءِ رَيّـانُ مُتـأَقُ
كَـأَنَّ مَصـابيحاً غَـذا الزَيـتُ فُتلَها
ذُبـالاً بِـهِ بـاتَت إِذا التَـجَّ تَـذلَقُ
كَــأَنَّ خَلايــا فيــهِ ضـَلَّت رِباعُهـا
وَلَجَّـــةُ حُجّـــاجٍ وَغـــابٌ يُحَـــرَّقُ
تَمَـرَّضَ تَمريـهِ الجَنـوبُ مَـعَ الصـِبا
تَهــامٍ يَمــانٍ أَنجَــدٌ وَهـوَ مُعـرِقُ
يَســُحُّ رَوايــا فَهــوَ دانٍ يَثُجُّهــا
هَرِيــتُ العَزالــي كُلُّهــا مُتَبَعِّــقُ
يُسـيلُ رِمـالا لَـم تَسـِل قَبـلَ صـَوبِهِ
وَشـَقَّ الصـَفّا مِنـهُ مَـعَ الصَخرِ مُغدِقُ
سـَقى بَعـدَ مَحلـوبٍ سـَناماً وَلَعلَعـاً
وَقَــد رُوِيَــت مِنــهُ تَبــوكٌ وَأَروقُ
وَأَضــحَت جِبــالُ البُحتَرِيّيـنَ كُلُّهـا
وَمــا قَطَــنٌ مِنهــا بِنــاجٍ تُغَـرَّقُ
إِذا فُـرَّقٌ فـي الـدارِ خـارَت فَنُتِّجَت
أَتـى بَعـدَها مِـن دُلَّـحِ العَيـنِ فُرَّقُ
فَـأَقلَعَ إِذ خَـفَّ الرَبـابُ فَلَـم يَقُـم
رُكــامٌ تُزَجّيــهِ الشــَمالُ وَتَســحَقُ
فَمِنــهُ كَأَمثــالِ العُهـونِ دِيارُهـا
لَهـا صـَبَحٌ نَـورٌ مِـنَ الزَهـرِ مُونِـقُ
عَفَــت غَيــرَ أَطلالٍ تَعَطَّــفُ حَولَهــا
مَراشــــيقُ أُدمٌ دَرُّهـــا يُتَفَـــوَّقُ
وَشــوهٌ كَأَمثــالِ الســَبائِجِ أُبَّــدٌ
لَها مِن نِتاجِ البيضِ في الرَوضِ دَردَقُ
يَقـودُ الـرِئالَ حيـنَ يَشـتَدُّ ريشـُها
خَريقــانِ مِــن رُبـدٍ جَفـولٌ وَنِقنِـقُ
يَكـادُ إِذا مـا اِحتَـكَّ يَعقِـدُ عُنقَـهُ
مِـنَ اللِيـن مَكسـُوُّ الجَنـاحَينِ أَزرَقُ
فُراســـُنُها شـــَتّانِ وافٍ وَنـــاقِصٌ
فَأَنصـافُها مِنهُـنَّ فـي الخَلـقِ تُسرَقُ
نَقـــانِقُ عَجـــمٌ أُبَّـــدٌ وَكَأَنَّمــا
مَـعَ الجِـنِّ بـاتَت بِالمَواسـي تُحَلَّـقُ
تَـرى حِـزَقَ الـثيرانِ يَحميـنَ حائِلاً
فَكُـــلٌّ لَـــهُ لَــدنٌ ســِلاحٌ مُــذَلَّقُ
تُزَجّـى المهـا السَفعُ الحُدودِ جَآذِراً
وراداً إِذا رُدَّت مِــن الــرِيِّ تَسـنَقُ
وَتَخــذُلُ بِالقيعــانِ عِيــنٌ هَوامِـلٌ
لَهــا زَمَــعٌ مِــن خَلــفِ رُحٍّ مُعَلَّـقُ
إِذا أَجفَلَــت جــالَت كَـأَنَّ مُتونَهـا
سـُيوفٌ جَـرى فيهـا مِـنَ العِتقِ رَونَقُ
وَكُــــلُّ مِســـَحٍّ أَخـــدَرِيٍّ مُكَـــدَّمٍ
لَــهُ عانَــةٌ فيهــا يَظَــلُّ وَيَشـهَقُ
بِأَكفالِهـــا مِــن ذَبِّــهِ بِشــَباتِهِ
خُــدودٌ وَمــا يَلقــى أَمَـرُّ وَأَعلَـقُ
إِذا اِنصـَدَعَت وَاِنصـاعَ كـانَ كَأَنَّمـا
بِـهِ وَهـوَ يَحـدوها مِـنَ الجِـنِّ أَولَقُ
هَوامِــلُ فــي دارٍ كَــأَنَّ رُســومَها
مِـنَ الـدَرسِ عـادِيٌّ مِـنَ الكُتبِ مُهرَقُ
فَمِنهُـــنَّ نُـــؤيٌ خاشـــِعٌ وَمُشــَعَّثٌ
وَســـفعٌ ثَلاثٌ قَـــد بَلَيـــنَ وَأَورَقُ
فَجَشــَّمتُ نَفســي يَـومَ عَـيَّ جَوابُهـا
وَعَينِــيَ مِـن مـاءِ الشـُؤونِ تَرَقـرَقُ
مِـنَ الأَرضِ دَوِّيّـاً يُخـافُ بِهـا الرَدى
مَهــامِهَ مِمحــالاً بِهــا الآلُ يَخفِـقُ
تُغَربِلُــهُ ذَيــلُ الرِيــاحِ تُرابَهـا
فَلَيـــسَ لِوَحشـــِيٌّ بِهـــا مُتَعَلَّــقُ
يَهــا جِيَـفُ الحَسـرى أَرومٌ عِظامُهـا
إِذا صــَفَّحَت فـي الآلِ تَبـدو وَتَغـرَقُ
كَــأَنَّ مُلاءَ المَحــضِ فَــوقَ مُتونِهـا
تَــرى الأُكــمَ مِنـهُ تَرتَـدي وَتُنَطَّـقُ
وَيَـومٍ مِـنَ الجَـوزاءِ مُستَوقِدُ الحَصى
تَكــادُ عِضــاهُ البيـدِ مِنـهُ تَحَـرَّقُ
لَــهُ نِيرَتــا حَــرٍّ ســَمومٌ وَشَمسـُهُ
صــِلابُ الصــَفا مِــن حَرِّهـا تَتَشـَقَّقُ
إِذا الريـحُ لَـم تَسكُن وَهاجَ سَعيرُها
وَخَـبَّ السـَفا فيهـا وَجـالَ المُخَـزَّقُ
وَظَلَّـــت حَرابِـــيُّ الفَلاةِ كَأَنَّهـــا
مِـن الخَـردَلِ المَطـروقِ بِالخَلِّ تَنشِقُ
بِأَدمـاءَ مِـن حُـرذِ الهِجـانِ نَجيبَـةٍ
أَجــادَ بِهــا فَحَــلٌ نَجيـبٌ وَأَينُـقُ
بَقِيَّـــةُ ذَودٍ كَالمَهـــا أَمَّهاتُهــا
تَخَيَّرُهـــا ثُــمَّ اِصــطَفاها مُحَــرَّقُ
لَهــا كاهِــلٌ مِثـلُ الغَـبيطِ مُـؤَرَّبٌ
وَأَتلَــعُ مَصــفوحُ العَلابــي عَشــَنَّقُ
وَجُمجُمَــةٌ كَــالقَبرِ بــادٍ شـُؤونُها
وَســـامِعَتا نـــابٍ وَلحــيٌ مُعَــرَّقُ
وَعَينــان كَحَلاوانِ تَنفــي قَــذاهُما
إِذا طَرَفَــت أَشــفارُ عَيــنٍ وَحِملِـقُ
وَخَــدّانِ زانــا وَجـهَ عَنـسٍ كَأَنَّهـا
وَقَــد ضـَمَرَت قَـرمٌ مِـنَ الأُدمِ أَشـدَقُ
وَخَطــمٌ كَسـَتهُ واضـِحاً مِـن لُغامِهـا
نَفــاهُ مِــنَ اللَحيَيــنِ دَردٌ وَأَروَقُ
يُبَــلُّ كَنَعـلِ السـِبتِ طـوراً وَتـارَةً
يَكُــفُّ الشـَذا مِنهـا خَرِيـعٌ وَأَفـرَقُ
يَعــومُ ذِراعاهــا وَعَضـدانِ مارَتـا
فَكُــلٌّ لَــهُ جـافٍ عَـنِ الـدِفِّ مِرفَـقُ
مُضـــَبَّرَةٌ أُجـــدٌ كَـــأَنَّ مَحالَهــا
وَمــا بَيــنَ مَتنَيهـا بِنـاءٌ مُوَثَّـقُ
وَتَلــوي بِجَثــلٍ كالإِهــانِ كَأَنَّهــا
بِــهِ بَلَــحٌ خُضــرٌ صــِغارٌ وَأَعــذُقُ
مَناســِمُ رِجلَيهـا إِذا مـا تَقـاذَفَت
يَــداها وَحُثَّــت بِالــدَوائِرِ تَلحَـقُ
عَلـى لا حِـبٍ يَـزدادُ فـي اللُبسِ جِدَّةً
وَيَبلـى عَـنِ الإِعفـاءِ طـوراً وَيَخلُـقُ
تُقِّلِّـــبُ أَخفافــاً بِعَــوجٍ كَأَنَّهــا
مَـــرادِيُّ غَســـَانِيَّةٍ حيــنَ تَعتِــقُ
وَكـانَت ضـِناكاً قَد عَلا النَحضُ عَظمَها
فَعــادَت مَنينــاً لَحمُهــا مُتَعَــرِّقُ
إِذا حُــلَّ عَنهـا كُورُهـا خَـرَّ عِنـدَهُ
طَليحـــان مُجتَــرٌّ وَأَشــعَثُ مُطــرِقُ
وَمــاءٍ كَــأَنَّ الزَيـتَ فَـوقَ جِمـامهُ
مَـتى مـا يَـذُقهُ فُـرَّطُ القَـومِ يَسبِقُ
فَوَصــَّلتُ أَرماثــاً قِصـارا وَبَعضـُها
ضـَعيفُ القُـوى بِمَحمَـلِ السـَيفِ موثَقُ
إِلــى ســَفرَةٍ أَمّــا عُراهـا فَرَثَّـةٌ
ضـــِعافٌ وَأَمّـــا بَطنُهــا فَمُخَــرَّقُ
أَلُـدُّ بِمـا آلَـت مِـنَ المـاءِ جَسـرَةً
تَكـادُ إِذا لُـدَّت مِـنَ الجُهـدِ تَشـرَقُ
عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان.شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي.كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء.مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد.